الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صيف متعة وتعلم

10 يوليو 2012
قال صلى الله عليه وسلم: اغتنم خمساً قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك” وفي حديث للبخاري “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ”. نعمتان أراهما غير مقدرتين من طرف شبابنا اليوم، مراهقات ومراهقين، ينعمون بالصحة ويتقلبون في نعمة الفراغ التي إن لم يتم استثمارها في العطلة الصيفية الطويلة فإنه يصبح نقمة كبيرة على الشباب انفسهم وبالاً على عائلاتهم، فالفراغ يجر إلى المعاصي إن لم يشغل بأشياء تعود بالنفع على هذه الفئة. فالفراغ لا يشكل وبالا على المراهقين إذا لم يتم استغلاله بالشكل الصحيح فحسب، بل على صغار السن أيضا، الذين يقضون جل أوقاتهم أمام التلفزيون، وبين أحضان الألعاب الإلكترونية، وهذه المشكلة لا يكاد بيت يخلو منها، وفي هذا السياق قال أب بكل عفوية لأحد زملائه “ تفاجأت صباحا وأنا ذاهب للعمل بالأولاد يجلسون أمام التلفزيون يتابعون أحد البرامج، فسعدت كونهم استيقظوا باكرا، لكن أدركت أنهم لم يناموا الليل، وكانت الساعة السادسة صباحا” فالتساؤل المشروع هو كيف يقضي هؤلاء وقت فراغهم، في عطلة طويلة؟ كيف سيكتسبون رصيدا لغويا ومعرفيا من خلال الاستهلاك لهذه المنتوجات وللكم الهائل من التوجيه وغسل الأدمغة؟ وأين دور أولياء الأمور التي تركوا للأطفال حرية التحكم والضغط على زر القنوات التي يتجولون بينها ليل نهار؟ فليس خفيا على أحد، أن الفراغ طاحن لمواهب وقدرات الأطفال والشباب على حد سواء، خاصة مع وجود هذه المؤثرات الجديدة في المجتمع، فالفراغ يأكل الإبداع والتألق كما يأكل الصدأ الحديد، بحيث يسير بالطاقات نحو الفناء، بل يودي بحياتهم في أحيان أخرى، بحيث يرمي بالمراهقين والمراهقات في أحضان أصدقاء السوء إذا لم تتم إدارة هذا الوقت بكل مرونة من طرف الأهل والأولاد على حد سواء، فلا شدة ولا حرية زائدة. والغريب في الأمر أن بعض أولياء الأمور يحجمون عن تسجيل والتعاطي مع ما تقدمه الكثير من الجهات من مبادرات أكثر من رائعة للمواطنين والمقيمين من أنشطة وفعاليات، ذات التنظيم الجيد والمحكم، ببرامج تجعل الطفل والمراهق والشاب يخرج من الفراغ القاتل وينعم بصيف رائع، فبجولة بسيطة على المراكز، نجد أن الطاقات مجندة لخدمة الصغار وأهاليهم، مدربين، مشرفين، معلمين، مراكز مفتوحة، حافلات، وهذا دليل على نية هذا البلد في استثمار طاقات أبنائهم الصغار الذين تتشكل معرفتهم على أسس صحيحة، فالمجهودات كبيرة، ونوعية الأنشطة ذات جودة عالية، وهذه السنة لا يقتصر الأمر على صغار السن فحسب، بل امتد ليشمل الفئات الأكبر سنا، حيث فتحت الجامعات أبوابها لاستقطاب الطلاب والطالبات لاختبار هذا الجو بشكل مسبق، وبانتشار هذه الأنشطة في كل المعاهد والمراكز والجامعات والصالات الرياضية فإن الصيف في الإمارات أصبح صيف متعة وتعلم، وأصبح الجميع يتوق إلى قدومه، ولم يعد صيف فراغ إلا لمن هو يرغب في ذلك. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©