الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«انتقل إلى الرفيق الأعلى» تخص الأنبياء فقط

«انتقل إلى الرفيق الأعلى» تخص الأنبياء فقط
13 يوليو 2013 21:35
حسام محمد (القاهرة) - يردد الناس دائماً عبارة «انتقل إلى الرفيق الأعلى» أو «انتقلوا إلى جوار ربهم» عندما يخبرون عن وفاة أحدهم، وكثيراً ما تظهر تلك الجمل في إعلانات الوفيات في الصحف ووسائل الإعلام. ويقول الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: انتشرت بدع وأخطاء كثيرة في تعامل المسلمين مع الوفاة وفي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، وذم النبي صلى الله عليه وسلم البدعة بجميع أنواعها، فقال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح الإمام مسلم: «كل بدعة ضلالة»، ولا بد أن يتعلم الناس من قوله تعالي في كتابه الكريم «ما يلفِظُ من قولٍ إِلا لديهِ رقِيبٌ عَتِيدٌ»، فاللسان محاسبٌ على ما ينطق، والمسلم مؤتمن على كلامه، لذلك لما سأل معاذ بن جبل رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وهل نحن مؤاخذون بما نتكلم به يا رسول الله؟» أجاب النبي صلى الله عليه وسلم: «ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم»، ولما سأله أحد صحابته رضوان الله عليهم: «يا رسول الله ما أخوف ما تخاف عليّ؟» أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه ثم قال: «هذا». وجاء أن ابن مسعود رضي الله عنه ارتقي الصفا فأخذ بلسانه، فقال: «يا لسان! قل خيراً تغنم، واسكت عن الشر تسلم من قبل أن تندم، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أكثر خطايا ابن آدم من لسانه». ويضيف د. الهلالي: من هذا المنطلق لا يجوز قولنا في حق عامة المسلمين إذا وافتهم المنية أنهم انتقلوا إلى جوار ربهم أو انتقلوا إلى الرفيق الأعلى لأنهم إن دخلوا الجنة لم يكونوا في حضرة القدس الإلهي، أما إذا دخلوا النار فكيف يكونون وقتئذ في جوار الله؟ وبما أننا أصلاً لا نعرف هل هم من أهل الجنة أم من أهل النار والعياذ بالله فلا يجوز لنا التلفظ بهاتين الجملتين «انتقل إلى الرفيق الأعلى أو انتقل إلى جوار ربه ونفس الكلام ينطبق على قولنا «انتقل إلى رحمة الله» إذ إننا لم نطلع على الغيب فلا نعلم هل الشخص الذي توفاه الله دخل في رحمة الله أم في عذابه ولا شك أن هذا قولٌ على الله بلا علم، والقول على الله بلا علم يعادل الشرك، كما قال تعالى: «وأن لا تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانًا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون». ويقول: ما دام أن الشيء بالشيء يذكر فإننا نؤكد كثرة البدع التي أصبحت تلازم حالات الوفاة مثل قيام المعزين بإقامة الولائم للميت وهو ما يرفضه الإسلام الذي لم يدع لإقامة الولائم لا في اليوم الأول ولا في الثالث ولا في الرابع ولا في الأربعين أو غير ذلك فهذه كلها بدع، وعادة جاهلية لا وجه لها، بل على أهل الميت أن يحمدوا الله ويصبروا ويشكروه سبحانه وتعالى على ما قدر، ويسألوه سبحانه أن يصبرهم وأن يعينهم على تحمل المصيبة، ولكن لا يصنعون للناس طعاماً. ?وقد قال جرير بن عبدالله البجلي - وهو صحابي جليل - رضي الله عنه: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة رواه الإمام أحمد بإسناد حسن. ?كان الصحابة يعدون النياحة من المحرمات؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم زجر عنها، ولكن يشرع لأقاربهم وجيرانهم أن يبعثوا لهم طعاما لأنهم مشغولون بالمصيبة. لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما وصله نعى جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه حين قتل في مؤتة بالأردن أمر صلى الله عليه وسلم أهل بيته أن يصنعوا لأهل جعفر طعاماً، وقال: «إنه قد أتاهم ما يشغلهم» أما أهل الميت فلا يصنعون طعاماً. لا تصح إلا في حق الأنبياء يضيف د. الهلالي إن الرسُولَ صلى اللهُ عليه وسلم قال وهو يحتضر «بَلِ الرَّفِيقُ الأَعْلَي جِبْريلُ وِمِيكَائِيلُ»، وقد روي عن عائشة أنها سمعته يقول في مرضه الذي مات فيه وأخذته غشية يقول مع الذين أنعم الله عليهم الآية ويحتمل أن يريد به الرفيق الذي يرتفق به يريد بالرفيق الأعلى رفيق الرفيق وقال المفسرون إن المعاني المقبولة لتفسير المقصود بـ«الرفيق الأعلى» لا تخرج عن الأنبياء والصديقين والشهداء أو الملائكة أو الجنة أو حضرة القدس الإلهي وهكذا، فإن جملة «انتقل إلى الرفيق الأعلى» إما أنها لا تصح إلا في حق الأنبياء وإما أنها غير مؤكدة الحدوث لعامة المسلمين إذا قصدنا المعنى الأول الشهداء أو المعنى الثالث الجنة إذ إنه ليس كل مسلم شهيداً، وكذلك ليس كل من مات سيدخل الجنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©