الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البطاقات الائتمانية.. رفيق دائم قد ينقلب إلى عبء ثقيل في موسم السفر

البطاقات الائتمانية.. رفيق دائم قد ينقلب إلى عبء ثقيل في موسم السفر
12 يوليو 2013 22:53
في الوقت الذي أصبحت فيه البطاقات الائتمانية مرافقاً دائماً لأغلب الأفراد، تتزايد المشاكل الناتجة عن الاستخدام الخاطئ لهذه البطاقات، خصوصاً في مواسم السفر إلى خارج الدولة، حيث من الممكن أن تتحول من أداة مالية لتسهيل عمليات الشراء والدفع، إلى عبء ثقيل ينعكس على أفراد أسرة كاملة. ويحذر مصرفيون وخبراء اقتصاديون من الإفراط في استخدام بطاقات الائتمان خلال السفر إلى خارج الدولة، حيث تتزايد احتمالات التعرض للقرصنة، خاصة في البلدان التي تنتشر فيها عمليات اختراق الأرقام السرية للبطاقات، فضلاً عن مضاعفة الأعباء المالية لأرباب الأسر والأفراد. ودعا هؤلاء مستخدمي بطاقات الائتمان إلى الحذر في استخدامها، خاصة في عمليات السحب النقدي بالخارج، وذلك لتفادي التعرض لسرقة بيانات البطاقة، فضلا عن التقليل من الكلفة المرتفعة والرسوم العالية التي تستقطعها البنوك في كل عملية سحب والتي قد تصل إلى 100 درهم في العملية الواحدة. ونصحوا المسافرين، بضرورة التأكد من صلاحية بطاقات الائتمان التي يحملونها وتواريخ انتهائها، وكفاية الرصيد المتاح بها، فضلا عن التأكد من قبول استخدمها في البلدان التي يخططون للسفر إليها، حيث يفاجأ الكثير من المسافرين إلى بلدان معينة برفض قبول عملياتهم عبر بطاقات الائتمان. وقال خالد الحوسني نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لحماية المستهلك إن الإفراط في استخدام بطاقات الائتمان خلال السفر للخارج دون وعي، يعرض حامليها للعديد من المخاطر التي تجعل رحلاتهم صداعاً لا يهدأ، بدلاً من أن تكون رحلة للاستمتاع والاستجمام مع أفراد الأسرة. وأوضح الحوسني أن من بين أهم عواقب الإفراط في استخدام بطاقات الائتمان خلال السفر، هو الإنفاق بلا وعي وبما يزيد عن قدرة حامل البطاقة عند استحقاق السداد، الأمر الذي يدخل الأفراد في دوامة من القروض بسبب الإنفاق غير المسؤول خلال السفر. وأضاف أن غالبة الأفراد لا يبالون خلال سفرهم بحجم ما ينفقونهم عبر بطاقات الائتمان، ولا يدققون في هذه المصروفات إلا بعد عودتهم، حيث يفاجؤون بإنفاق مبالغ تزيد بأضعاف عن الميزانية المحددة للرحلة، مما يعرض بعضهم لحالات تعثر في السداد نتيجة تراكم الديون والفوائد الباهظة عليها، خاصة أن الفوائد على المشتريات والسحوبات النقدية لبطاقات الائتمان تزيد بنحو 5 مرات عن القروض الاستهلاكية. ونبه الحوسني إلى أهمية أن يتمتع حملة بطاقات الائتمان خلال سفراتهم بثقافة استهلاكية مرنة توازن بين القدرات المالية وبين الحاجات الضرورية لقضاء عطلة سياحية خالية من المشاكل. وفيما يرى أسامة آل رحمة المدير العام لشركة الفردان للصرافة، أن استعانة الأفراد ببطاقات ائتمانية خلال السفر باتت من الأساسيات حيث يتم الاعتماد عليها بشكل رئيس في عمليات الشراء خلال السفر، عوضا عن النقد الذي ترتفع تكلفته، إلا أنه شدد على أهمية الإعداد المسبق لميزانية السفر، بحيث يضع كل مسافر أو رب أسرة ميزانية واضحة لنفقاته تتضمن مصاريف الإقامة والمطاعم والترفية والتسوق، والطرق التي سيتم من خلالها دفع هذه النفقات، الأمر الذي سيجنبه اللجوء إلى بطاقات الائتمان بما يتجاوز هذه الميزانية، مشيرا إلى أن التحرك وفق الميزانية المحددة سيفيد المسافر كثيراً ويحد من الوقوع تحت ضغوط النفقات غير المبررة. وحث آل رحمة على ضرورة السداد المسبق لمصاريف الإقامة والطيران قبل السفر، وذلك لتجنب الوصول إلى الحد الأقصى لبطاقة الائتمان خلال السفر والتي عادة ما تكون كبيرة تتجاوز القدرات المالية للأفراد عند تاريخ الاستحقاق، الأمر الذي يعرضهم في حالة إنفاق الحد الأقصى إلى التقيد بالتزامات مالية للبنوك تفوق قدراتهم وتفتح باب الاستدانة والحصول على قروض أخرى لسداد مستحقات البطاقة الائتمانية. وأشار آل رحمة إلى خيارات أخرى ينصح بها خلال السفر كاستخدام بطاقات الدفع المسبق في عمليات الشراء والتسوق بالخارج، بدلاً من بطاقات الائتمان التي تحمل مخاطر مزدوجة من ناحية الاقتراض ومن ناحية احتمال التعرض لعمليات احتيال وسرقة بيانات البطاقة في بعض الوجهات السياحية التي تقل فيها مستويات الحماية الأمنية ضد