شكت أندية دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، تأخر وصول الدعم الخاص بلجنة شؤون الأندية، التي تم تكوينها بمبادرة من مجلس إدارة اتحاد الكرة الموسم المنصرم، لتعمل من أجل حل بعض مشاكل أندية الهواة، في إطار خطة ترمي إلى النهوض بمستوى كرة القدم، خاصة في المراحل السنية التي تشهد عدم اهتمام كافٍ من جانب تلك الأندية.
ورصد مجلس إدارة الاتحاد مبلغ 3 ملايين و500 ألف درهم في الموسم الأول للجنة، ليتم إنفاقها على «الهواة»، في شكل دعم عيني بالملابس التي تخصص لثلاث مراحل سنية لكل نادٍ، بالإضافة إلى تحمل تكلفة رواتب 3 مدربين مواطنين، يتم تعيينهم بكل نادٍ للعمل، ضمن المراحل السنية على أن يكونوا حاصلين على الرخصة المطلوبة، ومشاركين في برنامج اتحاد الكرة، الخاص بتأهيل المدربين، ومنحهم الرخص التدريبية المطلوبة، بخلاف سيارة إسعاف مجهزة لكل نادٍ من الأندية.
ويتم إنفاق المبلغ المخصص على 16 نادياً، بواقع 218 ألف درهم في الموسم، وهو المبلغ الذي رأت أندية الدرجة الأولى أنه غير كافٍ لمساعدتها على تطوير مستواها الفني من جانب، فضلاً عن الارتقاء بالمراحل السنية لديها، وانتقد بعض الأندية موقف اللجنة المسؤولة عن توزيع الأموال، حيث وعد مسؤولوها أكثر من مرة بزيارات ميدانية، للوقوف على المشكلات الحقيقية على أرض الواقع، ولكن لم تحدث تلك الزيارات، يضاف إلى ذلك وعود تلقتها بعض الأندية، بأن تتعاقد على ملابس للمراحل السنية، على أن يتم دفعها من اللجنة قبل شهر يوليو، وقالت الأندية إنها حتى الآن لم تتلق المبالغ المطلوبة، مقابل الملابس وكرات التدريب المخصصة للمراحل.
دعم مادي كبير
وطالبت أندية الدرجة الأولى بدعم مادي أكبر، يتيح لها تطوير قدراتها الفنية، والإنفاق على خططها الرامية إلى تكوين فرق قوية منافسة، وأيضاً الاهتمام بجميع المراحل السنية، وتعهدت بأن تقدم خطط سنوية للاتحاد، تثبت أن المبالغ التي سوف تحصل عليها يتم إنفاقها على اللعبة، وبالطرق المتعارف عليها، والتي تؤدي إلى مخرجات إيجابية نهاية كل موسم، وأجمعت على أنها كانت تنتظر دعماً يصل إلى مليون درهم سنوياً لكل نادٍ وليس 218 ألفاً كما خصصت لجنة شؤون الأندية.
وكان مصفوت أحد الأندية التي لم تتمكن من تحمل مصاريف المشاركة في دوري الدرجة الأولى، وطلب الحصول على مبلغ مليون درهم، كما سبق وأن حصل عليها قبل موسمين، ما يمكنه من المشاركة واللعب في الدوري، إلا أنه تلقى رداً بالرفض من لجنة المسابقات باتحاد الكرة، فقرر عدم المشاركة في البطولة الموسم المقبل.
فكرة إيجابية
ونقلت «الاتحاد» وجهة نظر أندية الدرجة الأولى إلى يوسف السركال رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة، خاصة فيما يتعلق بشكوى تلك الأندية، من عدم تلقيها لأي دعم حتى الآن، بالإضافة إلى اتهامها لمجلس إدارة الاتحاد بأنه لم يف بوعوده التي أطلقها خلال الانتخابات، والتي تتعلق بتخصيص مبالغ سنوية، بجانب العمل على تطوير اللعبة والارتقاء بأندية الهواة، حيث لم تتلق تلك الأندية أي دعم عيني أو مادي حتى الآن، رغم تكوين لجنة تهتم بحل مشاكل تلك الأندية، وتم إدراج اللجنة بشكل دائم ضمن النظام الأساسي للاتحاد، وأقرتها الجمعية العمومية مؤخراً.
