الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انتهاء الجولة الأولى من مفاوضات التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وأميركا

انتهاء الجولة الأولى من مفاوضات التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وأميركا
13 يوليو 2013 22:49
واشنطن (وكالات) - انتهت أول أمس بواشنطن الجولة الأولى من المفاوضات بشأن اتفاق تبادل حر بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد أسبوع من المباحثات التي اعتبرت “بناءة” من الجانبين. وقال كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي إجناثيو جارسيا برسيرو خلال مؤتمر صحافي في واشنطن: “كان هذا الأسبوع بناء جدا”. وأكد نظيره الأميركي دان مولاني من جهته أن المباحثات كانت جد “إيجابية”. وقال المسؤولان: إن هذه المباحثات التي تهدف إلى إقامة واحدة من أهم مناطق التبادل الحر في العالم، أتاحت التطرق إلى “عدد كبير من المواضيع” من الملكية الفكرية إلى تنسيق التشريعات إلى مسألة الزراعة أو فتح الأسواق العامة. وقال المفاوض الأوروبي: “إن المفاوضين حددوا نقاط اختلاف.. وبدأوا استكشاف سبل تقريب وجهات النظر حول نقاط الخلاف”. والمفاوضات التي من المقرر أن تستأنف في أكتوبر في بروكسل يمكن أن تتعثر أمام مسألة المنتجات المعدلة وراثياً التي تزرع على نطاق واسع في الولايات المتحدة وتحظى بتقنين مشدد في الاتحاد الأوروبي وأيضاً حول القطاع السمعي البصري المستثنى حالياً من تفويض المفاوضين الأوروبيين بمبادرة من فرنسا. وأكد المفاوض الأميركي أن التسريبات بشأن التجسس على ممثليات الاتحاد الأوروبي من قبل الأميركيين والتي كانت تهدد بتعطيل المفاوضات، “لم يتم التطرق لها” هذا الأسبوع في إطار المفاوضات التجارية. وأثيرت هذه المسألة الاثنين أثناء اجتماع منفصل برعاية وزارة العدل الأميركية بين ممثلي الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والمسؤولين الأميركيين. وهدف الاتفاق التجاري طموح جداً وهو إلغاء مجمل الحواجز الجمركية وخصوصا القانونية التي تعطل المبادلات بين الولايات المتحدة القوة الأكبر في العالم والاتحاد الأوروبي أهم شركائها التجاريين. ومع تأكيد تصميمهما على المضي في العملية فإن المفاوضين رفضا وضع مهلة زمنية لنهاية المفاوضات رغم أن هدف إبرام الاتفاق نهاية 2014 سبق أن أشارت إليه المفوضية الأوروبية. واكتفى مولاني بالقول: “نريد التقدم بسرعة”. البيانات الشخصية وقال كبير المفاوضين الأوروبيين في محادثات تحرير التجارة مع الولايات المتحدة أول أمس: إن الاتحاد الأوروبي لن يتخلى عن موقفه بشأن حماية البيانات الشخصية، وذلك في ختام الأسبوع الأول من المحادثات بين الجانبين. وقال إجناثيو جارسيا برسيرو رداً على سؤال للصحفيين في مؤتمر صحفي: “لا نعتزم تقديم تنازلات”، مضيفاً: إن الموضوع لن يتطرق إلى “معايير الاتحاد الأوروبي بشأن البيانات الشخصية”. وهذه التصريحات هي التصريحات العلنية الوحيدة التي صدرت بعد أسبوع من المحادثات مع فريق التفاوض الأميركي برئاسة دان مولاني الذي قال إن الأسبوع شهد تجمعاً ناجحاً في واشنطن بالنسبة لفرق التفاوض بشأن أكثر من 15 موضوعاً. يذكر أن التخطيط لمحادثات “الشراكة التجارية والاستثمارية عبر الأطلسي” استغرق أكثر من عام. وتستهدف المحادثات إقامة أكبر منطقة تجارة حرة في العالم من خلال إلغاء الرسوم الجمركية التي تبلغ حاليا 4% تقريبا على حركة التجارة بين الجانبين ولكن الأكثر أهمية هو التخلص من القواعد التنظيمية المتناقضة التي تعرقل التجارة حاليا. ومن أجل تهدئة المخاوف الأوروبية من التجسس الأميركي مع عدم الإضرار بالمحادثات اتفق الجانبان على ضرورة عقد محادثات ثنائية بشأن اتهامات التجسس التي فجرتها وثائق سربها موظف أميركي هارب في المخابرات الأمريكية. يذكر أن العلاقات الاقتصادية الأميركية الأوروبية تمثل بالفعل 30% من إجمالي التجارة العالمية بحسب بيانات مكتب الممثل التجاري الأميركي. وسيؤدي التوصل إلى اتفاق مع واشنطن إلى إقامة أكبر منطقة للتجارة الحرة في العالم تضم أكثر من 800 مليون شخص. ويعتقد الاتحاد الأوروبي أنها يمكن أن توفر 400 ألف وظيفة جديدة سنويا وتحقق زيادة قدرها 5. 