السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الفنون التشكيلية تغيب عن المشهد الثقافي في موسم الإجازات بدبي

الفنون التشكيلية تغيب عن المشهد الثقافي في موسم الإجازات بدبي
13 يوليو 2013 00:22
دبي (الاتحاد)- يعتبر قطاع الفنون التشكيلية الأنشط والأبرز بل والأكثر حيوية ودخولاً في معادلة الاقتصاد الثقافي في دبي، ما يعني أن هذا القطاع “الثقافي”، الذي يدّر دخلاً للفنان التشكيلي الصانع ولصالة العرض والمقتنين وأطراف عملية التبادل الاقتصادي كافة، قد تعطّل لثلاثة أشهر تعادل الربع من السنة الواحدة، وتوقّفت “ماكينة” الإنتاج فيه حتى بداية الخريف المقبل. ومع أن حقيقة الأثر الذي يتركه هذا التوقف، بالمعنى الاقتصادي للكلمة، أمر يحتاج إلى أرقام دقيقة، وإلى إحصاءات مقارَنة بين سنة وسنوات أخرى تسبقها، وإلى تحليل إحصائي ثم اقتصادي، إلا أنّ أي متابع لجملة الأنشطة والفعاليات التشكيلية يدرك تماماً أن الرقم يتجاوز الملايين بالفعل، وينقل دورة الإنتاج الفني ومساهمته الاقتصادية إلى غيرها من المدن التي تقع خارج نطاق الدولة عموماً. ومن المعروف عن دبي، وهي تستعد لاستضافة مؤتمر إكسبو 2020، أنها باتت في السنتين الأخيرتين جهة استقطاب لفنانين عالميين، كما أنها شهدت في هذا السياق أكثر من ملتقى وتجمع وسمبوزيوم، تقدم نماذج فنية محلية وعربية وعالمية من مختلف الفنون التشكيلية، مثل ملتقى دبي للنحت الذي تقيمه ندوة الثقافة والعلوم، وجرت فعاليات النسخة الأولى منه مطلع هذا العام، وسمبوزيوم دبي للفنون التشكيلية الذي تقام دورته الأولى مطلع ديسمبر المقبل، وذلك بهدف تعزيز الحضور العالمي لدبي كواحة فنية عالمية في المنطقة بأسرها، وبهدف إسناد فعاليات أخرى مثل “آرت دبي”، و”سكة”، وسواها من الفعاليات التي جعلت من دبي سوقاً فنية ملحوظة الشأن، وتجري مقارنتها بحواضر عالمية سواء في الغرب أو في شرق آسيا، من تلك المدن التي تضم صالات عرض عالمية ودور مزادات ذات أرقام مبيعات مدوّخة، وتكاد تكون حدائقها العامة متاحف هي الأخرى، إلى جوار التظاهرات الفنية العالمية كان تقيم ملتقى سنوياً للفنون أو لكل سنتين. ترى، مرة أخرى، لماذا تتعطل الدورة الاقتصادية للفنون التشكيلية مع بدء موسم الإجازات الصيفية مع أن الجميع يعرف بمدى الأهمية الاقتصادية التي يُساهم فيها هذا القطاع؟ العادة يرى الفنان، والناشط المتابع لمجمل فعاليات دبي التشكيلية، خليل عبد الواحد، مدير قسم المرئي والمسموع في هيئة دبي للثقافة والفنون، أن “الاعتياد على توقف الأنشطة الثقافية إجمالاً، والتشكيلية خصوصاً، من قِبَل المؤسسات والأفراد، هو أحد الأسباب التي أفرزت مثل هذه النتيجة”. ويضيف “أمر الاعتياد هذا بات مرتبطاً بثقافة المكان، إذ أنه فضلاً عن حضور الشهر الفضيل في مطلع موسم الإجازات الصيفية، تتوقف آليات العمل في الكثير من المؤسسات المعنية بقطاع الفنون التشكيلية التي يمكنها أن تتخذ قراراً، سواء أكانت هذه المؤسسات حكومية أم تتبع القطاع الخاص”. ومع أنه ليست هناك حقائق أو أرقام أو معطيات أو مؤشرات حول مساهمة قطاع الفنون في العملية الاقتصادية وتدوير عجلة الاقتصاد الثقافي من الممكن الاعتماد عليها، إلا أن الفنان الإماراتي خليل عبد الواحد الذي شغل أيضاً منصب عضو مجلس إدارة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، أكّد أن مساهمة هذا القطاع “كبيرة”، خاصة في شهر مارس من كل عام الذي هو شهر الذروة، والذي يشهد إقامة “آرت دبي” و”سكة” و”تصميم دبي” وسواها من المشاريع الفنية الكبرى إذ تُقارن هذه الفعاليات بأخرى تجري في مدن عريقة في إقامة مثل هذا النوع من الأنشطة الفنية التي تساهم في إدارة عجلة الاقتصاد الثقافي بدبي”. “بازار رمضان” وبعيداً عن دبي، وبسبب أن مجمل صالات العرض في الدولة تُغلق أبوابها خلال موسم الإجازات الصيفية فإن المجال لا يبقى مفتوحاً إلا أمام مبادرات تتسم غالباً بالفردية، ففي هذه الأثناء تشهد صالة “غاف” بأبو ظبي إقامة معرض “بازار رمضان الفني”، الذي بادرت إلى إقامته الفنانة الإماراتية سمية السويدي منذ خمسة أعوام، وتقوم فكرته على تشجيع أبناء الطبقة الوسطى من الإماراتيين والمقيمين على اقتناء لوحات أصلية ذات قيمة فنية عالية، بما يساهم في جعلهم يعتادون فعل الاقتناء، وبحيث يُقام هذا المعرض سنوياً. وكان أول ما علّقت به السويدي لـ “الاتحاد” على الأمر أن قالت “لقد تمّ اختيار صالة عرض “غاف”، لأنها الوحيدة التي تفتح أبوابها في مثل هذا الوقت من السنة”، وأوضحت “في هذا الموسم يخفّ الإقبال على شراء الأعمال الفنية بحكم سفر أغلب الفنانين والمقتنين والمتابعين للفعاليات التشكيلية لتسجل بذلك أدنى مستوياتها”. ورش وواقع الأمر، أن عدد من المؤسسات تقوم بتحويل اتجاه مساراتها خلال موسم الإجازات الصيفية، فتجنح باتجاه الاحتفاء بالمناسبات العامة أو لإقامة ورش العمل الفنية الموجهة للطفل والفتيان والفتيات أو تقيم معارض مناسباتية، لكنها تبقى مؤسسات قليلة العدد، وتسعى من وراء ذلك لنوع من الحفاظ على علاقتها بجمهورها وقاعدتها الاجتماعية، مثل جمعية الإمارات للفنون التشكيلية التي تقيم عدداً من ورشات العمل الفنية والمعارض المتخصصة بالفنون الإسلامية في كل رمضان من كل عام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©