الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تبرعات الأطفال في حملة سندهم «فزعة» لمساعدة المعوزين

تبرعات الأطفال في حملة سندهم «فزعة» لمساعدة المعوزين
10 يوليو 2012
ساهم عدد كبير من الأطفال في حملة«سندهم» التي أطلقتها مؤخراً هيئة الهلال الأحمر لجمع التبرعات للشعب اليمني الشقيق، وأثبتت تفاعل الصغار جنباً إلى جنب مع الآلاف الذين لبوا النداء وقدموا الغالي والنفيس في إطار حملة«سندهم» الإنسانية التي أطلقتها مؤخراً هيئة الهلال الأحمر لمساعدة الشعب اليمني الشقيق، وتهافتوا على مراكز التبرع طلبا لعمل الخير، وعلى الرغم من صغر سنهم، إلا أنهم وجدوا مساهمتهم ولو بالشيء القليل فرصة لنجدة المحتاجين. دلت مشاهد التبرع على «فزعة» إنسانية من قبل هؤلاء الصغار، حيث كنا نراهم أول المساهمين في التبرع، فهذا سالم الذي أخذ من حصالته مبلغا من المال ليتبرع للفقراء، بينما منى لم تجد سوى 100درهم حصيلة التبرعات التي جمعتها من بنات الجيران، وهذا فهد الذي كان يحتفظ بمبلغ من المال أعطاه والده هدية نجاحه، بينما ميثاء فقد قامت بإرسال رسائل نصية للتبرع إلى ذلك ترى فاطمة سجواني موجهة الخدمة النفسية أنه ليس بغريب حين نرى الأطفال يتسارعون لعمل الخير ليضفوا على المحتاجين بهجة وسرواً، لأن مساهمتهم البسيطة من وجهة نظرهم قد تمنح مريضاً ما أملاً جديدا في الحياة، فيتجدد ذلك العمل الإنساني والأخلاقي من خلال الحب والتواصل والتكافل، وسائر صنوف القيم التي تعبر عن التآخي المجتمعي، لافتة إلى أن التبرع يتخذ عند الأطفال الصغار أسلوبا أقرب إلى «الفزعة» لمساندة الفقراء والمحتاجين أو باعتبار التبرع واجبا دينيا وإنسانيا. وتضيف، إن تشجيع الطفل على العمل الخيري التطوعي وخاصة التبرع بالمال أو الجهد لهيئة ما يأتي بتوضيح الفوائد التي تعود عليه شخصيا وعلى أقاربه والجهات التي يتبرع لها من المحتاجين من وراء تبرعه هذا، وكلما زاد إحساس الطفل بأن مساهماته تصل دائماً إلى مستحقيها ويرى بنفسه هذا العائد على أرض الواقع، فإن ذلك يعزز لديه هذا السلوك ويقومه. الوالدان نموذج أما الدكتور سيف الجابري مدير إدارة البحوث بدائرة الشؤون الإسلامية بدبي فقال إنه من المعلوم أن الطفل يعتبر جوهرة بين يدي والديه، فإذا أنشأ على الخير وحب العطاء، كان ذلك أسلوبا في حياته المستقبلية، فدور الآباء والأمهات في تعزيز ثقافة العطاء والتصدق ينبغي أن تبنى في الطفل منذ الصغر. ويضرب الجابري مثلاً للتصدق: عند كل صندوق دفع في محلات التسوق يوجد صندوق التبرعات، فلو أعطى الطفل دراهم معدودة ليضعها في الصندوق، فإن ذلك ينمي لديه ثقافة إسلامية تعاونية اجتماعية، لافتاً إلى الطرق الأخرى التي تساهم وتساعد في تربية الأبناء على ثقافة التبرع هي أن يكون الوالدان بمثابة نموذج للطفل يحتذي به. وقال، على الأب أو الأم عندما يقوما بفعل خير ما كالتبرع لمحتاج أو التصدق على فقير، أن يكون هذا الفعل على مرأى ومسمع منه، إذ يمثل أفراد الأسرة وبالتحديد الوالدين قدوة مهمة بالنسبة للطفل وبخاصة خلال سنوات عمره الأولى، حيث يتعلم الطفل في هذه السن ومن خلال محاكاته للنماذج المحيطة به، وسواء تم ذلك بشكل موجه مقصود أو بصورة تلقائية أثناء مواقف التفاعل الاجتماعي، العديد من أنماط القيم ومعايير السلوك الأخلاقي الاجتماعي. أهمية التبرع مبارك سالم 12عاما يدرك أهمية التبرع بمختلف أشكاله، معتبراً أن التبرع يعد سلوكا خيرياً، بقوله: لقد زرع والدي فينا حب عمل الخير والتبرع دوما، فمتى نظمت حملة خيرية لمساعدة المحتاجين أو الأسر المتعففة أكون السباق لهذا العمل الإنساني الذي ارتضي منه الأجر والثواب. وعن تصدقه في حملة سندهم التي شارك فيها يؤكد مبارك أنه ساهم ببعض الدراهم للمحتاجين هو وأخوته وقد وصل المبلغ على حد قوله 250درهماً، مؤكداً أن مثل هذه المبادرات التي ساهم فيها الجميع صغيراً وكبيراً تشجع الجميع على