الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

برنارد شو:محمد منقذ الإنسانية.. والمثل الأعلى

برنارد شو:محمد منقذ الإنسانية.. والمثل الأعلى
10 يوليو 2015 20:45
أحمد مراد (القاهرة) ولد الكاتب المسرحي الإيرلندي الأصل جورج برنارد شو في 26 يوليو 1856 في دبلن، ترك المدرسة مبكراً، إلا أنه واصل القراءة وتعلم اللاتينية والأغريقية والفرنسية، وانتقل إلى لندن في العشرينيات من عمره. عاش برناردشو حياة فقيرة في شبابه، وقد جعل من مكافحة الفقر هدفا رئيساً لكل ما يكتب، وألف ما يزيد على ستين مسرحية. رفض جائزة نوبل قائلاً: «إن هذا طوق نجاة يلقى به إلى رجل وصل فعلًا إلى بر الأمان، ولم يعد عليه من خطر». التراث الإسلامي من خلال إطلاعه على التراث الإسلامي أعجب برنارد شو بشخصية النبي محمد، وكانت بالنسبة له المثل الأعلى للشخصية الدينية نظراً - حسب قوله - لما تمثل في النبي العربي من الحماسة الدينية والجهاد في سبيل التحرر من السلطة، ويرى أن خير ما في حياة النبي محمد أنه لم يدع سلطة دينية سخرها في مأرب ديني، ولم يحاول أن يسيطر على المؤمنين، ولا أن يحول بين المؤمن وربه، ولم يفرض على المسلمين أن يتخذوه وسيلة لله تعالى. صورة قاتمة وفند برنارد شو أباطيل الغرب، فقال: إن رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجة الجهل أو التعصب، رسموا لدين محمد صورة قاتمة، لقد كانوا يعتبرونه عدواً للمسيحية، لكنني اطلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبة خارقة، وتوصلت إلى أنه لم يكن عدوا للمسيحية، بل يجب أن يسمى منقذ البشرية، وفي رأيي أنه لو تولى أمر العالم اليوم، لوفق في حل مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها، لو تولى العالم الأوروبي رجل مثل محمد لشفاه من علله كافة، أني أعتقد أن الديانة المحمدية هي الديانة الوحيدة التي تجمع كل الشرائط اللازمة وتكون موافقة لكل مرافق الحياة، لقد تنبأت بأن دين محمد سيكون مقبولًا لدى أوروبا غداً وقد بدأ يكون مقبولًا لديها اليوم. احترام وإجلال وأكد برنارد شو أن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال، فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالداً خلود الأبد، وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة - يقصد أوروبا. وقال برنارد شو: كان محمد هو روح الرحمة، وقد ظل تأثيره باقياً خالداً على مر الزمان، لم ينسه أحد من الناس الذين عاشوا حوله، ولم ينسه الناس الذين عاشوا بعده، وقد قرأت حياة رسول الإسلام جيداً مرات ومرات، فلم أجد فيها إلا الخلق كما ينبغي أن يكون، وكم ذا تمنيت أن يكون الإسلام هو سبيل العالم. قدرة الإندماج وفي العام 1936 كتب برنارد شو مقالاً عن الإسلام ورسوله تحت عنوان «الإسلام الحقيقي»، يقول فيه: إذا كان لديانة معينة أن تنتشر في انجلترا، بل في أوروبا، في خلال مئات السنوات المقبلة، فهي الإسلام، لقد نظرت دائماً إلى ديانة محمد بأعلى درجات السمو بسبب حيويتها الجميلة، إنها الديانة الوحيدة في نظري التي تملك قدرة الإندماج في هذه المرحلة من مراحل البشرية بما يجعلها جاذبة لكل عصر. وكتب برنارد شو رسالة أوضح فيها رأيه في صلاحية الدين المحمدي لجميع الأمم في كل زمان ومكان، وأشاد بفضل الرسول، وعظمته وعبقريته قائلاً: لقد وضعت دائما دين محمد موضع الاعتبار السامي، بسبب حيويته العظيمة، فهو الدين الوحيد الذي يلوح في أنه حائز أهلية العيش لأطوار الحياة المختلفة، بحيث يستطيع أن يكون جذابا لكل زمان ومكان، ولقد صور أكليروس القرون الوسطى، الإسلام بأحلك الألوان إما بسبب الجهل، أو بسبب التعصب الذميم، ولقد كانوا في الواقع يمرنون على كراهية محمد وكراهية دينه، وكانوا يعتبرونه خصما للمسيح، ولقد درسته - باعتباره رجلاً عظيماً - فرأيته بعيداً عن مخاصمة المسيح، وإني لأعتقد أنه لو تولى رجل مثله حكم العالم الحديث، لنجح في حل مشكلاته، بطريقة تجلب إلى العالم السلام والسعادة اللذين هو في أشد الحاجة إليهما. تقدم وحضارة ونظر برنارد شو إلى العرب قبل الدعوة المحمدية، فوجدهم في فساد وفوضى، ووحشية وهمجية، وحرب وقتال دائم، وينظرون إلى النساء نظرة احتقار وسخرية، ورآهم أشد الأمم تباهيا بالأنساب وتسامياً بالآباء، ثم نظر إليهم بعد دعوة هذا النبي فوجدهم خلقاً جديداً، لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح ووجدهم في تقدم ورقي وحضارة، تمتد أطرافها في الشرق والغرب. هو روح الرحمة وأعجوبة خارقة ومنقذ للبشرية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©