الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر: أميركا وإيران.. والأدوار الجديدة

غدا في وجهات نظر: أميركا وإيران.. والأدوار الجديدة
10 يوليو 2015 20:42

أميركا وإيران.. والأدوار الجديدة
يقول د. عبد الله جمعة الحاج: أية محاولة من قبل الولايات المتحدة للدفع بإيران نحو الهيمنة على الخليج العربي لكي تحقق مصالحها من خلالها لن يكون مرحباً بها. يكرر ساسة الولايات المتحدة الأميركية التزامهم بأمن دول مجلس التعاون بدءاً بالرئيس مروراً بقادة الكونجرس وانتهاءً بوزراء الخارجية والدفاع من خلال وعود وتطمينات يطلقونها بهذا الشأن بين فترة وأخرى. وفي تلك الوعود لا يوجد شيء مغاير أو مختلف في المضمون أو الفحوى لسياسة الإدارة الأميركية القائمة كما صدرت على لسان الرئيس أوباما في قمة كامب ديفيد الخليجية لعام 2015. وهنا تجدر الإشارة إلى أن تصريحات الرئيس أوباما في نهاية القمة تبقى مفتوحة على مصراعيها لشتى التفسيرات، ولكنها في جوهرها تعني بأنه في الوقت الذي يمكن فيه للولايات المتحدة أن تفي بالتزاماتها القائمة، وبأنها راغبة في توفير مظلة أمنية ونووية ودرع صاروخي واقٍ في حالة وجود أخطار خارجية مهددة لأمن دول المجلس آتية من أية قوى خارجية عدائية، إلا أنه يجب على دول المجلس ذاتها أن تكون صاحب المسؤولية الأولى للدفاع عن نفسها.

ظاهرة إفلاس الدول!
يقول د. صالح عبدالرحمن المانع: أثار استفتاء الحكومة اليونانية بعدم قبول مقترحات دائنيها استغراب الكثيرين، فالشعب اليوناني مثله أي شعب آخر يريد الحصول على خدمات دولة الرفاه، دون ضرورة دفع ما يصاحب ذلك من ضرائب وأسعار تغطّي تكلفة هذه السلع أو الخدمات. والدَّين اليوناني الذي وصل إلى مستوى كبير بلغ 267 مليار دولار، يحتاج من الحكومة اليونانية إلى عشرات السنين لتسديده، غير أن المشكلة ليست في التسديد ولكن في مواصلة ضخّ الأموال لتأمين متطلبات الحياة بمستويات مقبولة للمواطنين اليونانيين، وفي الوقت نفسه إغراق ميزانية البلاد أكثر فأكثر في بئر لا قاع لها تسمى بالمديونية الدائمة.
ومسألة المديونية والإفلاس ليست مسألة جديدة، فخلال المئة عام الماضية تعرّض أكثر من ستين دولة في أربع قارات كبرى إلى حالات إفلاس أو شبه إفلاس. ولعل من حسن الطالع أن هذه الحالات لم تكن بالضرورة متزامنة، فلو كانت كذلك لأصبحت هناك أزمة مالية عالمية، أو حتى انهيار اقتصادي عالمي.
وفي قائمة الدول التي لم تتمكن من تسديد ديونها في الوقت المحدد لدائنيها، هناك دول كثيرة في العالم العربي وفي أوروبا وفي آسيا، وكذلك في أميركا الجنوبية. والمشكلة الأزلية هي عدم قدرة حكومات هذه الدول على موازنة مصروفاتها مع عائداتها المالية، وما تستطيع الحصول عليه من ضرائب ورسوم ومعونات وقروض.

خطة التدريب وخطة التخريب

يرى غازي? ?العريضي أن خطة التدريب الأميركية فشلت، لكن خطة التخريب تنجح بسرعة. هذا هو الأهم بالنسبة إلى إدارة أوباما والمستفيد الأكبر إسرائيل.

