السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصنوبر ثروة حرجية لبنانية تهددها «دودة الصندل»

الصنوبر ثروة حرجية لبنانية تهددها «دودة الصندل»
12 أكتوبر 2010 20:53
الصنوبر سهل الزراعة ويمتاز بالمرونة البيئية، خصوصاً النوع الثمري المشهور بصلابته في منع انجراف التربة ومقاومة التصحر، وهو يفضل المناطق الرطبة التي يتجانس فيها مع الضوء والحرارة، وشجره دائم الاخضرار وتحتوي جذوعه على مادة زيتية ينساب منها سائل عطري يستعمل في الطب وصناعة الأثاث، والفائدة الطبية تكمن في وصفات لأمراض الصدر، ومكافحة السعال، عدا أن أخشاب الصنوبر تتميز بالصلابة، ويلمسها المرء في الأدوات المطبخية المصنوعة منه، التي تقاوم الجراثيم وتعتبر دواء أثبت فعاليته وجودته. أطلقوا على شجره اسم "الذهب الأبيض" ووصفوا ثمرته بأنها أهم ثروة حرجية. وشخصوا منافعه الصحية بفوائد طبية طبيعية لا تحصى. وميزوا نوعيته من أهم الأخشاب التي تستعمل في صناعات الأثاث والآلات الموسيقية. إنها شجرة الصنوبر الموجودة في لبنان بكثرة، وتشكل في بعض المناطق الباردة والمعتدلة التي تنمو فيها، غابات صغيرة لاسيما في جبل لبنان وعاليه وكسروان والشوف والمتن وجزين. 250 سنة حكاية الصنوبر في لبنان لا تنتهي، نظراً للميزات المعروفة عنه، والشجر المثمر يعيش بين 150 و250 سنة، وعلوه يوازي الـ 30 متراً، ويجمع محصوله في نهاية فصل الصيف وخلال الخريف. وكان الأجداد يستخرجون من الصنوبر دقيقاً يصنع منه الخبز، ويعمل من بذوره زيت على شكل قطران نباتي، يستعمل في صنع الحلويات لا سيما بالنسبة إلى المكسرات، عدا التوابل في المأكولات الصحية ذات المذاق الطيب. ولبذور الصنوبر قصة أخرى، يقول أحد المعمرين إن البذور تنقع لمدة 24 ساعة في الماء بدرجة حرارية تبلغ بين الـ 4 و 5 مئوية، وتوضح في كيس يحوي خلطة ترابية يدخل في إعدادها سماد، ورمل، وهذا يتم خلال فصل الخريف، حيث تبقى الشتلة مدة عام كامل، لتنقل بعدها إلى الأرض ليتم تحريجها، عبر نصوب تكبر سنة بعد سنة، وتنتج البذور بكميات تختلف بين عام وآخر. مصدر رزق يعمل في قطاع أشجار الصنوبر أكثر من سبعين ألف عائلة، ويضم أصحاب أحراش وتجار وعمال وضامنين في مجالات القطف والتصنيع. ويبلغ إنتاجه 800 طن سنوياً، وهو مصدر رزق رئيسي لكثير من المزارعين، إذ أن كل شجرة صنوبر تعطي في اليوم الواحد مائتي ليتر من الأوكسجين، وعملية القطاف ليست سهلة بتاتاً، لأنها شاقة وبحاجة إلى خبرة، والأجور لدى معلم القطاف لا تقل عن الـ 75 ألف ليرة يومياً، وعامل الأرض الذي يطلق عليه اسم "الفكيك" يحصل على 50 ألف ليرة، وهو الذي يتولى تنظيف الأرض، وجمع الأعشاب والأكواز ووضعها في أكياس الخيش للتخزين، وهذا الأمر يتم في شهر أبريل حين يبدأ "كوز الصنوبر" بـ"التفتح على أمه"، والموسم يتفاوت بين سنة وأخرى، ويمتد القطاف لفترة ستة أشهر، لأنه يشمل ثلاثة أجيال متتالية على شجرة واحدة، ويبلغ سعر الكيلو حسب "نظافته" من ناحية الحجم والحبة، وهو لا يقل عن الـ 60 ألف ليرة لبنانية. دودة الصندل مثلما لشجر الصنوبر مسيرة وحكاية، كذلك لـ"دودة الصندل" التي تفتك بأحراج الصنوبر، وتعتبر العدو الرئيسي لهذه الثروة، حيث تشكل هذه الآفة السلبية ضرراً على البيئة وأيضاً الصحة العامة، و"دودة الصندل" التي يحذر منها الخبراء الزراعيون، تبدأ بالنمو في شهر سبتمبر، حين تجمع بيضها على الأشجار الصمغية، وتنسج الخيوط حول براعم الأغصان، تمهيداً لأكلها بعد حالة البلوغ، والعملية تبدأ بشهر سبتمبر لتنتهي بين شهري فبراير ومارس، والمضاعفات تكون في موت الشجر بعد تسميمه، والانعكاسات السلبية المضرة تصل إلى صحة الإنسان، خصوصاً من يتعاطى في زراعة وتجارة الصنوبر، حيث يصاب كثيرون بحساسية في العيون والبشرة وضيق في التنفس. رش المبيدات تكافح "دودة الصندل" برش المبيدات يدوياً، بعدما ثبت أن الطريقة الأخرى عبر الطوافات لم تنجح، لأنه من الصعب تغطية كل الأحراش، خصوصاً وأن أصغر شجرة يبلغ طولها 12 متراً. لذلك فإن المزارع يعمد إلى قطع أغصان الأشجار المصابة وحرقها من أجل استئصال "الدودة"، خوفاً من انتقالها إلى الأشجار السليمة. إلى ذلك يقول، رئيس نقابة عمال ومزارعي الصنوبر في لبنان، فخري المصري إن مكافحة دودة الصندل حسب الإمكانات المتاحة تقدر أن تحد من خطورتها بنسبة 30 بالمائة، أما مكافحتها بطريقة جذرية فهي تتطلب الجهود المتواصلة من قبل جميع القيمين، لإنقاذ هذه الثروة الحرجية التي لا تقدر بثمن، نظراً لفوائدها الطبيعية والصحية والتجارية، ولحماية المساحات الخضراء، لا سيما في أحراج عاليه، وبكاسين، والشوف وغيرها من المناطق المعمرة بالصنوبر البلدي. منافسة صينية تركية الصنوبر الصيني والتركي هما المنافسان الوحيدان للصنوبر اللبناني، خصوصاً وأنها أقل كلفة، إلاّ أن الأخير الطلب عليه يتزايد من معظم الدول العربية، الذين يفضلونه لأن نكهته طيبة جداً، لاسيما في أصناف الطعام والحلوى وبقية المقبلات. قطاف الصنوبر عملية قطاف الصنوبر تتم على مراحل، وبعدها تفرز “أكواز” الصنوبر على أسطح المنازل وفي المستودعات، حيث تفرش بطريقة واسعة لترى أشعة الشمس والهواء، وعندما تجف تنقل إلى مصانع مخصصة للصنوبر، التي تضم ثلاث آلات؛ الأولى يطلق عليها اسم الشباقة وهي لكسر الصنوبر، والثانية العرابة ومهمتها فصل الحبّات عن القشرة والثالثة الكسارة وهي لكسر الحبات واستخراج ما بداخلها.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©