إعداد - محمد عبد الرحيم:
لطالما ظلت صناعة الاتصالات الهاتفية ولوقت طويل تتبنى كلمة ''الارتباط''- اي ربط وتوصيل الخدمات والاجهزة الى بعضها البعض - الا ان كلمة السر الجديدة التي اصبحت تتداول في جميع انحاء الصناعة الآن هي ''الالتقاء'' أو التجمع في نقطة واحدة لكل من بيانات الصوت والفيديو في بنية تحتية موحدة للمعلومات التكنولوجية· وهذا الالتقاء يعني توفير مختلف الخدمات لمجموعة مختلفة من الاشخاص· أما بالنسبة للأعمال التجارية الموجهة للمستهلكين فإن الأمر أصبح يتعلق بامكانية الاتصال بهؤلاء المستهلكين بعد ان توفر التكامل ما بين الهواتف الثابتة والجوالة مع خدمات البريد الالكتروني والرسائل اللحظية بالاضافة الى خدمة مؤتمرات الفيديو الهاتفية المغلقة·
وكما جاء في التحليل الذي اوردته صحيفة الديلي تيلجراف مؤخراً على لسان كاتبها اندرو كيف فإن هذه البداية سوف تلقي بآثار هائلة على الطريقة التي تعمل بها المؤسسات وبخاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات· اذ ان تكنولوجيا التجمع او الالتقاء باتت تزيل الحواجز التي كانت تفصل ما بين الأعمال التجارية والصناعية· وهو الأمر الذي من شأنه ان يضيف فعالية غير مسبوقة ويعمل على ترقية وتحسين جودة الخدمة ويكسب جموع المستهلكين المزيد من الاقتناع والرضا· والى ذلك فإن عملية التجمع أو الالتقاء اصبحت تتعلق بأكثر من مجرد الفوائد التي تجنيها صناعة الاتصالات الهاتفية حيث تمتد تأثيراتها الى كامل الصناعات والاعمال التجارية الأخرى· حيث ان تكامل الصوت مع بيانات الشبكات من شأنه ان يتيح لجميع الاعمال التجارية الاتصال مع مستخدميهم والمزودين والزبائن وكذلك حملة الاسهم في الشركة· بل ان هذا الامر سوف يتيح التعاون في الوقت الحقيقي ما بين تطبيقات الصوت والبيانات من اي جهاز بصرف النظر عن موقعه بعد ان اصبحت المكالمة الهاتفية الجديدة لديها القدرة على نقل المعلومة من البريد الالكتروني من خط للانترنت الى خط هاتفي ومن الفيديو الى احد المؤتمرات الصوتية وكذلك من رسالة الى رسالة أخرى بحيث تصل المعلومة الصحيحة الى الشخص المطلوب في الوقت المناسب وبفاتورة واحدة·
على ان هذا الاتجاه الجديد اخذ يلقي بتأثيرات هائلة أصلاً في داخل مواقع الشركات والمؤسسات اذ اصبح احدها يتمثل في ازدهار عمليات الاندماج والتملك الصغيرة الحجم مع شركات الاتصالات الهاتفية من أجل طرح مشاريع مشتركة وترتيبات تجارية تعمل على ضمان توفير الخدمات الاربع مجتمعة· وبالاضافة لذلك فإن الشركات والمؤسسات اصبحت تواجه طلبات متزايدة من شبكاتها الخاصة بالصوت والبيانات في الوقت الذي اصبحت فيه ظروف العمل تتسم بالمزيد من المرونة والتنقل· لذا فقد اصبحت هذه الشركات في حاجة ماسة لتكامل شبكاتها في بنية تحتية موحدة بحيث تعمل خدمات البيانات والفيديو والصوت معاً بشكل موحد ومتناغم· وعلى كل فإن هذه الهياكل يتعين عليها ان تصبح قادرة على دعم واسناد التطبيقات في المستقبل وتعمل على خفض تكلفة الخدمات على المدى الطويل·
ان ''التقاء'' او تجمع هذه الخدمات اصبح بإمكانه ان يوفر العديد من الحلول للمشاكل التي تواجهها الاعمال التجارية والصناعة· فشركات النفط والغاز التي تشهد بعض الاخطاء في مواقع الحفر البعيدة بات الآن بإمكانها ارسال صورة لموقع التصنيع الى فريق فني في داخل البحر عبر ارتباط الويب الخاص بالمؤتمرات وبذلك فقد اصبح بإمكانهم العمل على ايجاد الحلول القصيرة المدى والتأكد من وضع الخبرة والمعدات اللازمة في المكان الصحيح· ومثال آخر على هذه الفوائد المجتناة فإن سلسلة المتاجر اليابانية للبيع بالتجزئة ''سيفن ايليفن'' اصبحت تغير 70 في المئة من منتجاتها المطروحة للبيع في كل عام بسبب ان الشركة تستخدم تكنولوجيا تتيح لها مراقبة احجام المبيعات لكل سلعة على المستوى المحلي قبل ان تحث المزودين على تقديم سلع تناسب احتياجات السكان بشكل افضل·
ويلاحظ احد المحللين في الصناعة ان شركات الكمبيوتر مثل آبل وآي بي ام بدأت تفقد الكثير من مكانتها التاريخية بسبب ما تنتهجه هذه الشركات في صغر هامش التفسير للأوضاع التي تسير بها اعمالها التجارية· ويمضي قائلاً ''لقد اصبحت كل من مايكروسوفت و انتل تنضمان الى مجموعة مختلفة بالكامل من الشركات الأخرى بعد ان تبنت تجميع التكنولوجيا في منصة واحدة بحيث انتهى بها المطاف وهي تهيمن بالكامل على سوق الكمبيوتر''· أما لويس لايلي المدير الاداري للعمليات التجارية لتجميع التكنولوجيا في شركة بريتش تيليكوم قال من جانبه ''ان موجة التجمع والالتقاء في التكنولوجيا قادمة لا محالة· الا ان السؤال سوف ينصب على ما اذا كانت هذه التكنولوجيا سوف تحقق الفوائد للأعمال التجارية· وهل ستجعل الاعمال التجارية تتعامل مع المشاكل الاقتصادية بشكل افضل أم أسوأ·
عدد اليوم