عمليات القرصنة الإلكترونية. وأوضح أن البطاقات مسبقة الدفع، توفر للمسافرين والمستهلكين الحرية ذاتها التي يحصل عليها حاملو بطاقات الصراف الآلي، ولكن مع قدرات تحكّم إضافية ومخاطر أقل وتسهيلات أكثر، حيث يمكن للعملاء استخدام هذه البطاقات في أي مكان حول العالم تُقبل فيه بطاقات فيزا، كنقاط البيع، وفي التسوّق على شبكة الإنترنت، وفي أجهزة الصراف الآلي لسحب النقود. ولفت آل رحمة إلى أن من بين المزايا هذا النوع من البطاقات فضلا عن كونها وسيلة آمنة للصرف مع إمكانية التحكم بالإنفاق، أنها تعد حلا مثاليا وسهلا عند السفر بدلا من حمل المبالغ المالية التي قد تتعرض للضياع، سيما مع وجود نظام سهل لاستخدام البطاقة وإعادة تعبئتها بالدرهم الإماراتي أو الدولار الأميركي. ويتوقع أن يرتفع إجمالي إنفاق سكان الدولة على السفر والسياحة بالخارج إلى نحو 72,7 مليار درهم العام الحالي، بزيادة 5% مقارنة بالعام الماضي، بحسب توقعات مجلس السفر والسياحة العالمي، الذي رجح تزايد هذا الإنفاق بمعدل 2,7% سنوياً، ليصل مستواه إلى نحو 95,4 مليار درهم بحلول 2023. وبادرت بنوك مختلفة خلال الفترة السابقة بإرسال رسائل الكترونية ونصية عبر الهواتف المتحركة والبريد الالكتروني تدعو فيها العملاء إلى ضرورة تغيير أرقام حساباتهم السرية كل ثلاثة أشهر على الأقل، كإجراء احترازي، بالإضافة إلى بعض النصائح المتعلقة بالحفاظ على سرية الحسابات. وقال فيصل عقيل، نائب الرئيس التنفيذي- الأفراد وإدارة الثروات في مصرف الإمارات الإسلامي إن حمل بطاقات الائتمان خلال السفر أمر لا مفر في ظل تراجع الاعتماد على النقد في العديد من الوجهات السياحية الرئيسة، نظرا للتكلفة المرتفعة للنقد بالمقارنة مع البطاقات التي تتيح لحلمتها مميزات عديدة تتعلق بالمكافآت والنقاط التي يحصل عليها العميل عند استخدامها في عمليات شراء التذاكر أو التسوق. وأشار عقيل إلى أنه وفي ظل هذه الأهمية لبطاقات الائتمان خلال السفر، تقوم البنوك الإماراتية بشكل عام باتخاذ إجراءات أمان احترازية لمواجهة عمليات الاحتيال المصرفي المحتملة، خاصة في موسم الصيف وفقا لسياسات كل بنك. ولفت إلى أن بنوكا عدة تقوم بإخطار عملائها بشكل دوري بأهمية تغيير الأرقام السرية للحسابات وبطاقات السحب وذلك بشكل روتيني، فيما تقوم أخرى بإرسال إشعارات سريعة عند التنبه لعمليات احتيال مرصودة. وأوضح أن الرسائل التي تقوم البنوك بإرسالها إلى العملاء تأتي في سياق التذكير الروتيني لهم بأهمية التغيير المستمر للأرقام، ولا توجد أي مؤشرات على حدوث عمليات اختراق للحسابات، مشيرا إلى انه بطبيعة الحال تكثر هذه العمليات في مواسم معينة ومنها موسم العطلة الصيفية. ضرورة التواصل مع البنوك بالدولة عند فقدان البطاقة نصحت بنوك عملاءها من الأفراد إلى ضرورة توخي الحذر عند استخدام بطاقات الائتمان والسحب خلال سفرهم إلى الخارج في موسم العطلة الصيفية، مشددة على أهمية قيام أصحاب البطاقات بتغيير أرقامهم السرية قبيل السفر وعدم تركها للاستخدام بعيدا عن أعينهم في نقاط الدفع. ونبهت إلى ضرورة احتفاظ العملاء بأرقام مراكز الاتصال الخاصة ببنوكهم، بالإضافة الى حفظ الرقم السري ورقم البطاقة والتواصل مباشرة مع البنك في حال فقدان البطاقة، وذلك للحيلولة دون تعرضهم لعمليات قرصنة موسمية تتزامن مع فترة موسم العطلات الصيفية. 5 نصائح لتجنب مشاكل البطاقات في السفر نصح فيصل عقيل نائب الرئيس التنفيذي- الأفراد وإدارة الثروات في مصرف الإمارات الإسلامي، مستخدمي بطاقات الائتمان المسافرين خلال موسم الصيف بخمس نصائح رئيسية، تتمثل في ضرورة التأكد من تاريخ انتهاء البطاقة، بحيث لا يفاجأ المستخدم بعد سفره بتوقف البطاقة نتيجة انتهاء صلاحيته، والنصيحة الثانية هي التأكد من كفاية الرصيد الائتماني المتوفر، بالإضافة إلى ضرورة الحذر عند استخدام البطاقة، كما نصح بعدم ترك البطاقة أثناء القيام بعملية دفع في منافذ البيع أو التعامل بها لدى المحال الصغيرة في بعض الوجهات السياحية، لعدم التعرض لسرقة البيانات، بالإضافة إلى التأكد من أن البطاقة التي يحملها الشخص مقبول التعامل بها في الجهة التي يسافر إليها وذلك عن طريق التواصل مع البنك، حيث تقوم بعض الوجهات من فترة إلى أخرى بأخذ إجراءات احترازية توقف بها التعامل بالبطاقات الصادرة من مناطق مختلفة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©