الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خيارنا الوحيد

28 ديسمبر 2016 22:50
نأتي متعبين ومحبطين لنجرد سنتنا الرياضية عربياً، ما كان فيها من نقاط ضوء وما كان من عتمات، ما كان من إنجازات أو إخفاقات، فتلزمنا الموضوعية عند التشريح، بالجزم أن محصلتنا الرياضية إن وضعتنا في الصفوف الخلفية لكنها قالت أيضاً أن نتائجنا على هزالتها وضعفها هي من أصل استراتيجياتنا الهجينة ومن طبيعة اشتغال منظوماتنا الرياضية الموغلة في الهواية، فلا استراتيجياتنا تأسست على قواعد علمية ولا منظوماتنا اتسمت بالاحترافية. كانت سنة 2016، سنة أولمبية، وليس هناك أنصع ولا أصدق من مرآة الألعاب الأولمبية لنرى وجه الرياضة العربية، ما به من خدوش وشروخ وما يرتسم على الملامح من آمال في المستقبل، ليس هناك أقوى من الامتحان الأولمبي لنعرف أولاً ترتيبنا في ميزان القوى الرياضية عالمياً، ولنقف ثانياً على الجهد الذي بدلناه من أجل أن ننجح في الامتحان والرهان. لا حاجة للمقايسة ولا المقارنة بين ما كانت عليه حصيلة الرياضة العربية في دورات أولمبية سابقة، وما كان عليه الرصيد في دورة ريو دي جانيرو الصيف الماضي، أو بين حصيلة الدول العربية مجتمعة وبعض الدول التي باتت قوى صاعدة في المشهد الرياضي العالمي، بعد أن أدخلت نفسها في فلك الرياضة الممنهجة، لنتوصل إلى حقيقة أن الرياضة العربية في عموميتها، بها الكثير من الأعطاب، ومع بعض الاستثناءات التي يمثلها اليوم من صعدوا إلى منصات التتويج، ليس هناك ما يدل على أن الشأن الرياضي العربي يدار بشكل يتطابق مع متطلبات ولزوميات رياضة المستوى العالي. تابعت ما كان في أعقاب أولمبياد ريو دي جانيرو، من تناظرات في الإمارات العربية المتحدة التي غدت بالفعل مرصداً فكرياً وتنظيرياً للرياضة العربية، استدعى لها خبراء ومنظرين ورياضيي المستوى العالي، وجاءت الحقائق متطابقة، أبرزها حقيقة أن الرياضة العربية بحاجة إلى ما يدخلها فلك الرياضة الحديثة، التي تؤمن إيماناً كبيراً بعلمية الصقل والتكوين والتأهيل، وتوسيع قاعدة الممارسة وجعل الرياضة خياراً استراتيجياً بل وأولوية من ضمن أولويات المشروع المجتمعي. وإذا كان أساطير الرياضة العربية الذين برزوا أولمبياً وعربياً، على قلتهم، يشهدون بالنبوغ العربي في المجال الرياضي، فإن الاستثمار في المواهب التي تزخر بها بيئتنا العربية يحتاج إلى مقاربات جديدة تربط المشهد الرياضي ربطاً كاملاً بالقطاعين العام والخاص، لضمان نهضة تبدأ من الحي لتصل إلى المدارس ومنها إلى النوادي وأكاديميات المستوى العالي. ذاك هو خيارنا الوحيد وكل عام وأنتم بألف خير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©