وأكد السركال أن اتحاد الكرة يهتم تماماً بأندية الدرجة الأولى، ويعي أنها تقوم بدور كبير لخدمة اللعبة، وبالتالي يعتبر الاهتمام بها وبتطويرها أولوية بالنسبة لمجلس إدارة الاتحاد، وقال «إن فكرة إنشاء لجنة تتابع مشاكل أندية الهواة، وتملك صندوق دعم يخصص له مبالغ سنوية، هي فكرة جديدة ولم تطبق سابقاً، ومؤخراً قمنا بتوفير 3 ملايين و500 ألف درهم للصندوق، ونسعى لزيادة المبلغ إلى 4 ملايين درهم في الموسم المقبل، وقد يزيد المبلغ مع السنوات القادمة، ولكن الفكرة في حد ذاتها إيجابية، وذات أهداف وطنية، والعبرة في أن نبدأ، وأن نكون مبادرين بتقديم الحلول، ولو كانت قليلة في البداية، ولكنها ستكون أكثر تأثيراً وحجماً فيما بعد بكل تأكيد، وبدايتنا كانت برصد المبلغ المطلوب من اللجنة نفسها».
وأضاف «بالتأكيد سنكتشف خلال التطبيق الأولي لعمل اللجنة وآلية تنفيذ دعم الأندية أن هناك جوانب سلبية وأخرى إيجابية، كما ستظهر أخطاء في قرار هنا أو هناك، وهو ما سيتم العمل على تصحيحه في الموسم الثاني، وهكذا حتى نصل إلى أفضل ممارسة مستمرة، تسهم في علاج مشاكل لوجستية خاصة بتلك الأندية بشكل منظم، ووفق وجهة نظر إدارية وفنية، لأن الفكرة التي نحن بصددها، في نهاية الأمر لا تتعلق بدعم أندية الدرجة الأولى ككل، وبالمنشآت والصيانة والملاعب ومختلف الألعاب فيها، بل في لعبة كرة القدم، وتحديداً في المراحل السنية التي تعاني الإهمال، وتعتبر هي الأساس وهي مصنع اكتشاف المواهب التي تفيد كرة القدم والمنتخبات الوطنية.
الفرق الأولى
وعن موقف الاتحاد من الأندية التي تطالب بدعم للفرق الأولى لديها لتتمكن من المنافسة، قال «نحن غير معنيين بالفريق الأول بأندية الدرجة الأولى، لأن معظمها يلجأ إلى التعاقد، إما مع لاعبين غير متميزين من أندية المحترفين، أو آخرين كباراً في السن، وجميهم لن يفيد كرة الإمارات أو المنتخبات، وفي المقابل لا تهتم الأندية بتصعيد المواهب، أو الاهتمام بتكوينها بشكل صحيح، وبالتالي فكل ما يهم اتحاد كرة، هو توجيه الدعم للمراحل السنية لتطوير الأندية مع الوقت، من خلال لاعبين صغار ومواهب، يمكن صقلها حتى تستفيد الأندية نفسها منهم بالإضافة إلى المنتخبات بطبيعة الحال».
وعن الانتقادات التي أطلقتها بعض الأندية، بأن مجلس إدارة اتحاد الكرة وعدها بالدعم ولم ينفذه بعد مرور أول سنة على انتخابه، قال «أعتقد أن الأندية فهمت الأمر بشكل خاطئ، لأن اتحاد الكرة لم يسبق أن قدم دعماً مادياً لكل الأندية، وفق برنامج طموح هدفه التطوير الفني للعبة نفسها، من أجل النهوض بها، وما حدث أن الاتحاد سابقاً منح نادياً أو اثنين دون بقية الأندية مبلغا ماليا ما، ومؤخراً تكرر المطلب نفسه، بتوزيع أموال على بعض الأندية، وهو أمر نرفضه، لأننا لدينا رؤيتنا الخاصة التي تختلف عن السابق، ونحن غير معنيين بمنح نادٍ مبلغ مليون درهم، لأننا نثق في أنها سوف يتم إنفاقها بشكل غير سليم في تعاقدات مع لاعبين كبار في السن للفريق الأول، دون الاهتمام بتطوير النشء»
وأضاف «مجلس الإدارة الحالي هو أول من شكل لجنة متخصصة في شؤون أندية الدرجة الأولى، ذات أهداف وطنية مستقبلية، كما وفر ميزانية مقبولة لدعم مشاريع التطوير الفني لتلك الأندية، وحالياً لدينا 3 ملايين و500 ألف درهم يتم صرفها سنوياً على الأندية، وهي بداية طيبة، فقليل مستمر خير من كثير منقطع».