0% في الناتج المحلي الإجمالي. وستجري المحادثات مع الولايات المتحدة بواسطة المفوضية الأوروبية، السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي. أسواق أوروبا كان بعض المسئولين في الاتحاد الأوروبي قد طالبوا قبل انطلاق المحادثات الاثنين الماضي بتعليقها، ولكن الحاجة إلى دفع عجلة النمو الاقتصادي في أوروبا التي تعاني من الركود وحاجة الولايات المتحدة إلى فتح أسواق أوروبا أمام شركاتها أدى إلى بدء المحادثات. وقالت مارجريت فيتسجر، وزيرة الشئون الاقتصادية والداخلية الدنماركية: “سواء كان هناك تجسس أم لا فنحن في حاجة إلى مزيد من التجارة”، وقال مولاني إن كل مجموعة تفاوضية اجتمعت من أجل تحديد “ما تحتاج إليه لتحقيق تقدم منذ الآن وحتى الجولة التالية”. ويأمل مؤيدو الاتفاق الانتهاء من المفاوضات خلال فترة من 18 إلى 24 شهرا حيث من المقرر عقد جولتين من المحادثات خلال العام الحالي. ويركز المسئولون على أنه بدون تقديم تنازلات بشأن المعايير والقواعد المنظمة فمن غير المتوقع تحقيق الإنعاش الاقتصادي المأمول. ويمكن أن يوفر اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حوالي مليوني وظيفة جديدة وفقا لمؤسسة بيرتلسمان الألمانية، كما يمكن زيادة الناتج المحلي الإجمالي لكل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بنسبة 0.9% بفضل الاتفاق بحسب مركز أبحاث السياسة الاقتصادية. ومن بين الملفات الشائكة في المحادثات ملف تجارة المنتجات الزراعية وبخاصة قواعد تمييز المنتجات الزراعية المعدلة وراثيا والتي يحظر الاتحاد الأوروبي تداولها إلى جانب حظر الاتحاد الأوروبي استخدام هرمونات النمو مع الماشية. وكان مسؤولون تجاريون أمريكيون وأوروبيون قالوا أول أمس إن محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سجلت بداية جيدة لكن من المنتظر ان تكون هناك مساومات صعبة من اجل التوصل الي اتفاق بحلول الموعد المستهدف وهو اواخر 2014. إحصاءات اقتصادية وفيما يتعلق بالإحصائيات الاقتصادية للجانبين يبلغ عدد السكان (تعداد عام 2011) في الولايات المتحدة نحو 312 مليون نسمة، والاتحاد الأوروبي 504 مليون نسمة. وتقد مساحة الولايات المتحدة بنحو 9,2 مليون كيلومتر مربع، والاتحاد الأوروبي 4,3 مليون متر مربع. ويقدر الناتج المحلي الإجمالي لعام 2013 في الولايات المتحدة بنحو 14.99 تريليون دولار، والاتحاد الأوروبي 17.58 تريليون دولار. ويصل نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالي في الولايات المتحدة بنحو 48820 دولاراً، والاتحاد الأوروبي 32590 دولاراً. وارتفع الناتج المحلي الإجمالي لعامي 2012- 2013 في الولايات المتحدة بنسبة 1.9%، وفي الاتحاد الأوروبي انخفض بنسبة 0.1%. ويقدر الميزان التجاري كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة بسالب 2.8%، فيما ارتفع في الاتحاد الأوروبي بنسبة .16%. ويبلغ معدل البطالة في الولايات المتحدة 7.6%، والاتحاد الأوروبي 11.1%. والوظائف التي يتم توفيرها حالياً في التجارة الأميركية الأوروبية تصل إلى 13 مليون وظيفة، فيما يقدر عدد الوظائف المتوقع توفيرها في حال رفع الجمارك وتخفيف القيود التجارية الأخرى إلى مليوني وظيفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©