السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطفال «حق الليلة» يجوبون «الفرجان» يطلبون الحلوى وينشرون البهجة

أطفال «حق الليلة» يجوبون «الفرجان» يطلبون الحلوى وينشرون البهجة
15 يوليو 2011 19:03
“عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم، عطونا من مال الله، يسلم لكم عبد الله”.. أهازيج يرددها الأطفال بمناسبة ليلة النصف من شعبان “حق الليلة”. والتي تعد من المناسبات الشعبية التي ينتظرها الصغير قبل الكبير، حيث تبهج قلوبهم وترسم الفرحة على وجوههم ناثرة عليها ذكريات جميلة وطفولة مرحة، يطوف فيها الصغار في “الفرجان”، حاملين معهم أكياس خاصة مصنوعة من القماش مزينة بشخصيات كرتونية محببة للأطفال مرددين بعض الأهازيج المتوارثة، وعلى الرغم من التطور والتقدم وتغير الزمن إلا إنه ما زال المجتمع الخليجي يحتفل بها رغم اختلاف مسمياتها من بلد لآخر. تحتفل الأسر الإماراتية “بحق الليلة” تعبيراً عن الفرح بقرب حلول شهر رمضان الكريم، واستعداداً لاستقبال أيام الشهر الفضيل. ورغم تنوع مسمياتها، تبقي الاحتفالية واحدة في كل البيوت بدول الخليج، وفي الإمارات يحتفل بها في النصف من شهر شعبان، ولا يحتفل بها خلال النصف من شهر رمضان، وتسمى “حق الليلة” أو “حق الله”. وفي سلطنة عُمان يطلق عليها “القرنقشوه”، وليلة “القرقيعان” في السعودية والكويت، أما في مملكة البحرين وقطر فتُعرف بليلة “الكرنكعوه”. أهازيج شعبية يخرج الأطفال في “حق الليلة” في أبهى حللهم يرتدون الملابس التقليدية الزاهية، وعادة ما تبدأ هذه المناسبة بالإمارات وعمان بالتجول في الفريج بعد صلاة العصر مباشرة حتى صلاة المغرب، وفي الكويت والبحرين وقطر والسعودية يحتفلون في النصف من رمضان احتفاءً بقدوم أيام العشر الأواخر المباركة من رمضان، وتبدأ بعد صلاة المغرب حتى منتصف الليل. ?ولهذه الليلة نشيد مميز يردده الأطفال، يحمل الكثير من المعاني، حيث يدعو الأطفال فيه لأهل البيت بأن يزيدهم الله في هذا الشهر المبارك من رزقه، ويطيل عمر أبنائه. وتختلف كلمات ولحن وتعبيرات هذه المناسبة من دولة لأخرى، ففي الإمارات يردد الأطفال ويقولون “عطونا الله يعطيكم ..بيت مكة يوديكم”، أما في قطر فيردد الأطفال “قرنقعوه قرقاعوه عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم يا مكة بالمعمورة يا أم السلاسل والذهب يانورة”، بينما في مملكة البحرين يرددون “سلم ولدهم يالله وخله لأمه يالله، قرقيعان وقرقيعان بين قصير ورميضان عادت عليكم صيام كل سنه وكل عام”، ويردد أطفال المملكة العربية السعودية “قرقع قرقع قرقيعان أم قصير ورمضان عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم لأهاليكم”، وأطفال سلطنة عُمان يرددون”مرنقشوه يوناس عطونا شوية حلواي دوس دوس في المندوس ..حاره حاره في السحارة”. أبعاد اجتماعية من جانبها، تشعر أم فاطمة بالحنين إلى هذه الأيام، والتي كانت تستعد لها بشراء المكسرات، والحلويات وتوزيعها على الأطفال. وتقول “أجمل ما في هذا اليوم هو أن الفريج يمتلئ بالكثير من الأطفال، فالفتيات الصغيرات يتزين بالذهب والملابس المخصصة لهذه المناسبة، أما الصبيان فالكندورة البيضاء هي المفضلة لديهم، والجميع يتسابق ببراءة طفولية للطرق على الأبواب مرددين أهازيج شعبية بحق الليلة وبأيديهم “الخريطة”. وتضيف “الأمهات وبمجرد سماع صوت غنائهم يتأهبون لاستقبالهم، بوضع الجفير عند فناء المنزل “الحوش”، وعندما يقبلون يضعون في كيس كل طفل مقدار “الطاسة” من الحلويات المنوعة والمختلفة، وفي هذه اللحظة يتدافع الأطفال للوصول إلى الأم التي تضع الحلويات من أجل الحصول عليها بسرعة منطلقين إلى بيوت أخرى يجمعون نصيبهم من المكسرات”. مع تطور الحياة وتغير الزمن تغيرت توزيعات هذه المناسبة، إلى ذلك، تقول مريم عبد الله “بعد أن كان البيذام والبرميت والنخي والبفك هي الحلويات التي توزع في الكيس المصنوع من القماش الذي يحفظ المكسرات مع شراب الفيمتو ليروي عطش الأطفال، أصبحت الكثير من الأسر تتنافس فيما بينها، فيما يقدمونه من حلويات ومكسرات بأشكال مختلفة”. وتضيف “شركات القطاع الخاص بادرت إلى تطوير أساليب جمع الأطفال للمكسرات والحلويات، وساعدت الأسر على اختيار ما يناسب هذه الفرحة حيث تضمنت