تغطي أشجار القرم مساحات كبيرة من خور مدينة رأس الخيمة الذي يقسمها قسمين، حيث تعتبر محمية طبيعية للطيور والأسماك لما تتميز به من موقع فريدة في الإمارة ولمساهمتها في الحفاظ على أنواع الحياة البرية والبحرية وعلى حياة أنواع مختلفة من الطيور، وتعد مناطق ملائمة لحياتها ومورداً لغذائها، كما أنها تعكس سحر الطبيعة الخلال أمام الأهالي، ولهذا أولت حكومة رأس الخيمة اهتماماً كبيراً للحفاظ عليها.
يقول الدكتور سيف الغيص، مدير هيئة حماية البيئة والتنمية، في رأس الخيمة إنه بتوجيهات سمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي ولي عهد ونائب حاكم رأس الخيمة، تعكف الهيئة حالياً على إجراء دراسات علمية حول التنوع الحيوي بالإمارة، مشيراً إلى أن هناك مشروعاً بحثياً علمياً تقوم الهيئة بتنفيذه حالياً عن الطيور والنباتات والحيوانات في الإمارة، كما أنها الآن بصدد تنفيذ دراسة شاملة لإعادة تأهيل نباتات القرم في عين ضاية شمال الإمارة، وذلك بهدف الحفاظ على هذا النظام الفريد الذي يتصل بالمنطقة الجبلية بمنبع المياه قليلة الملوحة المتصلة بالخليج العربي الذي يعد موقعاً فريداً من نوعه.
ويشير إلى أن الهيئة تقوم بدراسة النظام البيئي لنباتات القرم الذي يعرف بالاسم العلمي له «أفاسينيا مارينا» في الإمارة، وتم مؤخراً الانتهاء من تنفيذ مشاريع بحثية نفذها طلاب من تخصص الأحياء في قسم علوم الحياة بجامعة الإمارات، حيث كان مشروع التخرج البحثي الأول متصلاً بدراسة تربة نباتات القرم، وكان الثاني معنياً بالتنوع البيولوجي للبيئة المائية في منطقة عين ضاية.
ويوضح الغيص أنه يتوسط نظام بيئي لنبات القرم في منطقة الخور بمنطقة كورنيش القواسم في مدينة رأس الخيمة الفاصل بين ضفتي الإمارة القريب من ملعب الجولف، ومطل على النهضة الحضارية والعمرانية التي تشهدها إمارة رأس الخيمة، وتقوم الهيئة بالتعاون مع دائرتي البلدية والأشغال في الحفاظ عليها لكونها تتمتع بميزة طبيعية فريدة من نوعها، مشيراً إلى أن إدارة البحث العلمي في الهيئة شرعت في دراسة عدة مقترحات لإنشاء محميات طبيعية بحرية وبرية في إمارة رأس الخيمة، وقد خلصت إلى تقرير أشارت فيه إلى أن هناك أكثر من 18 موقعاً يمكن أن تكون محميات طبيعية أو ذات طبيعة خاصة في مختلف مناطق إمارة رأس الخيمة.
ويضيف أن بعض هذه المواقع موثق عالمياً ومدون في بعض الدوريات والكتب التي تصدرها منظمات عالمية مثل الصندوق الدولي لصون الطبيعة، وسيتم تصنيفها على حسب التصنيف العالمي للمحميات، لافتاً إلى أن الهيئة قامت بإشراك الدوائر والمؤسسات الحكومية في الإمارة بتكوين لجنة مشتركة للنظر في أمر هذه المواقع من الناحيتين التراثية والتاريخية، ومن ناحية التخطيط واستخدامات الأراضي، ومن الناحيتين الجمالية والسياحية.
ويكشف أن الهيئة بصدد تصنيف ونوع كل محمية على حدة، وذلك بغرض افتتاحها أمام الجمهور في القريب العاجل، حيث تعمل على رفع مستوي الوعي البيئي بين سكان الإمارة حول أهمية الحياة البحرية والبرية، وسبل المحافظة عليها من خلال مطبوعاتها التي تحتوي على معلومات باللغتين العربية والإنجليزية عن مختلف أنواع الطيور، ومنها «الفانتير، والفلامنجو الكبير، وغراب البحر، وعقاب السمك». ومن والنباتات شجر السدر والقرم والغاف التي تشتهر بها الإمارة.
عدد اليوم