المساهمة في فعل الخير والتفكير بأحوال الفقراء كما أنها تزيد من التلاحم والترابط وتؤكد على سجايا الكرم وإغاثة الملهوف وسمات الأصالة التي يتمتع بها مجتمع الإمارات. في المقابل لم تتوان الطفلة ميسون خالد 9سنوات من المساهمة في التبرع خاصة في حملة سندهم، وتقول عن ذلك وهي فرحة: سعدت كثيرا بما ساهمت به من مبلغ مالي لحملة سندهم، فقد اعتدت من فترة لأخرى أنا وأخوتي أن نجمع مبلغا من المال ونضعه في الحصالة لنتبرع به عند مندوب التبرعات الذي يجلس أمام بوابة أي مركز تجاري، ومساهمتي في هذه الحملة هو مساعدة المحتاجين وطلبا للثواب. ويتفق في الرأي زايد عبدالله الجنيبي14عاما بأن مساهمته في مساندة المحتاجين وتفاعل الصغار في حملة سندهم واجب ديني وأن ما يقوم به هو جزء بسيط، فهناك الكثير من المحتاجين من الأطفال والفقراء في العالم بحاجة إلى الكثير من المأكل والمشرب والملبس، كما أن مناصرته ومساعدته للأشقاء على تحدي الوضع الإنساني الذي يعيشونه واجب يحتمه علينا ديننا الحنيف من مناصرة ودعم لدولة جارة. أما حور محمد عبدالله 13عاما فقد ساهمت بالتبرع من خلال الرسائل النصية حيث قامت بالمشاركة في حملة جمع التبرعات لمساعدة اليمن من خلال إرسال رسائل نصية تحتوي على أرقام التبرعات والمبالغ المحددة لكل رقم، وذلك لجميع الصديقات وأفراد العائلة وبدورهم قاموا بالمساهمة والتبرع من خلال تلك الأرقام، مشيرة إلى أن مثل هذه المبادرات الخيرية والإنسانية تشجع الجميع على المساهمة في عمل الخير للثواب والأجر والتفكير بمعاناة الفقراء، وأن هذه الحملة حظيت بتفاعل كبير من كل أفراد المجتمع وخاصة الأطفال الذين توافدوا على مراكز التبرع للمساهمة ولو بمبلغ بسيط. مظهر حضاري من جانبها لاحظت أم زايد أن هذا العمل الذي يقوم به ابنها من جمع التبرعات للمحتاجين كان له تأثير كبير على شخصيته، حيث تعلم من خلال التبرع بماله الخاص كيف يقوم بمساعدة الآخرين، ويحس بمعاناتهم؟ وهذه ليست المرة الأولى الذي يساهم في التبرع، بل دائما يرافق والده ويتبرع معه في الجمعيات الخيرية، ووفق كلامها فإن أكثر ما أسعدها هو أنها وجدت بعض أقرانه قد بدأوا خلال الفترة الأخيرة يقلدونه في عمل الخير. بدوره يحرص عبد الرحمن الشامسي رب أسرة أن يرى أطفاله وهم يقومون بأعمال الخير، لأن هذا بحسب كلامه يعتبر مظهرا حضارياً إسلاميا وواجباً أخلاقياً يجب المحافظة عليهما، لذلك فالتبرع مهما اختلفت أشكاله هو فرصة لتحسين الحسنات والتقرب إلى الله عز وجل. وعن مشاركة أبنائه في حملة سندهم يؤكد أنه منذ صغرهم عزز ثقافة التبرع للفقراء والمحتاجين وما قاموا به مؤخرا في تبرعهم في حملة سندهم يدل على بذرة الخير التي غرستها فيهم قد جاءت ثمرتها من خلال تبرعاتهم النقدية. وتتمنى عائشة البلوشي، مدرسة أن يكون هناك ترسيخ ثقافة التبرع عند الأطفال وأن يكون ذلك الشغل الشاغل لآباء وأمهات اليوم، فبجانب دروس العقيدة والتذكير بفضائل هذا العمل الخيري، يمكن لبعض السلوكيات العملية البسيطة أن يكون لها بالغ الأثر في بناء وتشكيل الوعي. وأضافت، تبقى التبرعات بمختلف أنواعها دومًا فرصة ذهبية لتشكيل الوعي الديني للصغار، فمثل هذه الحملات الإنسانية وما يقوم به الآباء والأمهات من تبرعاتهم للفقراء والمحتاجين على مرأى ومسمع الطفل يولد لديهم حب العطاء والتبرع من أجل الثواب. شعور بالذات أكد الدكتور سيف الجابري مدير إدارة البحوث بدائرة الشؤون الإسلامية بدبي أن مساهمة وتفاعل الأطفال في حملة التبرعات التي تنظمها الدولة من حين لآخر تمنح الطفل ثقته في نفسه وشعوره بذاته وواجباته تجاه الغير، بل وتمنحه إحساساً بقدرته على الاعتماد على نفسه في خدمة الغير من خلال التبرع من ماله الخاص كمصروفه اليومي، وبذلك تنمو معه هذه القيم ويبدأ في التبرع حينما يصبح شابا ليس فقط بماله وإنما جهده أيضاً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©