الهدايا الشعبانية للأطفال أكياساً قد تضم مبالغ مالية حيناً، وتشكيلة أخرى من هدايا وعلب القرقيعان المصنوعة من القماش الفاخر لكل طفل. كذلك قامت الكثير من المكتبات ببيع مختلف الأكياس الخاصة مختلفة الأحجام والألوان لحق الليلة المزينة بشخصيات كرتونية مثل أبطال مسلسل “الفريج” أم خماس وأم علاوي وعبود زخوه، وهي شخصيات محببة للأطفال”. وتقول عبدالله “لهذه الليلة بهجتها عند الكبار أيضاً، حيث تتزاور الأسر والجيران ويتبادلون التهاني والأكلات الشعبية، ويظل كل بيت في ترقب لحين وصول الأطفال، حيث تجلس ربة البيت أمام باب المنزل وبجوارها أكياس الحلوى لتغرف لهم (بالقفة)، عندما يحضرون?، وهم يرددين أهزوجة تحمل معاني جميلة، لا تخلو من المداعبة الوجدانية لمشاعر أصحاب البيوت، وذلك لدفعهم إلى العطاء والبذل قائلين “عطونا من حق الله عطونا حق الليلة جدام بيتكم وادي والخير كله ينادي عطونا حق الليلة”. “بوتيلة” و”مخنق” يقول الستيني حسين عوض “أيام زمان كانت الأمهات يخطن الأكياس بأيديهن لتعلق على رقاب الأطفال أو على الكتف، كانت صغيرة الحجم، وكانت الحلويات معروفة وبسيطة، الفتيات كن يتنافسن بألوان الأكياس وتطريزاتها القريبة من لون الثوب “بوتيلة” و”المخنق الأسود” الذي يلبس على الرأس، بينما الأولاد فلا يهمهم يحملون أي كيس”. وعن الفرق بين حق الليلة في الماضي والحاضر، يوضح “كان الأطفال يجوبون الفريج متنقلين من حي لآخر، أما اليوم فالوضع اختلف عن البعض، فبعض الأسر تأتي بأطفالها إلى الفريج الذي يوزع حلويات حق الليلة ويكون ذلك بنزول الطفل من سيارة مصطحباً معه شغالة أو اثنتين واحدة تمسك بيده وأخرى تحمل الكيس ليطوف مع بقية الأطفال الآخرين مستمتعاً بأجواء ليلة النصف من شعبان، أما البعض الآخر من الُأسر يرى أنه لا حاجة لإرسال أطفالهم للتجول في الفريج إنما يقومون بإرسال هدايا هذه المناسبة من خلال توزيعات مخصصة لهذه المناسبة مغلفة وجاهزة”. و”حق الليلة” له نكهة خاصة عند الأطفال، يقول زايد عبدالله (9 سنوات) “هذه المناسبة أنتظرها بفارغ الصبر مع أصدقائي وأخوتي، حيث نتفق قبل المناسبة بيوم أن نتجمع عند باب منزل أحدنا وبعدها ننطلق إلى البيوت لنجمع الحلويات اللذيذة والمتنوعة”. ويضيف “في هذا اليوم أتنافس أنا وأصدقائي فيمن يجمع أكثر من تلك المكسرات التي حين نشعر بالجوع نتناول بعضاً منها أثناء رحلتنا لتجميعها من البيوت”. يشاركه الرأي منذر سيف (7 سنوات)، ويضيف”لا نشعر بالملل حين نتجول، بل نشعر بالمتعة الحقيقة بهذه المناسبة التي تأتي كل عام من شهر شعبان وهي فرصة لنحتفل بها مع بقية الأصدقاء”. تقول حصة المرزوقي (6 سنوات)، التي ارتدت الثوب الذي يحمل علم الإمارات والطاسة التي تزين رأسها، “عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم هذه الأنشودة كل سنة أرددها وأنا أطوف الفريج لأجمع حلويات النصف من شعبان”. وتضيف “أنا وبنات الجيران نفرح كثيراً بهذه المناسبة، حيث أمي غالباً ما تقوم بشراء أكياس القرقيعان التي تزينها شخصية الفريج، ونجمع تلك الحلويات ونضعها فيها، ورغم حرارة الجو إلا أن ذلك يشعرنا بالفرح والسرور حين ندق أبواب الجيران ليعطونا من خيرات ليلة النصف من شعبان”. حلويات «حق الليلة» ومكسراتها حلويات هذه المناسبة التي ما زالت تقدم حتى الآن وهي خليط من المكسرات مثل التين وبيض الصعو بألوانه الأزرق والوردي والأبيض، و”الشكريا” وهي حلوى محلية مصنوعة من السكر والنشا تقدم جافة بألوان مختلفة وتسمى أحياناً “أصبيعات”، لأنها على شكل الأصابع، ثم تقطع قطعاً صغيرة، كذلك “البرميت” وهي الحلويات الشفافة التي تأتي من الخارج مغلفة بورق السولوفان بأنواع وأحجام مختلفة، و”الجاكليت” وهي مصنوعة من الحليب أو الكراميل أو الشوكولاتة، بالإضافة إلى “الزلابيا” وهي الحلوى التي على شكل مشبك. أما أنواع المكسرات فمنها “البيذام” وهو اللوز بأنواعه المقشر والخفيف والجاف وذو القشر، و”اليوز” وهو الجوز أو عين الجمل، كذلك “النخي” وهو الحمص المحمص، و”الحبة الخضراء” وهي حبة صغيرة لونها أخضر، بالإضافة إلى “حب الفساد” وهو الحب المستخرج من البطيخ الأحمر، و”حب البوبر” وهو الحب الأبيض المستخرج من القرع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©