الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأرجنتين تفشل في التوصل لاتفاق بشأن ديونها لصندوقي تحوط أميركيين

الأرجنتين تفشل في التوصل لاتفاق بشأن ديونها لصندوقي تحوط أميركيين
31 يوليو 2014 21:48
? فشلت الأرجنتين وصندوقا تحوط أميركيان أمس الأول في التوصل إلى اتفاق حول ديون بوينوس ايرس المستحقة للصندوقين، ما يضع الأرجنتين اعتباراً من الآن في حال التعثر عن سداد استحقاقاتها. وأعلنت وكالة ستاندارد اند بورز للتصنيف الائتماني بتخفيض تصنيف الأرجنتين درجة إلى “تخلف انتقائي عن السداد” قبل قليل من إعلان وزير الاقتصاد الأرجنتيني اكسيل كيسيلوف للصحافة من نيويورك أن الطرفين افترقا بدون اتفاق. وهذا ما دفع تلقائياً ثالث أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية إلى التخلف عن سداد مبلغ ضئيل نسبياً لدولة قدره 539 مليون يورو عند استحقاقه فجر أمس. وكان الوسيط المفوض من القضاء الأميركي أجراء المفاوضات دانيلا بولاك أعلن في وقت سابق “للأسف لم يتم التوصل إلى أي اتفاق وستجد الجمهورية الأرجنتينية نفسها بشكل وشيك في حالة التخلف” عن السداد. وهذه ثاني مرة في 13 عاماً تجد فيها الأرجنتين نفسها في حالة التعثر. ويرى المحللون أن من العواقب الأولى لتعثر الأرجنتين في السداد سيكون منعها لفترة طويلة من الوصول إلى الأسواق الدولية لرؤوس الأموال التي أبعدت عنها منذ إفلاسها عام 2001. وبحسب تعريف ستاندارد اند بورز فان “التخلف الانتقائي” عن السداد يعني أن “الجهة المقترضة لم تسدد قسماً معيناً من واجباتها أو عملية إصدار محددة إلا أنها تواصل تسديد قروضها من نوع آخر ضمن المهل المحددة”. غير أن الوضع ليس مأساوياً لهذا البلد الذي ما زال بوسعه التوصل إلى اتفاق مع دائنيه الأكثر تصميماً. وأوضح مصرف ناتيكسيس الفرنسي في مذكرة “إذا تم التوصل إلى اتفاق سريعاً، فإن الانعكاسات على الاقتصاد الأرجنتيني ستكون محدودة نسبياً”. وتابع “لكن كلفة تعثر لفترة طويلة ستكون جوهرية” مضيفاً أنه “حتى لو كانت المعطيات الاقتصادية الأساسية أفضل مما كانت عليه في 2001، فإن البلد سيعاني من ارتفاع كلفة قروضه والمصارف ستخفض على الأرجح خطوط اعتمادها للأرجنتين. إن تعثرا في السداد سيعزل الأرجنتين عن الأسواق المالية بالرغم الجهود التي بذلتها الحكومة مؤخراً. ورأى ناتيكسيس أن “أسعار الأصول ستعاني من ذلك” مشيراً كذلك إلى احتمال إعادة فرض الرقابة على رؤوس الأموال وانعكاسات الوضع على صناعة السيارات في البرازيل المجاورة وعلى المصارف الإسبانية مثل سانتاندير وبي بي في ايه. وفي ختام الاجتماع غير المثمر في نيويورك أكد كيسيلوف أن الصندوقين اللذين يصنفان في خانة صناديق المضاربات “الانتهازية” حاولا “أن يفرضا علينا أمراً غير قانوني ... الأرجنتين مستعدة للحوار، لإيجاد تفاهم. سوف نبحث عن حل عادل ومتوازن وقانوني لـ 100% من دائنينا”. وحصلت الأرجنتين على مهلة ثلاثين يوماً انتهت أمس الأول لتسديد مبلغ 539 مليون دولار مستحقة لدائنين كانوا وافقوا على شطب 70% من ديونها بعد الأزمة الاقتصادية عام 2001. لكن القاضي الأميركي المكلف هذا الملف توماس جريزا عرقل هذا السداد بعد أن أصدر حكماً أمر فيه البلاد قبل ذلك بتسديد 1,3 مليار دولار إلى صندوقي التحوط ان ام ال واوريليوس وهما صندوقان “انتهازيان” متخصصان في إعادة شراء الديون المشكوك في تحصيلها ويمسكان بأقل من 1% من الديون المعنية بالقضية. وأكد كيسيلوف أن بلاده “ستسدد” الأموال المستحقة في ذمتها لحملة سندات ديونها المعادة هيكلتها، ولكن “بشروط معقولة وبدون محاولة ابتزاز وبدون ضغط وبدون تهديد” نافياً أن تكون بلاده في حالة تعثر. وقال “المال موجود، بالطبع لو كنا في حال تعثر لما كان موجوداً” قبل أن يعود إلى بوينوس ايريس. وحمل القاضي جريزا مسؤولية هذا الوضع “غير المسبوق”. وقال “إن الأرجنتين دفعت، لديها المال، وستواصل الدفع. القاضي جريزا هو المسؤول”. وكانت هذه أول مرة يلتقي فيها المفاوضون الأرجنتينيون مباشرة ممثلين عن صندوقي المضارب بحضور وسيط في نيويورك سعياً للخروج من المأزق، وإنما بدون فائدة. ولم يأخذ القاضي جريزا بطلبات الحكومة الأرجنتينية ورفض تأجيل تنفيذ الحكم، ما كان سمح لها بالإيفاء باستحقاقاتها بدون التعرض لملاحقات من دائنين آخرين. من جهتها، قللت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد من أثر تعثر محتمل في السداد وقالت “بالرغم من أن التخلف عن السداد مؤسف دوما، لا نعتقد أنه سيخلف آثاراً كبرى خارج” البلاد. وطرحت الصحافة الأرجنتينية في الساعات الأخيرة من المفاوضات حلا بديلا للخروج من الأزمة يقضي بتدخل مصارف أرجنتينية خاصة تقوم من خلال آلية معقدة بتسديد المبلغ المطلوب من الحكومة لصندوقي المضاربة من خلال إعادة شراء الديون ثم تقوم بترتيبات مع الحكومة لاستعادة أموالها. ويسمح هذا الحل بتلبية طلب الصندوقين ويحول دون مطالبة الدائنين الآخرين بتسديد كامل الديون المستحقة لهم. (نيويورك - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©