الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التهجد»..عمل المتقين المحسنين

10 يوليو 2015 23:38
أحمد محمد (أبوظبي) التهجد هو صلاة الليل خاصة، وقيده بعضهم بكونه بعد نوم، والقيام قضاء الليل أو جزء منه ولو ساعة في الصلاة وتلاوة القرآن وذكر الله، ونحو ذلك من العبادات، ولا يشترط أن يكون مستغرقاً لأكثر الليل. والتهجد، التيقظ بعد رقدة، فصار اسماً للصلاة، لأنه ينتبه لها، وهو من صلاة النفل، المخصوص في الليل، ومعناه من الهجود وهو ترك النوم، وما كان منها قبل نوم يسمى صلاة «قيام الليل»، وما كان بعد نوم فهو التهجد، وقيام الليل من أفضل الأعمال، وهو أفضل من تطوع النهار، لما في سريته من الإخلاص لله تعالى، ولما فيه من المشقة بترك النوم، واللذة التي تحصل بمناجاة الله عز وجل، وجوف الليل أفضل. وقيام الليل من النوافل المطلقة، وهو سنة مؤكدة، أمر الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا)، «سورة المزمل: الآيات 1 - 2»، وقال: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)، «سورة الإسراء: الآية 79». صفات المتقي وهذا الأمر وإن كان لرسول الله، إلا أن عامة المسلمين يدخلون فيه، بحكم أنهم مطالبون بالاقتداء بالرسول، وقد جاءت آيات كثيرة تبين فضل قيام الليل، وأن المحافظين على قيامه هم المحسنون المستحقون لجنات الله ونعيمه، وأنهم عباد الرحمن الذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً، وذكر الله من صفات المتقين أنهم: (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)، سورة الذاريات: الآية 17». وصلاة التهجد سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي لا عدد لها، وإن كان المنقول من فعل النبي أنها إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، ووقتها أي وقت من الليل، وإن كان أفضله ثلث الليل الأخير، وتصلى ركعتين ركعتين، بغير عدد محدود قدر طاقته، لقوله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الليل مثنى مثنى». خير الأعمال وصلاة التهجد جماعة في رمضان لا شك في مشروعيتها، ويستحب أن يبدأ بركعتين خفيفتين، فإن النبي كان يفعل ذلك، والمسلم مخير بين الجهر بالقراءة والإسرار بها، إلا إذا وجد من يضره رفع الصوت، فيكون الإسرار أفضل، ويستحب المداومة على تطوعه، فخير الأعمال أدومها وإن قل، وقد رويت أحاديث كثيرة في فضل قيام الليل، منها قوله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، ومقربة لكم إلى ربكم، ومكفرة لسيئاتكم، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء من الجسد». أول الإسلام ووقت صلاة التهجد من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر الثاني، وأفضله ثلث الليل الأخير، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام الليل ولم يحدد ركعات معينة، وكان الصحابة في زمن عمر يقومونه بثلاث وعشرين ركعة. ولأهمية صلاة الليل في حياة المسلم، وأثرها في صلاح قلبه، واستقامة دينه، وثبات أمره، كانت فرضاً في أول الإسلام، وقام الصحابة رضي الله عنهم حتى تورمت أقدامهم من طول القنوت، ثم خفف الله تعالى عن المسلمين فرفع فرضها وأبقى فضلها. وقيام الليل سبب لترك الذنوب والمعاصي، والإقبال على الله، وهو أفضل صلاة التطوع، وفيها الكثير من الفضائل والمنافع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©