بغداد- وكالات الأنباء: الرئيس العراقي السابق المخلوع صدام حسين أنه يفضل إعدامه رميا بالرصاص لا شنقا حتى الموت إذا أدانته المحكمة الجنائية العليا العراقية في قضية إعدام 148 قرويا من أهالي الدجيل شمالي بغداد محاولة فاشلة لاغتياله خلال زيارته البلدة يوم 8 يوليو عام عام ·1982 وقال إنه انه أرغم على حضور جلسة محاكمته التاسعة والثلاثين أمس، فيما ذكر الجيش الأميركي أنه أنهى إضرابه عن الطعام·
وشهدت الجلسة التي قاطعها محامو الدفاع مشادات بين صدام ورئيس المحكمة القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن· وبدأ صدام حسين حديثه بالآية القرآنية ''قاتلوهم ينصركم الله''· ثم قال ''تم إحضاري إلى المحكمة بالقوة ولست مختارا· الاميركيون جلبوني بالقوة ولم أرغب في استخدام أسلوب معهم لأنني أحترم نفسي''· وتابع '' كتبت عريضة أوضح فيها عدم رغبتي في المجيء، فأنا مضرب عن الطعام منذ 18 يوما وأحلت الى المستشفى منذ 3 أيام كانوا يغذونني بالوريد وقطرات الأنف وجيء بي من المستشفى مباشرة الى هنا· إن نصف محامي قتلوا وأتساءل إن كانت حمايتهم أمر شديد الصعوبة''· وطلب مغادرة الجلسة لكن القاضي أجبره على البقاء للاستماع لمرافعة محام انتدبته المحكمة له لان جميع محاميه ومحامي مساعديه السبعة المتهمين في القضية يواصلون مقاطعة الجلسات· كما تلا عليه تقريرا طبيا يؤكد أنه في صحة جيدة ويستطيع حضور الجلسة وقرارا صدر في عهده يؤيد حق المحكمة في انتداب محامين للمتهمين عند عدم حضور محام لهم· وقال ''إن المحكمة تطبق القانون''· فقاطعه صدام ''القانون يقول إن المحكمة ملزمة بأن تعين محامين لما يسمى بالمتهمين إن لم تكن لهم القدرة على تعيين محامين· أنا لدي القدرة ولدي محامون''· ورد عبدالرحمن ''أين محاموك؟ جالسون في الخارج أمام شاشات التلفزيون ولديهم مليارات الدنانير ويحرضون على العنف· أترى محاميا يقعد في عاصمة بلد آخر ويلقي خطبا سياسية يوميا في شاشات التلفزيون ومتهمه موقوف في بلده؟ هل نسمي هؤلاء محامين أم محرضين؟ إنهم· محرضون على عدم تحقيق العدالة ولكن سنحقق العدالة رغما عنهم''·
وأذن القاضي للمحامي المنتدب لصدام بقراءة لائحة الدفاع، لكن صدام قاطعه ''أنا أعترض وأنا أتحداه الآن أن يكتب 20 سطرا من اللائحة لان العميل الجاسوس الكندي الاميركي كتبها له''· ورفض المحامي المنتدب تصويره وتحدث عبر جهاز لتغيير الصوت خوفا على حياته· وحين تحدث عن قتل الشيعة خلال استجوابهم عقب محاولة اغتيال صدام في الدجيل رفع الرئيس المخلوع يده مقاطعا وسأل إن كان هو محامي دفاع أم ادعاء· وأضاف مخاطبا رئيس المحكمة ''أنصحك كعراقي وفي حالة الاضطرار الى إصدار حكم بالإعدام ،بالتذكر أن صدام رجل عسكري وفي هذه الحالة الحكم يجب أن يكون رميا بالرصاص لا شنقا''·
وحين قال إنه ''سيلهم المقاتلين بطرد المحتلين'' رد عبد الرحمن ''إن رجال المقاومة يجب الا يقتلوا العراقيين الأبرياء وإذا كان معك مقاتلون فيجدر بهم مهاجمة المعسكرات الاميركية لا الأماكن العامة والأسواق والمقاهي وعدم تفجير أنفسهم بل تفجير الامريكيين''· فقاطعه صدام قائلا ''إن ألفا مثلك لن يخيفوا حتى إصبعي''·
من جهة أخرى، ذكر مصدر أميركي متابع للمحاكمة إن صدام أنهى إضرابه بعد رفع الجلسة· وقال ''لقد تناول وجبة من اللحم البقري والأرز والخبز والفاكهة وشرب كوكا كولا ''·
عدد اليوم
