الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

البطل في السينما المغربية الغائب الأكبر

البطل في السينما المغربية الغائب الأكبر
2 أغسطس 2014 17:43
البطل هو الغائب الأكبر في السينما المغربية، مفارقة غريبة في بلد يسعى بخطى حثيثة لتصدر المشهد السينمائي عربياً وأفريقياً، فيعجز عن صناعة أحد أهم عناصر السينما وتكريس أسماء نجومها وواجهة أفلامها، ففي كل فترة يظهر بطل ويتألق في عمل أو عملين بشهادة النقاد والجمهور ثم يختفي ليظهر بعد فترة في أعمال متوسطة وأدوار متواضعة. . . غياب جاء لصالح المخرج والمؤلف اللذين كرسا مكانتيهما وهمشا البطل، ما دفع النقاد إلى تصنيف السينما المغربية في خانة سينما المخرج وسينما المؤلف، خاصة مع ظهور أفلام النخب. ويشغل سؤال غياب البطل وعدم استمرارية النجوم الذين لمعوا لفترات متباعدة في تاريخ السينما المغربية، النقاد الذين يؤكدون أن السينما المغربية تعاني أزمة نجوم وغياب المواهب على مستوى التمثيل. عملة نادرة رغم تصاعد وتيرة الإنتاج السينمائي المغربي في الآونة الأخيرة، لا يجد المتتبع للسينما في المغرب بطلاً يكون محل إجماع النقاد والجمهور، وعلى مدى عقود ظلت ثلة من الفنانين والممثلين تتبادل أدوار البطولة وتنتقل من عمل لآخر راضية بما يعرض عليها، ما خلف حالة من فقد الهوية لدى البطل في الفيلم المغربي أثرت سلباً على إيرادات الأفلام محلياً ومكانة الفيلم المغربي دولياً. ويقول الناقد الفني سعيد الراقي «المعروف أن بطل السينما يحقق إيرادات كبيرة، ويرفع قيمة الفيلم باعتباره نجم شباك، لكن في المغرب ينجح الفيلم لاعتبارات أخرى من بينها براعة الممثلين لكن ليس تألق البطل. . . وعلى مدى سنوات، لم ينجح الممثلون المغاربة في إثبات نجوميتهم التي تبرق لفترة ثم تختفي. . . فالفنان الأكثر شهرة وظهوراً وطلباً عند الجمهور والأغلى في شباك التذاكر عملة نادرة جداً في السينما المغربية». ويعتبر البعض أن هناك تآمراً حقيقياً على البطل في السينما المغربية منعه من الظهور وإبراز قوته الإبداعية وتوطيد علاقته بالجمهور، ويقول الناقد الراقي «توزيع الأدوار في أغلب الأفلام المغربية فيه نوع من الظلم للبطل والتآمر ضد ظهور النجم، إضافة إلى طغيان النجومية الجماعية وسلطة المخرج وسينما المؤلف التي تحمل أطروحات المؤلف والمخرج وتعمل على تهميش النجم». ويضيف أن «مسألة صناعة النجم تدخل فيها العديد من العناصر، وكلها لها أثر مباشر في عدم ظهور النجوم بالسينما المغربية، فمثلاً الثقافة المحلية في صناعة السينما تتحدث دائماً عن فيلم للمخرج ولا تنسب الفيلم للبطل، إضافة إلى أن معايير اختيار البطل لا تعتمد على الموهبة الحقيقية والمواصفات الخاصة التي يمكن أن تساعد على ظهور معبود الجماهير، حيث تتم عملية اختيار البطل وفق العلاقات الشخصية وبناء على معايير جمالية بحتة». استسهال المهمة غير أن الباحث في المجال السينمائي محمد العلمي يحمل الممثل المسؤولية في عدم وصوله إلى مرتبة النجم البارز بسبب استسهال مهمة التمثيل والاستمرار في النجومية، ويقول «الكثير من الممثلين يعتبرون أن الظهور على الشاشة مرات عدة يحولهم إلى نجوم وهذا غير صحيح، فالنجوم يبحثون دائماً عن التميز والتفرد ويراكمون تجارب وخبرات ويفرضون أنفسهم بالموهبة والشخصية وتطوير الذات. . . ». ويشير إلى أن الجمهور المغربي يستعجل ولادة فنان ونجم من العيار الثقيل بالاحتفاء بكل من يظهر على الساحة وتكريمه في المهرجانات والاهتمام به إعلامياً، وهذا يؤدي إلى الخلط بين الممثل والنجم ويؤجل ظهور نجوم الشباك إلى أجل غير مسمى. ويضيف «ليس هناك اهتمام بمواصفات الممثلين والممثلات وطرق أدائهم ومقدرتهم الإبداعية وتعدد مواهبهم، فأغلب نجوم الشباك خارج المغرب مزجوا بين بعض الفنون كالتمثيل والغناء والاستعراض وفنون القتال، بينما في المغرب هذا المزج غير موجود، إضافة إلى أن الممثل المحلي يقبل الأدوار التي تعرض عليه من أجل العمل والوجود وكسب المعيش اليومي، بينما الممثل الحقيقي الذي يسعى لأن يصبح نجماً يقبل فقط بالأدوار المهمة التي ستضيف له وستشكل علامة فارقة في مسيرته». ويعتبر الباحث أنه بالإضافة إلى كل العوامل السابقة، فإن صناعة النجم تحتاج إلى المال والدعم الجماهيري، ويتساءل عن إمكانية صناعة نجم شباك حقيقي في المغرب في الوقت الذي يتقاضى فيه الأبطال مبالغ زهيدة لا ترقى إلى ما يجنيه ممثلو الصف الثاني في الخارج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©