الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حاطب بن أبي بلتعة سفير الرسول إلى المقوقس

13 يوليو 2013 21:36
أحمد مراد (القاهرة) - صحابي جليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد بدراً، وكان سفيراً من سفراء الرسول الكريم، وكان من أشد الرماة في المعارك. هو حاطب بن أبي بلتعة- رضي الله عنه- بعثه الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المقوقس عظيم القبط في مصر، ويقول حاطب عن هذا اللقاء: قلت للمقوقس إنه كان قبلك رجل يزعم أنه الرب الأعلى، فأخذه الله نكال الآخرة والأولى، فانتقم به ثم انتقم منه، فاعتبر بغيرك ولا تجعل غيرك يعتبر بك، فلم يغضب المقوقس، بل أجابني إجابة الحكيم الذي عرك الدنيا وعركته وفهم الحياة فهم خبير. قال المقوقس: إن لنا ديناً لا ندعه إلا إلى ما هو خير منه، فقلت: ندعوك إلى دين الله «الإسلام»، فإن النبي- محمداً صلى الله عليه وسلم- دعا الناس، فكان أشدهم عليه قريش وأعداهم له اليهود وأقربهم منه النصارى، ولعمري ما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمد، وما دعوانا إياك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوراة إلى الإنجيل، وكل نبي أدرك قوماً فهم أمته عليهم أن يطيعوه، وأنت ممن أدرك هذا النبي، ولسنا ننهاك عن دين المسيح ولكنا نأمرك به، فقال المقوقس: سننظر فيما تقول وجمع بطاركته، فأشاروا عليه أن يجمعهم بسفير النبي الجديد. ويقول حاطب: فدعاني إلى ذلك المجلس وواجهني بالكلام قائلاً: إني سائلك فأحب أن تفهم عني، قلت: هلم، قال: أخبرني عن صاحبك أليس هو نبي؟، قلت: بلى هو رسول الله. قال: فما له لم يدع حيث أخرجوه؟ فقلت: إن عيسـى بن مريم أليـس تشهد أنه رسول الله؟ قال: بلى، قلت له، فما له حيث أخذه قومه فأرادوا أن يصلبوه، ألا يكون دعا عليهـم أن يهلكهم الله حيث رفعه الله إلى السماء الدنيا؟. فقال: أنت حكيم جاء من عند حكيم، وأرسل كتاباً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ضمنه من أدب الخطاب وحسن التعبير والتعظيم للنبي عليه الصلاة والسلام، وأرسل مع حاطب حراساً يؤمنونه حتى الحدود. وذكر ابن كثير، والقرطبي، والطبري، والبغوي، وصاحب الدر المنثور أن قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ)، «سورة الممتحنة»، نزل في حاطب بن أبي بلتعة، وسبب نزول هذه الآية في حاطب أن سارة مولاة أبي عمرو بن صيفي بن هاشم، جاءت من مكة إلى المدينة تطلب من النبي صلى الله عليه وسلم كسوة وغطاء، فأعطاها ما أرادت وأتاها حاطب وكان أحد القلائل الذين يعلمون أن الرسول يجهز لفتح مكة، وأعطاها خطاباً سرياً لأهل مكة يخبرهم بما عزم عليه النبي، فأخذت خطاب حاطب وأخفته، فأخبر جبريل النبي عليه الصلاة والسلام بما فعل حاطب. واتبع القائد الحكيم خطة للحصول على الخطاب أولاً ثم بعد ذلك العقاب، فأرسل عليه الصلاة والسلام وراء المرأة جماعة منهم علي بن أبي طالب وسألوها فأقسمت ما معها كتاب ولما فتشوها لم يعثروا عليه، ولكن عليا سل سيفه قائلاً: والله ما كذبناه- يقصد الرسول- وهددها بضرب عنقها فأخرجت الكتاب. ورجعوا به إلى النبي فأرسل إلى حاطب الذي أقر بأنه أرسل الخطاب متعللاً بأن كل المهاجرين لهم بمكة من يمنعه من عشيرته وقد خشيت على أهلي فأردت أن أتخذ عند قريش يداً، فانتفض ابن الخطاب قائلاً: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال عليه الصلاة والسلام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©