عواصم-الاتحاد ووكالات الأنباء:حذرت منظمة الأمم المتحدة من انفجار الوضع الأمني بشكل غير مسبوق وانتقال الصراع الإثيوبي الإريتري إلى الأراضي الصومالية،في الوقت الذي أعلنت فيه عن رصدها لتدفق كميات كبيرة من الأسلحة إلى الموانئ الصومالية ·وشهد معسكر ''دينوناي'' بضواحي بيداوا مناوشات بين مليشيا الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد ومليشيات قبلية·فيما خرقت المحاكم الإسلامية الحظر على السلاح·
وأكد السيد فرانسوا فول مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصومال ل(الاتحاد) بشكل صريح عن تأكد المنظمة الدولية من وجود قوات إثيوبية في الصومال من أجل مساعدة وحماية حكومة الرئيس عبدالله يوسف، ولكنه قال إن عدد القوات محدود حتى الآن ولا يتجاوز 500 جندي، وأشار فول إلى أن مراقبي الأمم المتحدة رصدوا تدفق كميات كبيرة من الأسلحة على مطار بيداوا حيث تتمركز الحكومة الانتقالية، وأوضح أن مصدر السلاح القادم للحكومة الانتقالية دولة إثيوبيا، ولكن المسؤول الدولي أكد أن الحكومة الإريترية مستمرة في إرسال شحنات كبيرة من الأسلحة عبر مطار مقديشو لدعم سلطة اتحاد المحاكم الإسلامية·
وعبّر فول عن مخاوفه من انفجار الوضع الأمني في الصومال بشكل غير مسبوق خاصة إذا سعت دولتا إثيوبيا وإريتريا إلى نقل خلافاتهما إلى الأراضي الصومالي مشيرا'' إلى أنه رفع تقريرا'' عاجلا'' إلى الأمين العام للأمم المتحدة لاتخاذ التدابير اللازمة لمنع انفجار الوضع الأمني الذي قد يهدد السلام والاستقرار في كل منطقة القرن الأفريقي· وأشار المسؤول الدولي إلى ضرورة إحياء عملية التفاوض بين الحكومة الانتقالية واتحاد المحاكم الإسلامية لوقف التدهور الأمني·
وكانت جهات مستقلة عديدة قد أكدت عبور القوات الإثيوبية الحدود المشتركة وانتشارها في مدينة بيداوا لحماية حكومة عبدالله يوسف، ولكن الحكومتين الإثيوبية والصومالية الانتقالية التزمتا الصمت· ويزيد من تعقيد الأزمة الصومالية أن الحكومة الانتقالية التي تجد اعترافا'' دوليا'' محاصرة في مدينة بيداوا دون أي سند شعبي واضح بينما يجد اتحاد المحاكم الإسلامية دعما'' شعبيا'' كبيرا'' وتمكن من التمدد في مناطق واسعة من الصومال ولكنه فشل في ذات الوقت من الحصول على اعتراف دولي·
على صعيد متصل شنت مليشيات تابعة للرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد والتي تسيطر على مدينة ''بيداوا'' أمس هجوما على مليشيات قبلية كانت تتمركز بالقرب من معسكر ''دينوناي'' بضواحي بيداوا·وادعت المليشيات القبلية ان مليشيات الرئيس يوسف قامت باستفزازات ضدها حيث تبادل الطرفان إطلاق النار مما أدى الى اصابة عدد من افراد الجانبين·وأفادت مصادر مطلعة أن مليشيات يوسف استولت على سيارتين حربيتين في نهاية تلك المناوشات المسلحة·فيما أكد ناطق باسم المليشيات القبلية أنها انتقلت الى منطقة ''مود مود'' استعدادا لجولة أخرى من المعارك·
وفي المقابل هبطت أمس طائرة شحن في مطار مقديشو الدولي مما حمل الحكومة الصومالية الانتقالية على اتهام الإسلاميين بانتهاك الحظر على الأسلحة·وأبعدت عناصر الميليشيات الاسلامية الصحافيين عن محيط المطار·وكان قائدان من ميليشيات المحاكم الشرعية ينتظران هبوط الطائرة على مدرج المطار المغلق أمام حركة الملاحة منذ 11 عاما·وعلى الفور اتهم مسؤول في الحكومة الانتقالية الإسلاميين بانتهاك الحظر على الأسلحة الى الصومال الذي فرضته الأمم المتحدة في ·1992
ونفت المحاكم اتهامات الحكومة الانتقالية وقال الشيخ يوسف محمد سياد رئيس الأمن في اتحاد المحاكم الاسلامية إن الطائرة لم تكن قادمة من أريتريا
وقال المسؤول الحكومي في اتصال هاتفي من بيداوا مقر المؤسسات الانتقالية الصومالية طالبا عدم كشف هويته ''نعرف تماما ان الطائرة تنقل أسلحة ونحن مستاءون جدا''·
من جانبها نفت إثيوبيا وجود قوات تابعة لها بداخل الصومال· ووصف مسؤول إثيوبي الشروط التي وضعها اتحاد المحاكم الاسلامية في الصومال لانسحاب القوات المزعومة بأنه ''عذر واه'' لتفادي المشاركة في محادثات السلام مع الحكومة الانتقالية الاتحادية·
وقال المسؤول الذي يعمل بوزارة الاعلام الاثيوبية ''إن الاسلاميين يدركون جيدا بأنه ليس هناك أي جندي إثيوبي في الصومال''·وأضاف المسؤول الذي رفض الإفصاح عن اسمه ''إن الاسلاميين متمسكون بادعاءاتهم بأن إثيوبيا غزت الصومال بإرسال قوات إلى بيداوا·والان جاءوا بعذر رديء ليطلبوا خروج القوات الاثيوبية من الصومال كشرط لمشاركتهم في محادثات السلام في الخرطوم مع الحكومة الانتقالية الاتحادية''·
عدد اليوم
