السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ورشة إقليمية لإعادة تشكيل سبل تدريس مادة التاريخ تستبعد صورة «الآخر» السلبية

12 أكتوبر 2010 00:31
انطلقت صباح أمس بأكاديمية الاتصالات بدبي فعاليات الورشة التدريبية الإقليمية التي تنظمها اللجنة الوطنية الإماراتية للتربية والثقافة والعلوم بوزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو “ لمدربي معلمي التاريخ في المرحلة الثانوية بالوطن العربي، بمشاركة 13 مدرباً من تسع دول عربية. وتهدف تلك الورشة إلى الوقوف على آخر مستجدات وإشكاليات تدريس مادة التاريخ ، والمفاهيم والمقاربات المستجدة فيها، والسعي إلى تكوين شبكة تضم مجموعات من معلمي التاريخ في الوطن العربي وأوروبا بقصد تبادل الخبرات والمعلومات والعمل على تقريب أساليب تدريس التاريخ المشترك بين الفضاءين، واستبعاد صورة “الآخر” السلبية. وتتضمن الورشة التي تمتد لثلاثة أيام عدة محاور أهمها المفاهيم والمقاربات الجديدة في دراسة التاريخ وتدريسه وانعكاساتها البيداغوجية، ودرس التاريخ بين الهوية والانفتاح على الآخر، بالإضافة إلى منهجيات تدريس مادة التاريخ والتقنيات التعليمية الحديثة المستخدمة فيها. كما ستعرض خلال الورشة دراستان من “ الألكسو” ومجلس أوروبا كنموذج حول الفضاءين العربي والأوروبي في تدريس المادة. وأوضح عادل الأحمر ممثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في كلمته الافتتاحية بأن الورشة تأتي في سياق “خطة تطوير التعليم في الوطن العربي” التي أقرتها القمة العربية بدمشق عام 2008 وكلفت منظمة “الألكسو “بمتابعة تنفيذها بالتعاون مع الدول العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية. ولفت إلى أن هذه الخطة قد أولت ضمن مقترحاتها اهتماماً خاصاً بتدريس المواد الاجتماعية، ومن بينها مادة التاريخ، وأكدت على أهمية هذه المادة في تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ الانتماء والحفاظ على الذاكرة الجماعية. وقال إنه من هذا المنطلق عملت المنظمة العربية، ولا تزال، على تطوير تدريس هذه المادة وتوفير المراجع القومية اللازمة لها ورفع كفايات المختصين فيها من مدربين ومعلمين. وأشار الأحمر بأن الاهتمام بمادة التاريخ يأتي ضمن سياق عالمي فرضته جملة من المفاهيم التي ظهرت منذ بدايات هذا القرن والمتصلة خصوصاً بحوار الحضارات، والتنوع الثقافي، والتربية على التفاعل الثقافي، والتربية على المواطنة، وهي مفاهيم اتخذت صبغة العالمية ووضعت المؤسسة التربوية أمام ضرورة مراجعة مناهج المواد الاجتماعية، ومن بينها مادة التاريخ، وذلك في اتجاه إعادة النظر في صورة الآخر والثقافات الأخرى التي ينقلها إلى الطلاب درس التاريخ والكتاب المدرسي المتصل بهذه المادة. وأضاف أن هناك توجهات عالمية قد برزت في الآونة الأخيرة في مجال تدريس التاريخ تعمل على تخليص كتب هذه المادة من الصور النمطية السلبية للآخر ومن القراءة الأحادية للتاريخ بخصوص المسائل التاريخية الخلافية بين الجماعات البشرية، ولقد واكبت المنظمة هذا التطور الفكري والمنهجي وأعدت دراسة عن صورة الآخر في الكتب المدرسية للتاريخ بعدد من الدول العربية تمّ على ضوئه وضع دليل لتطوير محتوى كتب التاريخ في مرحلة التعليم الثانوي بالوطن العربي. من ناحيتها، أكدت خوله المعلا مستشارة وزير التربية والتعليم أن التطور السريع المتلاحق الذي يشهده العالم اليوم في شتى المجالات، ومنها المجال التربوي، يتطلب جدية في عملية الطرح لمعطيات العملية التربوية، كما يتطلب جرأة ونظرة نقدية للواقع التربوي بما يتواكب مع متطلبات العصر وحركة التطور. وقالت إن العالم من حولنا لا يعطي فرصة التقدم والرقي إلا لمن يقدر على اغتنامها بقوة واقتدار، وذلك لن يتأتّى إلا من خلال مداومة الإطلاع، ومتابعة نتائج البحوث التربوية الجادة ذات العلاقة بتطوير جوانب العملية التعليمية كافة، بدءاً بالمعلم، ومروراً بالمناهج المطروحة، وانتهاء بالطالب. وأشارت إلى أن تنظيم مثل هذه الورش المتخصصة التي تحتضن ممثلين عن تسع دول عربية ومدربين من منظمة الألكسو والمجلس الأوروبي، يتيح الفرصة للمدربين والمعلمين الاحتكاك المباشر بالخبراء والمختصين، والاستفادة من الدراسات والأبحاث في علم التاريخ الذي تشكل على أساسة المجتمعات والعالم بأكمله.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©