عصام أبوالقاسم (دبا الحصن)
أي شيء يمكن أن يتداعى بعلاقة زوجية استمرت لعقود زمنية عدة، مستقرة وعامرة بالحب والوله والشغف؟ في ما يشبه إجابة موسعة عن هذا السؤال جاء العرض الأخير في عروض مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي «زكريا حبيبي» مساء أمس الأول، نص الكاتب الإماراتي ناجي الحاي وإخراج الكويتي أحمد السلمان.
تبدأ المسرحية، التي تميزت بخشبة مسرح، نجح المخرج في تجسيم صورتها بتوزيع عدد من المرايا في وسطها وعلى جانبيها، بمشهد يجمع زوجين كهلين في غرفة معيشة. نرى الزوج (قام بالدور أحمد سلمان) يردد أغنية ذائعة فيما الزوجة (سماح) منكبة في إعداد طبختها.
![]() |
|
![]() |
فيما هما على هذه الحال، فجأة تند عن الزوج أمنية: ليت كان لديّ ولد! فتشعر الزوجة بالذنب وتبدأ في الاعتذار له عن عدم الإنجاب كاشفة للمرة الأولى أنها كانت تتناول حبوب منع الحمل والأعشاب لكي لا تحمل وتنجب طفلاً أعمى أو معاقاً يرث الأمراض المتوارثة.
![]() |
|
![]() |
على هذين الخطين المتوازيين تتوتر الأحداث بين الزوجين الوحيدين، ويمضيان إلى نوع من المجابهة الصريحة: «لا حد أحسن من حد»، يردد الزوج، ويبدو كأن الزوجة تتقبل هذا المعنى، حين تتفق مع زوجها، في ختام العرض، على أن حياتهما بلا معنى، وألا جدوى من استمرارهما في هذه العزلة، ولذلك يضع كل واحد منهم الحبل على رقبة الآخر ويمضيان إلى حتفهما. العمل الذي يظهر الاقتدار العالي لناجي الحاي في صياغة بنية درامية شديدة التعقيد، يفتح القوس واسعاً لسؤال العلاقة بين الزوجين، أهو الدرجة الصفر من الحب أم أنه نوع من الأنانية لدى الطرفين؟