الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مجموعة قصصية جدية للسعدية باحدة

13 يوليو 2013 00:25
الرباط (الاتحاد)ـ صدر حديثا للقاصة المغربية السعدية باحدة مجموعة قصصية بعوان “وَيْكَ.. مُدَّ النَّظَرَ “، وتقع في ستين صفحة من القطع المتوسط، وتضم خمساً وثلاثين قصة قصيرة جدا. تحاول القاصة السعيدة باحدة الغوص في الحياة اليوميّة للإنسان المغربي والعربي عموما، وتنقل بعين لاقطة ما يُشغل هذا الإنسان في صراعه مع الذات والآخر؛ فبطل قصص السعدية باحدة- كما في مجموعتها القصصية الأولى التي تحمل عنوان “وقع امتداده.. ورحل”، هو إنسان مغلوب على أمره تتقاذفه أمواج الحياة الصعبة، لتخلق منه الإنسان ذا المزاج المُتقلب والقلق والحزين والذي لا يتذوق طعم الفرح إلا نادرا. إنسان منسيّ ومقصيّ يعيش على الهامش. أبطال قصص السعدية باحدة في مجموعتها الجديدة “وَيْكَ .. مُدَّ النَّظَرَ”، تُحاصرهم المتاعب اليومية والهم المعيشي وتُثقل كاهلهم الديون، في عالم تطغى عليه الماديّات والمظاهر، أبطال يتحركون في عالم غامض و موحش يفتقر إلى الأمان الروحي والطمأنينة، وقد حاولت القاصة من خلال حوارات أبطالها أن توظف في قصصها بعض المقولات الفلسفية التي تحاول فيها الرد على أسئلة ثقيلة تشغل القارئ. نقرأ في قصة “عفاريت المصباح” ما يلي: “تحدوه رغبة أكبر من ثقل الهم الجاثم على قلبه، للمس المصباح المظلم عسى أن يظهر له العفريت المخلص، ارتعشت فرائصه لما سمع طرقا قويا، بدهشة ووجل هرول ناحية الباب، انقضت عليه أياد قوية: “جئنا للقبض عليك بتهمة إزعاج راحة المصباح”. وفي قصة “مسخ “ نقرأ: “اليوم أطفأت شمعتك الفاصلة بين الشباب والشيخوخة لم تعد تحلم بالمعري، ولا يستهويك الوقوف على رسم دارس الذي صار يلازمك الآن هو شبح كافكا الذي يتربص بك ليتقمص روحك الفارغة...” وفي قصة “شظايا “ نقرأ: “قطب جبينه لما حاصرته الآفات، الجنون والإنـفلوانزات.. يقرّر الآن أن يصير عاشباً.. لن تسدّ رمقه غير تلك التفاحة الكبيرة، بسرعة قطف الكرة الأرضية بيد، ومديته بالأخرى، شرع يزيل التقرّحات.. التسوّس.. النتوءات.. التجسّس.. تـناثرت كل شـظـايا الأرض، لم يجد جـزءًا صـالـحا للأكــل، حينذاك، صار يأكل نفسه”. وكانت القاصة صادقة مع نفسها ومع قُراء عملها هذا حين قالت: على غلاف المجموعة “لك حين تقرأني، تراني بعينيك، وقد تراني نسبيا بعيني، لكن الذي لا تراه، أنني أنا المختفي في لا شعورك، أنبش دواخلي فتظهر دواخلك، أنا أسكنك كما أنت تسكنني، وكلمتك الأخيرة.. ليست في النهاية، إلا بداية لمسار مجهول”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©