الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«باد ريجاز» السويسرية تداعب ملامح الزمن ولا تشيخ

«باد ريجاز» السويسرية تداعب ملامح الزمن ولا تشيخ
12 أكتوبر 2010 20:55
كثيرة هي أماكن الاستجمام في سويسرا، وعريقة هي مطارح السياحة فيها وواحات الاسترخاء والانتعاش. ومن يزور تلك البلاد المرسومة بريشة خضراء والمصممة بمقاييس فنية تضرب فيها الأمثال، يتوق مجدداً لإعادة الكرة. وفي كل مرة، هنالك ثمة جديد مبهر وعناوين مختلفة تضيف إلى سابقاتها رصيداً ثرياً ليس بأجمل الذكريات وحسب، وإنما بتجارب استثنائية ومثيرة. السفر إلى سويسرا ممتع. وسواء كان خيار الإجازة واحدة من مدنها المرفهة، أو تلة من تلالها المتكئة على جبال مزروعة بالقراميد الحمراء، فالنتيجة متشابهة. إحساس مختلف بنهارات مشعة بالحياة وأمسيات حسب الطلب، إما هادئة إلى حد السكون وإما مشغولة بمسارح النجوم. وبين هذا أو ذاك، هنالك دائماً ما يميز موقعاً سياحياً عن الآخر وإن كانت التركيبة الإجمالية تلتقي عند مستوى يفوق التوقعات من الخدمة الذهبية. في حضرة الطبيعة زيارتنا كانت للريف السويسري الذي يقع شرقي العاصمة زيوريخ ويبعد عنها بالقطار نحو الساعة. مساحة قطعناها في حضرة الطبيعة البكر، متجاهلين أي حديث يدور من حولنا يشغلنا عن فرصة التقاط الصور لتلك المناظر التي تمر سريعاً وقد لا تتكرر. وصلنا إلى بلدة “باد ريجاز”، وكان في استقبالنا مطر غزير سرعان ما تراجع بعدما ترك في التربة عطراً يشبه رائحة الخريف والأوراق المتساقطة للتو. لوحة بديعة تجتمع فيها مدرجات اللون البرتقالي، أخذتنا في جولة بعز البرد حول حديقة منتجع “جراند ريزورت” الذي يعود بناؤه إلى عام 1774. لم نكن وحدنا نمشي بين الأشجار، وإنما كنا وحدنا نحمل المظلات. فمن الواضح أن الباقين ممن اعتادوا على الإقامة هنا، يتقنون فنون عيش اللحظة والاستمتاع بالمياه الهاطلة من السماء. التقينا بعدد غير قليل من النزلاء من مختلف الأعمار. وأكثر ما لفت فضولنا، أولئك الأزواج المسنون الذين يمارسون رياضة المشي من دون الحاجة لعصا يتكئون عليها. ظللنا نتبعهم حتى تمكنا أخيراً من مجالستهم والتقرب من بعض أسرار حفاظهم على رونق الشباب في أرذل العمر. معظمهم ألمانيون وعدد كبير منهم يأتي إلى هذه المنطقة من دول أوروبا، لقضاء الإجازة في الهواء النقي، حيث للوقت قيمة ومعنى. وهدف الزيارة الإفادة من الخدمات الصحية التي يقدمها “الريزورت” من خلال فندقي “كويلنهوف أند سبا سويت” و”جراند أوتيل هوف راجاز”. سابقة للعصر الفندق الأول بناؤه حديث ويتضمن 105 أجنحة فخمة، بينها جناح أميري مساحته 200 متر مربع. و55 شقة فندقية متفاوتة الحجم تتضمن كل واحدة منها “سبا” بحجم مصغر ومناسب لتحقيق الخصوصية التي ينشدها الكثير من النزلاء من منطقة الخليج. الشقق كلها سابقة لعصرها، تم تأثيثها على نمط غاية في الحداثة من حيث تقنيات التحكم عن بعد بمختلف الأدوات. وعلى سبيل المثال، ليست الإضاءة والستائر والسرير هي وحدها التي تتحرك بمجرد الضغط على الزر، وإنما حجم الفرشة ودرجة ارتفاع الوسائد. أما الجناح الملكي “بانت هاوس سويت” فتصل مساحته إلى 560 متراً مربعاً، وهو بحد ذاته منتجع للرفاهية الفائقة. تتوزع فيه القاعات والغرف بهندسة ذكية تتيح إطلالات رائعة على منحدرات يكشفها “التراس” الذي يلف المكان من مختلف زواياه. وأكثر ما يميزه ذلك التلفاز المعلق بالسقف في الغرفة الرئيسة، و”السبا” الذي يليق بالملوك، وكذلك قاعة الرياضة و”البيانو” المكمل لأدوات الفخامة. عشاء تقليدي من الحديقة الداخلية ننتقل إلى الفندق الثاني ونتجول في ردهاته التي طرأ عليها التطوير من دون أن يمحي معالم القدم فيها. فالمبنى لا يزال على حاله منذ عام 1774، وقد تمت إعادة افتتاحه عام 2009 بعد خضوع أجزائه إلى عملية تطوير شاملة. يضم 106 غرف و21 جناحاً بعضها ظل محتفظاً بملامحه التقليدية تحت مظلة البناء الأساسي الذي كان يعرف بـ”القصر”. ومن يزور الفندق الأسطورة ننصحه بتناول العشاء السويسري التقليدي في المطعم - القبو “زولستيوب”، ذي التصميم الخشبي السائد حتى الآن في مطابخ الأرياف. وألذ ما يمكن تذوقه طبق الجبن السائح مع البطاطا المشوية، والتي يشتهر بها السويسريون كأفضل صنف يقدمونه إلى الزوار. في هذه