الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإرهاب يلاحق مرتادي ملاعب كرة القدم في العراق

13 يوليو 2013 00:37
بغداد (ا ف ب) - وقفت أم إبراهيم (40 عاماً) تذرف الدموع عند قبر رمزي لابنها الذي قتل مع آخرين جراء تفجير انتحاري مزدوج بحزام ناسف وسيارة مفخخة، استهدف أطفالاً ومراهقين على ملعب شعبي لكرة القدم في حي الشعلة شمالي بغداد نهاية شهر فبراير الماضي. وقالت المرأة المتشحة بالسواد، وهي تتأمل صورة لابنها إبراهيم (13 عاماً) وضعت عند القبر الرمزي في موقع الهجوم، «لماذا يقتل أطفالنا؟ ليس لديهم شيء في هذه الحياة غير لعب الكرة». وقد فجر انتحاري نفسه بحزام ناسف داخل الملعب ثم فجر آخر سيارة مفخخة بالقرب منه، ما أسفر عن مقتل 18 فتى وشاباً، بينهم إبراهيم، وإصابة 30 آخرين بجروح. وأقام الأهالى في موقع الاعتداء الإرهابي 18 قبراً رمزياً، لأولئك الضحايا الصغار من أحجار وشبك حديدي ونصبوا عليه شواهد لهم، ووضعوا عندها صورهم وأعلاما عراقية وزهورا صناعية وقطع قماش سوداء تخليدا لذكراهم. وقال أبو أمير (50 عاما) وهو عسكري متقاعد قتل ابن شقيقته (11 عاما) وابنا شقيقه (12 عاما و15 عاما) لوكالة «فرانس برس» عند احد القبور الرمزية «هؤلاء الأطفال ضحايا أبرياء ليس لهم أي ذنب. أين نذهب؟ لم يعد لدينا مكان نأمن على أطفالنا فيه!». وخاطب مسؤولي الأجهزة الامنية العراقية بالقول «احموا الملاعب من الأنذال المجرمين». وقد أصبحت موجة العنف المتواصلة منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 تستهدف مؤخرا ملاعب كرة القدم الشعبية، في بلاد تعشق رياضة كرة القدم وتعتبرها الجامع الوحيد لمجتمع منقسم طائفيا وسياسياً وحزبياً. وحقق العراق إنجازات كبرى في هذا المجال بينها فوز المنتخب الأول بكأس آسيا عام 2007 في خضم الحرب الأهلية الطائفية فيه، ووصول منتخب الشباب إلى المربع الذهبي لبطولة كاس العالم في تركيا، حيث يخوض اليوم الأحد مبارة تحديد المركزين الثالث والرابع ضد غانا. واستهدفت الاعتداءات الإرهابية خلال الأشهر القليلة الماضية ملاعب كرة قدم في العديد من مناطق العراق، بينها الحلة في بابل والنهروان جنوب بغداد والزعفرانية وأحياء غيرها في بغداد، راح ضحيتها العشرات من الشبان والفتيان. وقال عبد الأمير عبود، وهو أحد وجهاء حي الشعلة وموظف في اللجنة الأولمبية العراقية، «إن استهداف الناس وخصوصاً الاطفال، جريمة بشعة ضد الانسانية، لأن الاطفال بعيدون عن السياسة والصراعات وقتلهم جريمة مؤلمة». وأضاف بأسف، مشيراً إلى موقع الانفجار أن اعداد مرتادي الملعب لممارسة رياضة كرة القدم تراجعت بعد الهجوم القاتل، علماً بأن بعض الفتيان كانوا يلعبون الكرة هناك ولكن من دون وجود متفرجين. وناشد عبود الحكومة العراقية اتخاذ خطوات جادة لوقف العنف ضد المدنيين، قائلا «يجب أن يتوقف نزيف الدم، لأن مقتل طفل واحد يمكن أن يسقط حكومة بكاملها في مكان آخر من العالم». وفي الزعفرانية جنوبي بغداد عاد اللاعبون إلى ملعب كرة القدم الشعبي في حي المعلمين وسط تلك الضاحية بعد 10 أيام من انفجار سيارة مفخخة عند مدخله، أسفر عن سقوط خمسة قتلى وأكثر من عشرة جرحى فقد احدهم ساقه، يوم 25 يونيو الماضي. وقال عضو المجلس البلدي المحلي ومسؤول إدارة الملعب باسم سكران «إن التفجير كان محاولة فاشلة لايقاف الحياة. لقد تسبب في انقطاع اللاعبين عن الملعب لفترة محدودة، إنما فقط حداداً على أرواح الضحايا، وعدنا للتدريب ولن نتوقف أبداً». لكنه اعترف بتوقف مدرسة كروية لتدريب اللاعبين دون سن 12 عاماً عن عملها بسبب منع العائلات أولادها من مواصلة التدريب خوفاً على حياتهم. وأكد كابتن فريق كرة قدم في الزعفرانية سيف عبد الحسن (21 عاماً) استمرار نشاط الفريق. وقال «انفجار الزعفرانية ترك تاثيراً سلبيا على معنويات اللاعبين، لكنه لم يوقفنا». وأضاف «الإرهاب يريدنا أن نسير على طريقه، لكننا لن نتوقف عن لعب كرة القدم». ودفع العنف ضد ممارسي لعبة كرة القدم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في بداية شهر يوليو الحالي إلى عدم السماح بإقامة المباريات الودية على الملاعب العراقية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©