الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

د. رأفت عثمان:الإسلام نظَّم العلاقات مع غير المسلمين

د. رأفت عثمان:الإسلام نظَّم العلاقات مع غير المسلمين
10 يوليو 2015 20:20
حسام محمد (القاهرة) وصفه الكثير من المفكرين والعلماء بأنه واحد من المجددين في الفقه الإسلامي في العصر الحديث، وهو عضو نشط في مجمع البحوث الإسلامية وعضو مؤسس في لجنة فقهاء الشريعة في أميركا . إنه الدكتور محمد رأفت عثمان أستاذ الفقه في جامعة الأزهر. يقول د.عثمان: من الكتب التي استوقفتني كثيراً في الفترة الأخيرة كتاب العلامة الدكتور أحمد عمر هاشم «موقف الإسلام من غير المسلمين» خاصة في تلك الفترة الحرجة التي تمر بها الأمة والتي يروج فيها التكفيريون لفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان تكدر السلم والأمن في مجتمعاتنا الإسلامية، حيث ينطلق الكتاب من السماحة في الإسلام باعتبارها نقطة الارتكاز التي انطلق منها الإسلام حتى يتمكن جميع الناس العيش في كنفه وأن ما ساعد الإسلام على الانتشار السريع كانت السماحة والتزام المسلم الإيمان بكل الرسل السابقين على النبي صلى الله عليه وسلم كذلك السماحة في تعامل المسلمين مع غيرهم من الأمم والشعوب. دين السلام هذا ما تناوله كتاب «الإسلام وموقفه من غير المسلمين»، والذي تطرق من خلاله إلى موقف الإسلام من غير المسلمين في حالة الحرب مؤكداً أن الإسلام هو دين السلام ولا يأمر بالحرب إلا في الضرورة القصوى ودفاعا عن العقيدة والدين والأرض والعرض، كما أن الإسلام وضع للمسلمين ضوابط وحدودا لمعاملة غير المسلمين أثناء الحرب فأمر بالحفاظ على أموال الغير وترك الرهبان في صوامعهم دون التعرض لهم ونهى عن الخيانة وعن التمثيل بالقتلى وعدم قتل الأطفال والنساء والشيوخ وعدم حرق النخيل والزروع. السماحة والمساواة تطرق الكتاب إلى تصوير سماحة الإسلام مع غير المسلمين والمساواة بين المسلمين وغيرهم في القضاء امتثالاً لقوله سبحانه وتعالى: «لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ »، (سورة الممتحنة: الآية 8)، حيث أبرز التطبيق الحضاري لسماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين في قيم مثل عدم إكراههم على ترك دينهم فيتركونهم وما يدينون ولا يكرهونهم على الدخول في الإسلام بعد دعوتهم إليه بالحكمة والرحمة، ومنها، عدم إيذائهم فلا يجوز لأحد أن يؤذيهم أو يضيق عليهم، ويجب الإحسان إليهم والبر بهم، حيث ينعم غير المسلمين من أهل هذه البلاد بحسن الجوار وشتى صور الإحسان والتسامح في المعاملة ورعايته لمعابدهم وكنائسهم وحرص عبر عصوره على القيام بما يحتاجه أهل الكتاب وفقراؤهم وهذه المعاملة تطلع العالم أجمع على أن الإسلام ربى أتباعه على التسامح وعلى الرحمة بجميع البشر مهما اختلفت عقائدهم وأجناسهم. أهمية الوحدة أبرز المؤلف أهمية الوحدة بين الناس الذين يعيشون في المجتمع العربي المسلم باختلاف أطيافهم ومذاهبهم وعقائدهم، حيث دعا إلى وحدة الصف وعدم الفرقة أو الاختلاف والعمل على تقوية الروح المعنوية ومحاربة الشائعات المغرضة والعمل على ترسيخ قواعد الوحدة الوطنية والحفاظ على دور العبادة وألا يتعرض أحد بسوء إلى الكنائس ولا إلى المساجد وإشاعة المودة والعدل مع غير المسلمين الذين يعيشون معنا فوق أرض واحدة. أوضح الكاتب أن الخطاب الديني قصّر في مواجهة هذه الأخطار ما أدى إلى العديد من المشكلات التي نواجهها ووضع المؤلف أيضاً ضوابط لهذا الخطاب تمحورت في ضرورة أن يتبنى توثيق الناس صلتهم ببعضهم فيتحابون ويتضامنون ويأتي دور المسؤولين في تحقيق تعاليم الإسلام بتطبيق العدالة فواجب الخطاب الديني أن يكثف الدعوة لتوجيه المسلمين إلى إحقاق الحق وتنقية الأجواء ونشر القيم والمثل الخلقية التي جاء بها القرآن والسنة حتى يتم الوفاق في المجتمع وعلى من يقوم بالخطاب الديني أن ينأى بنفسه عن الدخول في تعصب، بل وعليه أن يتسم بمنهج الإسلام حتى تسود ثقافة التسامح ونكون على قلب رجل واحد. واجب الخطاب الديني تكثيف الدعوة ونشر القيم والمثل الخلقية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©