الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فوازير «فطوطة».. بهجة لم تميز بين صغير وكبير

فوازير «فطوطة».. بهجة لم تميز بين صغير وكبير
10 يوليو 2015 20:35
سعيد ياسين (القاهرة) «فطوطة.. فزوة.. حدوتة.. فطوطة شخصية ، غنطوطة، لكن بيفطط للكون، مرة يفططني بحدوتة، إصحى ألاقي نفسي نابليون».. مقدمة الفوازير الرمضانية الشهيرة «فطوطة وسمورة» التي قدمها سمير غانم لثلاثة أعوام متتالية بداية من عام 1982، وهي من تأليف وأشعار الكاتب عبدالرحمن شوقي، وألحان الموسيقار حلمي بكر، وإخراج فهمي عبدالحميد الذي يعد رائد فن الفوازير. ولاقت فوازير «فطوطة» لدى عرضها نجاحاً منقطع النظير، خصوصاً وأنها كانت المرة الأولى التي يرى فيها الجمهور شخصية خيالية عبارة عن قزم يرتدي بدلة خضراء واسعة ببابيون كبير جداً، وحذاء أصفر كبير، وله شعر كثيف، ويقوم في كل حلقة بتمثيل دور من الأدوار يكون عبارة عن شخصية معروفة، وعلى المشاهد معرفة من هي الشخصية، وبذلك حققت الفكرة طفرة نوعية جديدة في عالم التقمص والتمثيل والتشخيص والارتجال في جميع المستويات في المجتمع المصري، ووصل تأثيرها للعالم العربي. «فطوطة» صانع البهجة واستمتع الجمهور ولا يزال بشخصية «فطوطة» بصوته الرفيع المميز وأغانيه للأطفال وقامته القصيرة، وهو ما ميزه عن بقية الفوازير المعتادة لنيللي وشريهان، ومن قبلهما فوازير ثلاثي أضواء المسرح، حيث صنع البهجة والبسمة على شفاه الكبار والصغار على السواء، وظلت صورته حية في ذاكرة الجمهور طوال السنوات الماضية. واعتمد تشويق فوازير «فطوطة» على ملكات سمير غانم الفنية سواء التمثيلية أو الاستعراضية والفكاهية المتميزة وقدرته على الإضحاك، واعتمد المخرج فهمي عبدالحميد على حيل التصوير لإظهار سمير في هيئة قزم يرتدي الملابس الغريبة ويتحدث بصوت طفل صغير، وهو ما جعل المخرج جمال عبدالحميد يقلده لاحقاً في فوازير «حاجات ومحتاجات» لشريهان من خلال شخصية القطة «زئردة»، حيث كانت البطلة تتحول إلى فتاة بأذنين تشبهان آذان القطط، وابتكر لها صوتاً مزج فيه بين مواء القطط وصوت الإنسان. سر نجاحها وكشف سمير غانم أنه لم يتوقع نجاح فوازير «فطوطة»، ويقول: الشاعر عبدالرحمن شوقي كان يريد تقديم شخصية عن الرحالة «ابن بطوطة»، ولكن بعد عدة مراحل من التحضيرات والتجهيزات والمناقشة وصلنا لـ «فطوطة» بشكله الأخير، حيث إننا كنا قمنا فعلاً بتصوير حلقة بشخصية تدعى «بطوط» ترتدي زياً أسود، لكننا لم نجد الصورة ل جيدة، وبعد فترة من المناقشة والجدل جاءت صورة «فطوطة»، وقمت بشراء «شنطتين» ليكونا حذاء «فطوطة»، ونجحت الشخصية نجاحاً كبيراً لم أتوقعه شخصياً أو أي من فريق العمل، وأعتقد أن سر نجاحه هو التفاصيل التي احتوتها الشخصية شكلاً ومضموناً، كما أنني شخصياً أحببتها وتعلقت بها، وارتباطها بالفوازير جعل الجميع يرتبطون بها. ويضيف: وقت الفوازير كان هناك هدوء وروقان، حيث لم يكن تم اختراع الفيديو كليب، وكانت الفوازير أساسية في رمضان، خصوصاً بعد الإفطار. وأكد أنه يرى أن الفوازير علامة في حياته وفي تاريخه الفني، ويتوقف عند الشعراء الذين قاموا بتأليف الفوازير، ويقول: أعتز بهم كلهم بداية من صلاح جاهين ثم عبدالرحمن شوقي مؤلف «فطوطة» وعبدالسلام أمين وأعتبرهم عمالقة الشعر الغنائي والفوازير، كما ألف لنا الفوازير الشاعر حسين السيد، وكان صديقاً لي أكثر، ودائماً ما كان يتصل بي لنجلس في مكتبه، وكان يشبهه في إبداعاته وموهبته عبدالرحمن شوقي الذي تعاونت معه إلى جانب فوازير «فطوطة» في مسرحيات «فارس بني خيبان» و«أخويا هايص وأنا لايص». الحاج فهمي وتحدث سمير بامتنان عن علاقته بالمخرج فهمى عبدالحميد، وقال: الحاج فهمي كان إنساناً نبيلاً ورائعاً وهرماً فنياً، وعشرة عمر وهو كان حكاية كبيرة، ولا أنسى أننا كنا نجلس في الاستوديو حتى الصباح نفكر فيما سنقدمه ونحضره في «فطوطة»، وننتظر الصحف التي تصدر كل صباح لنقرأ ما يكتب عن الفوازير سواء إيجاباً أو سلباً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©