الأجواء المنوعة ما بين الحداثة الأخاذة والحفاظ على نكهة الإرث العمراني لبلدة “باد ريجاز”، مازال هنالك الكثير مما يستحق الوصف. ولعل أهم ما ينفرد به “جراند ريزورت” المركز الطبي والعلاجات الصحية القائمة على رياضة الروح وتدليك الجسم وتخفيض الوزن. وفوق ذلك كله توفير أنظمة غذائية وإعادة الرونق للحياة تحت إشراف 9 أطباء متخصصين و7 استشاريين و29 معالجاً و25 مساعداً كل في مجاله. رشاقة دخلنا إلى المركز الطبي الذي يتربع على هضبة مزروعة بأجمل الزهور والنباتات. وخلال اجتيازنا عنابر المركز الذي يسكنها الهدوء المطلوب في أماكن كهذه، كان أكثر ما يشغلنا الاطلاع على نصائح من الفريق المختص تفيدنا في أمور التغذية وطرد السموم من الجسم. وكان لنا ما أردنا عندما أطلعنا الرئيس التنفيذي بيتر تشيركي المشرف على المركز، على أهم أسرار الحفاظ على الرشاقة وتحدي السمنة. وهو يذكر أنه لخسارة الوزن هنالك الكثير من البرامج التي يمكن وصفها، غير أن الطريقة الأفضل تتعلق بكمية السعرات الحرارية التي نتناولها وحجم الوحدات التي نحرقها. “ولا بد من معرفة أن كمية الأكل التي يحتاجها الجسم في عصرنا هي أقل بكثير مما كانت عليه قبل 20 عاماً، كوننا لم نعد نتحرك كما في السابق”. فالناس اليوم لا يتعبون في الحصول على احتياجاتهم المعيشية، ولا يتكبدون عناء قطع المسافات مشياً على الأقدام، ولا حمل الأوزان الثقيلة. وفي زمن الهواتف المحمولة والإنترنت والمواصلات السريعة، باتت معظم الأمور ميسرة وتأتي إلينا من دون أي جهد يذكر. ويوضح تشيركي أنه لخسارة الوزن الزائد، لا بد من تغيير العادات الغذائية والالتزام بنظام رياضي مع الجدية في التمرين بغض النظر عن نوعيته. وكذلك الانتباه إلى خطورة حرمان الجسم من الفيتامينات اللازمة منعاً لخسارة العضل. ومن المهم أن نزود الجسم بالكمية اللازمة من الغذاء وأن نتحرك جيداً لنجبره على حرق الدهون غير الضرورية. ويشير إلى أن الفقراء في أوروبا يعانون الوزن الزائد أكثر من الأثرياء؛ لأنهم يعتمدون في غذائهم على الوجبات السريعة والأكل الجاهز. في حين أن الأثرياء يكثرون من تناول الحساء والسلطات على أنواعها. ويحظون يومياً بطبق رئيس متكامل العناصر، وهذا هو النظام الصحيح، خصوصاً إذا كان الفرق بين الوجبة الرئيسة ووجبة الفطور ما بين 12 إلى 15 ساعة. وهذا يمكن تحقيقه بسهولة، إذا افترضنا أن وجبة العشاء كانت عند السادسة مساء. أي أن وجبة الفطور ستكون بين السادسة والتاسعة صباحاً. وإذا كانت وجبة الغداء في اليوم التالي متأخرة، فلا داعي للعشاء. وبمزيد من الدقة المبنية على تجارب يسعد لنتائجها مرضاه، يشدد من جهة على خطورة تناول “السناك” بين الوجبة والأخرى، ومن جهة أخرى، على حرمان النفس مما تشتهيه من طعام. ويقول إن أفضل الحلول هي تناول القليل من كل شيء، وعدم الوصول إلى مرحلة الانتفاخ والشبع بعد أي وجبة”. للنساء فقط النساء اللاتي يقمن في أحد الفندقين ممن ينشدن الخصوصية، سوف ينعمن بخدمة هي بمثابة الحلم لكثيرات. وما عليهن سوى حجز “السبا” المخصص للنساء، بحسب الفترة التي يبغينها. وهناك، حيث تتوافر كل مقومات المنتجع الصحي المتكامل الرفاهية، لن يشعرن بالإحراج ولا بالانزعاج من أي ضجيج، وإنما بالحرية والهدوء. جولف يضم منتجع “جراند ريزورت” اثنين من أكبر ملاعب الجولف في المنطقة، بحيث يمتد الأول على طول 5700 متر ويتألف من 18 حفرة. وقد نال جائزة سويسرا لألعاب الجولف في عام 2009، في حين يمتد الملعب الثاني على طول 1819 متراً، ويتألف من 9 حفر. ويعتبر بحجمه وتصميمه مناسباً لدورات التدريب، ورياضة الهواة والمبتدئين من السياح. سباحة سياحة المنتجعات الصحية والعناية بحيوية الجسم، هي من أكثر الأمور التي يتميز بها قطاع الضيافة في سويسرا. ويتوسط فندقي “باد ريجاز” من الداخل، “سبا سويت” ضخم بمواصفات صحية بارزة. يشمل 9 غرف للتدليك بمختلف أنواع الأعشاب بحسب نوعية العلاج المطلوبة، وأكثر من 6 قاعات للإفادة من تقنية البخار و”الجاكوزي”. وكذلك 3 أحواض للسباحة تتميز كل منها بمواصفات مختلفة. وهي إما داخلية مناسبة لأشهر البرد، وإما خارجية في الهواء الطلق، حيث تشكل السباحة متعة في موسم ذوبان الثلوج.
المصدر: زيوريخ
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©