وتتجدّد الأسئلة عما يجري في سوريا وتحديداً في المناطق المحاذية للحدود التركية! فبعد الأسئلة عن ألاندفاعة الأميركية في ضرب «داعش» ومساعدة الأكراد في السيطرة على مدينة «تل أبيض»، ثم في منع «داعش» من العودة إليها بعد هجومه المضاد، تطرح الأسئلة المشابهة في الرقة. لماذا تذهب قوات التحالف إلى ضرب «داعش» هناك؟ لماذا اليوم؟ لماذا لم يحصل هذا الشيء في السابق؟ لماذا التدخّل القوي هنا وليس في مناطق أخرى و«داعش» مسيطر على المنطقة منذ فترة طويلة؟ ماذا تغيّر؟ ماذا استجدّ؟ الجواب بسيط: في تل أبيض كما في عين العرب سابقاً وفي الرقة اليوم خصوصية كردية! وهي على حدود تركيا التي تؤرقها في الداخل هذه الخصوصية. واليوم هُزم «السلطان» أردوغان في الانتخابات، التوقيت ملائم لـ«ردعه» أو فرملة اندفاعاته، أو الحد من طموحاته غير الواقعية، ووضع حدّ لتكبّره وتجبّره واستعلائه في وجه أميركا والحلف الأطلسي وإسرائيل! وإصراره على إقامة منطقة حظر جوي في سوريا وتسهيل مرور«الإرهابيين» من تركيا إلى الداخل السوري! ستكون لهذه السياسة التركية تداعيات لاحقة على الوضع الداخلي.
ساهمت الضربات الأميركية بإلحاق هزيمة بـ «داعش». استغلها الرئيس أوباما ليقول: «لقد أثبتت هذه الإنجازات القدرة على هزيمة داعش عندما توجد المعارضة المعتدلة». في إشارة إلى ضرورة وجود قوات برية - غير أميركية طبعاً- تستفيد من الغطاء الجوي الأميركي، لكن يجب أن تكون معتدلة. السؤال أين أصبح برنامج تدريب قوات المعارضة المعتدلة من قبل الأميركيين؟ الجواب على لسان وزير الدفاع الأميركي: «منذ سنة حتى الآن درّبنا واستوعبنا (فوجاً) من ستين مقاتلاً ! نعم ستون فقط. لماذا؟ وماذا عن فكرة تدريب الآلاف؟ لأن الذين تم اختيارهم رفضوا التوقيع على ملحق عقد الانتساب، على تعهد بعدم قتال النظام، والالتزام بقتال«داعش»!

الهند ومبادرة المدن الذكية
يقول د.ذِكْر الرحمن إن مبادرة المدن الذكية خطة تهدف إلى اختيار 100 من إجمالي 4000 مدينة هندية قديمة وتحويلها إلى مدن حديثة. الهند دولة عريقة تضم بعض المدن الشهيرة التي لها تاريخ عظيم مثل دلهي ومومباي وحيدر آباد وكلكتا. ومعظم هذه المدن نشأت بالقرب من الأنهار والبحيرات. ولم يتم التخطيط لأي منها بالمعنى الحديث للكلمة. وبمرور الزمن، ازداد عدد السكان وتوسعت هذه المدن بشكل عشوائي في جميع الأنحاء حيث تتوافر المساحة. وتواجه سلطات هذه المدن حالياً عدداً من القضايا وتكافح من أجل توفير المرافق الأساسية لسكان هذه المدن القديمة.
وهذا الأسبوع، أطلقت الحكومة مبادرة المدن الذكية، وهي عبارة عن خطة تهدف إلى اختيار 100 من إجمالي 4000 مدينة هندية قديمة وتحويلها إلى مدن حديثة يمكنها التنافس مع أي من كبريات المدن حول العالم. وعرفت الحكومة المدن الذكية بأنها تلك المدن التي لديها ما يكفي من إمدادات الماء والكهرباء والصرف الصحي الجيد ووسائل النقل العام الفعالة والاتصال بشبكة الإنترنت وتوفير الإسكان بأسعار معقولة والتي تكون آمنة، لكي يعيش الأطفال والنساء بها. ومن المقرر الانتهاء من قائمة المدن الذكية من خلال عملية تنافسية يتم فيها تقييم المدن بناء على عدد من المعايير بدءا من عدد دورات المياه إلى قيمة الضرائب، وما إذا كان يتم تقديم الرواتب الحكومية في موعدها أم لا. وسيتعين على الـ100 مدينة التنافس مرة أخرى لتصبح بين أول دفعة من 20 مدينة تحصل على تمويل من الحكومة الفيدرالية في محاولة لتشجيع نوع من المنافسة الصحية بين المدن.
وبالرغم من وجود الكثير من التحديات التي تواجه إنشاء مدن على المستوى العالمي، إلا أنه ليس هناك ثمة شك أن هذه المبادرة تلقى ترحيباً. ويجب أن تكون البداية مع تحسين البنية التحتية الحضرية للدولة قبل فوات الأوان. فالهند، وهي ثالث أكبر اقتصاد في آسيا، تواجه تحديات ضخمة تتمثل في البنية التحتية الحضرية في مدنها وهي غير قادرة على التعامل مع العدد المتزايد دائماً من السكان. وقد أدى سوء التخطيط، وفي كثير من الحالات الغياب الكامل للتخطيط، إلى حدوث تنمية عشوائية حتى لبعض المدن الجديدة. فهناك نقص في إمدادات الماء والكهرباء علاوة على أن الصرف الصحي في كثير من الحالات هو دون المستوى وسيء للغاية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©