وقال السركال «وضعت شروطاً للصرف والانفاق حالياً، ومع الوقت ستكون شروط الصرف أفضل، وهذه تعتبر خطوة إلى الأمام، ولو رأت الأندية أن الخطوة غير كافية، فهذا لن يوقفنا، لأن هناك جهات أخرى مسؤولة عن دعم تلك الأندية مادياً مثل الحكومات المحلية، أو هيئة الشباب والرياضة والوزارات المعنية، ولكن الدعم المادي للأندية ليس من ضمن مهامنا التي نقوم بها، ونحن لسنا مسؤولين عن ذلك تماماً، ويجب أن تعي أندية الدرجة الأولى هذا الأمر، ورغم ذلك فنحن نتعاون معها على النهوض باللعبة وبالمراحل السنية، ولكن من يرى أن هذا التعاون غير كافٍ ولا يرغب فيه، عليه أن يقدم لنا رسالة رسمية بأنه لا يريد الدعم الخاص بلجنة شؤون الأندية وهذا الرأي أقوله بنية حسنة وصدر رحب، لأنني أدرك تماماً أن إرضاء الناس جميعاً غاية لا تدرك».
الطنيجي: الميزانية الأولية مقبولة والدعم المفتوح مسؤولية الحكومات والهيئة
دبي (الاتحاد) - نفى سعيد الطنيجي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة ونائب رئيس لجنة شؤون الأندية المكلفة بتوفير الدعم لأندية الدرجة الأولى، أن تكون فكرة صندوق الدعم قائمة على توفير الأموال المفتوحة للأندية الهاوية، دون تدخل أو مراقبة في الإنفاق، ولفت إلى أن فكرة اللجنة والصندوق، هي العمل على تطوير اللعبة في تلك الأندية، وليس الإنفاق عليها بالكامل، بل المساهمة في جزء لوجستي لديها، يسهم في ضمان وصول الدعم للفئة المستهدفة، وهي المراحل السنية، وذلك خلال المرحلة الأولى من عمل اللجنة، وقال «منح أندية الهواة مبالغ مالية مفتوحة للتعاقدات في الفريق الأول والإنفاق على مدربين وصفقات لاعبين أجانب، لا يعني اتحاد الكرة، بل هناك الحكومات المحلية التي تنفق على تلك الأندية، وتخصص لها الدعم المادي السنوي، بالإضافة للهيئة العامة للشباب والرياضية التي تخصص أيضاً ميزانيات سنوية للأندية الهاوية بالدرجة الأولى».
وأضاف «دور الاتحاد ليس الإنفاق المادي على الأندية، بل العمل على تطوير اللعبة والارتقاء بها، وفكرة الصندوق الخاص باللجنة المسؤولة عن دعم تلك الأندية، مبتكرة تسهم في تنفيذ برامج واعدة ذات أهداف وطنية، وتتمثل في تطوير النشء حتى تستفيد منهم الأندية مستقبلاً ومن ثم الكرة الإماراتية».
وعن الانتقادات التي وجهتها الأندية للجنة، وأنها لم تعقد سوى اجتماعين فقط منذ تأسيسها خلال سنة، بالإضافة لتأخر إنفاق الميزانيات المخصصة لها، خاصة أن بعضها تعاقد على ملابس جديدة وأدوات، بعد الوعود بصرف الدعم الجديد من الاتحاد، ما صنع أزمة جديدة في الأندية، قال «بالفعل نحن تأخرنا في الصرف، ولكن الأمر خارج عن إرادة اللجنة، فاعتماد ميزانية واستقطاعها يأخذ وقتاً، ورغم ذلك اتخذنا قرارات سريعة بمد الأندية في المرحلة الأولى منها، بما تحتاج إليه في المراحل السنية، وأعتقد من موسم إلى موسم تشعر الأندية بقيمة الدعم المقدم من اللجنة والصندوق، ولا أستبعد أن يزيد الدعم في المواسم القادمة، بحيث يمكننا أن نزيد في البرامج التي تخدم تلك الأندية».
ونصح الطنيجي أندية الهواة بضرورة الاهتمام بالاستثمار، والبحث عن مشاريع دائمة تحقق لها الدخل المطلوب حتى تجد ما يغطي إنفاقاتها على مشاريع الكرة لديها.
عدد اليوم
