الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبداللطيف الزبيدي: الهوّية مشتقة من «هو» وليست من «أنا»

عبداللطيف الزبيدي: الهوّية مشتقة من «هو» وليست من «أنا»
1 أغسطس 2014 22:35
عبداللطيف الزبيدي أديب مهتم بالأدبين الصوفي والساخر في آن واحد. . إعلامي له الكثير من المقالات اليومية. . شاعر كتب قصيدة العمود وقصيدة التفعيلة، إضافة إلى انشغاله بهاجس النهضة والقضايا المصيرية الكبرى. . كل كتاباته وأفكاره ورؤاه باتت تترجم في ضوء التحولات التي يشهدها العالم. حاورته «الاتحاد» للتعرف على جانب من مسيرته الإبداعية ومزايا كتابة الأدب الساخر وواقع إعلامنا العربي ومشاريعه المستقبلية. يقول الزبيدي: من الصعب الحديث عن مشهد إعلامي عربي واحد. لدينا وسائط إعلامية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين. وحتى في البلد الواحد لا يوجد احياناً إعلام واحد، مثال ذلك مصر ولبنان. لا توجد سياسة إعلامية واحدة وهذا هو الوجه الوحيد لوجود الديمقراطية في العالم العربي. وعن الصحافة وهموم كاتب العمود اليومي، يقول الزبيدي: قلت ذات مرة إن الدجاجة أفضل من كاتب العمود اليومي من حيث إنها تقدم للناس كل يوم البيضة نفسها دون أن يجرؤ أحد في القارات الخمس أن يسألها الإبداع في البيضة أو التجديد. في حين أن الكاتب عليه أن يأتي في كل يوم بعمود محدد المفردات وبمضمون جديد، إذا استثنينا هذه الدعابة الواقعية فإن كاتب العمود اليومي يجب أن تتوافر فيه الشحنة التجديدية التي تجتمع فيها سلامة اللغة والأسلوب لكي يجتذب القارئ ويحافظ على الصلة به، والمستوى المعرفي والثقافي لكي يظل مفيداً ومنهلاً متجدداً ولابد من التركيز على جانب القضايا التي يعزف عليها بغير نهاية. أي في كل مرة جانب من الجوانب، فالقلم الذي يحمل مسؤولية الكتابة يومياً بذهن خال من الاحساس بالمسؤولية إزاء الهوية والأمة إنما هو كالقصبة التي تواجه الريح وتصدر اصواتاً لا تكون ناياً في يدي عازف ماهر. وتحدث الزبيدي عن الموضوعات التي تشده للكتابة، قائلاً: لكي يجذبني الموضوع يجب أن أكون قد انجذبت إليه أولاً أي أن الموضوع هو الذي يختارني ولكن بإرادتي المتجذرة في كل ما ينتمي إلى الهوية وإلى قضايا الأمة كل ما أضيف إليه هو لمسة من الدعابة السوداء غالباً لكي تكون كالثقب الأسود الذي يجعل القارئ غير قادر على الانفلات. وعن سؤال الهوّية في وظيفة الذات والنفس، يقول الزبيدي: أنا أكرر دائماً الهوية ولكنني أعيب على هذه المفردة دائماً وخصوصاً في هذه الأمة، إنها مشتقة من «هو» وليست مشتقة من «أنا» فكأنما في العالم العربي حين نتحدث عن الهوية نتحدث عن شخص آخر وليس عن الذات . قضايا الهوية تلخص عندي كل محاور الهموم، والهموم هنا لا اقصد بها الأحزان وإنما ذلك المفهوم الرائع لدى أبي الطيب المتنبي «فكل بعيد الهم فيها معذب». هذا المفهوم الذي شرحه في قوله «ذو العقل يشقى في النعيم بعقله. . وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم». فالهوّية هي الأمة ولا قدرة لي على الانفلات من هذه الجاذبية العظمى. وعن الأدب الساخر، وكتاب «فرائد أبي الزبائد، درة الأدب الساخر في عصر المسافر»، يقول الزبيدي: من أروع فنون الكتابة هي الكتابة الساخرة أو الأدب الساخر الهادف؛ فليس أصعب من أن تجعل إنسانا يضحك على ما هو في الحقيقة مدعاة للبكاء، ولقد أبدع العرب منذ القدم في الأدب الساخر ولكن هذا اللون الأدبي الراقي لم تعد له تلك المنزلة التي كانت، وأصبح الأدب الساخر يخلط مع الهزل الرخيص الذي لا يهدف سوى إلى الضحك والإضحاك بوسائل مبتذلة. وفي عصرنا هذا أبدع وأجاد في الأدب الساخر عدة أشخاص أشهرهم برنارد شو ومارك تواين وعزيز نيسين.   ويتابع الزبيدي: وكتابي «فرائد أبي الزبائد، درة الأدب الساخر في عصر المسافر» هو مجموعة مقالات ساخرة مختلفة الطول والأسلوب الساخر فيها هو ذلك الذي عندما ينتهي القارئ من المقال يبدأ التفكير عنده، إن السخرية ليست للتهريج والاضحاك وانما ينطلق الضحك تلقائياً لدى القارئ لأن السخرية الحقيقية تتمثل في التركيز على المفارقات الناشئة عن الفكرة، لا عن استدرار ضحك القارئ وأنا اشبه الكاتب الساخر بلاعب السيرك الذي يمشي على حبل معلق أدنى خطأ يجعله يسقط أو يقع في التهريج الذي لا يدوم في حين أن الأدب الساخر القائم على الفكرة يعد طويل العمر. والهدف من هذا الكتاب ومن كل كتاباتي الشعرية والنثرية هو واحد غير قابل للتجزئة وهو السعي إلى ايقاظ الأمة وعدم التشكيك في قدرتها رغم ما أصيبت به من وهن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©