حصل اليمن على مساعدات إنسانية إضافية قدمتها دول خليجية ليرتفع إلى 8.2 مليارات دولار حجم التعهدات التي حصل عليها هذا البلد المضطرب منذ أكثر من عامين على وقع انتفاضة شعبية أطاحت الرئيس السابق، علي عبدالله صالح. وذكر موقع وزارة الدفاع اليمنية، ليل الخميس الجمعة، إن “دعم الجوانب التنموية في اليمن (..) قد حددت بثمانية مليارات و250 مليون دولار”، لافتاً إلى أن اليمن حصل على مساعدات إنسانية اضافية قُدرت بـ100 مليون دولار قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة، و90 مليون دولار قدمتها دولة الكويت، إضافة إلى 260 مليون دولار مقدمة من برنامج خادم الحرمين الشريفين.
واستعادة الاستقرار في اليمن مهم لدول المنطقة والمجتمع الدولي بسبب المخاوف من تزايد نشاط تنظيم القاعدة في هذا البلد المطل على ممرات ملاحية هام، والذي حصل العام الماضي تعهدات دولية بمساعدته بـ7.9 مليارات دولار. ومن المتوقع، أن يقدم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، تقريرا إلى مجلس الأمن الدولي، في وقت لاحق هذا الشهر، يتضمن تقييم سير عملية انتقال السلطة التي ينظمها اتفاق مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي منذ أواخر نوفمبر 2011 وحتى فبراير المقبل. وكان بن عمر غادر العاصمة اليمنية صنعاء، الليلة قبل الماضية، بعد زيارة استغرقت أياما عدة التقى خلالها عدداً من الأطراف السياسية المنخرطة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، المنعقد في صنعاء منذ 18 مارس، كأهم خطوة في عملية انتقال السلطة.
ويبحث مؤتمر الحوار، الذي يشارك فيه 565 شخصا يمثلون ثمانية مكونات رئيسية غير متجانسة، إعداد دستور جديد بعد معالجة الأزمات الكبرى في اليمن، وعلى رأسها الاحتجاجات الانفصالية في الجنوب والتمرد المسلح في محافظة صعدة (شمال)، معقل جماعة الحوثي.
ويستأنف مؤتمر الحوار الوطني اليوم السبت أعمال جلسته الثانية العامة، حسبما أعلن نائب أمين عام المؤتمر، ياسر الرعيني الذي ذكر أن فريقي القضية الجنوبية وقضية صعدة “سيبدأن بوضع الحلول المناسبة” لهاتين القضيتين. وقال :”لابد أن ننجز هذه المهمة الوطنية في وقتها المحدد والابتعاد عن إثارة أية قضايا جانبية من شأنها تبديد وقت المتحاورين وإخراجهم عن القضايا الأساسية”، مشيرا إلى أن هيئة رئاسة مؤتمر الحوار ستبدأ بمتابعة اللجنة الحكومية الخاصة المشكلة، الثلاثاء الماضي، والمكلفة بإعداد مصفوفة تنفيذية بشأن ما تبقى من بنود قائمتي الـ20 والـ11، المعلنتين في أغسطس وأبريل الماضيين، بهدف خلق أجواء ملائمة لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني، الذي يختتم فعالياته في سبتمبر المقبل.
وتضم اللجنة الحكومية، التي أمر بتشكيلها الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي، 11 وزيراً برئاسة وزير الخارجية، أبو بكر القربي. وقال عضو اللجنة، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، حسن شرف الدين،إن اللجنة ستلتئم خلال هذا الأسبوع، مشيرا إلى أن البنود غير المنفذة من قائمتي الـ20 و11 تأخذ “طابعا سياسيا”. ومن أبرز البنود المنتظر تنفيذها، تقديم اعتذار رسمي بشأن الحرب الأهلية التي اندلعت في صيف عام 1994، عندما قمع الرئيس السابق، علي عبدالله صالح (شمالي)، محاولة انفصالية قادها في حينه نائبه الجنوبي، علي سالم البيض، إضافة إلى الاعتذار عن الحروب التي خاضتها القوات الحكومية ضد جماعة الحوثي في محافظة صعدة خلال الفترة ما بين 2004 و2009.
وقال شرف الدين إن الاعتذار للجنوب وصعدة “ربما أقل كلفة لكنه مهم جداً في تأثيره المعنوي”. وذكر أن اللجنة الحكومية ستناقش أيضا “ترشيد الإعلام، ووقف المناكفات الإعلامية التي تزيد الاحتقان وتفرق بين اليمنيين”، حسب تعبيره.
من جهة ثانية، اغتال مسلحون مجهولون، الليلة قبل الماضية، قياديا بارزا في المعارضة الانفصالية المتشددة في محافظة الضالع جنوبي البلاد. وذكرت مصادر في “الحراك الجنوبي”، لـ(الاتحاد)، إن مسلحين، كانا على متن دراجة نارية، أطلقا أعيرة نارية من مسدس كاتم صوت على نائب رئيس “المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب”، في مدينة الضالع، محمد فضل جباري، مشيرة إلى أن الهجوم وقع بعد صلاة العشاء وسط مدينة الضالع، وأنه أسفر عن مقتل جباري على الفور. واتهمت المصادر من وصفتها بـ”جهات أمنية استخباراتية” بالوقوف وراء اغتيال جباري، وهو واحد من أبرز قادة التيار الانفصالي المتشدد، الذين رفضوا الانخراط في مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
استراحة صائم
تسود أجواء رمضانية هادئة أنحاء اليمن ويتوزع في ساعات النهار القائظ الناس بين شواطئ البحر والأماكن التي تتوافر فيها بعض البرودة خصوصا المساجد .. وفي الصورة شيخ عجوز في أحد مساجد صنعاء يأخذ قسطا من الراحة بعد أن فرغ من فاصل من التلاوة (رويترز )
عدد اليوم
