الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"صوم تريبيون": قطر تخطط للسيطرة على الشرطة الصومالية وعملاؤها يحكمون مقديشو من "وراء الستار"

"صوم تريبيون": قطر تخطط للسيطرة على الشرطة الصومالية وعملاؤها يحكمون مقديشو من "وراء الستار"
2 أكتوبر 2018 00:12

دينا محمود (لندن)

كشفت وسائل إعلام صومالية النقاب عن تفاصيل مخطط ينفذه النظام القطري لإحكام الهيمنة على مقدرات الأمور في الصومال والإمساك بزمام أجهزته الأمنية خاصة في العاصمة مقديشو، من خلال التظاهر بالرغبة في تقديم مساعدات إغاثية وتنموية لهذا البلد الذي مزقته الحروب.
وأكد موقع «صوم تريبيون» الإخباري المرموق أن رأس حربة «نظام الحمدين» في هذه المؤامرة هو فهد ياسين المراسل السابق لشبكة «الجزيرة» التلفزيونية القطرية في مقديشو، والذي يشغل حالياً منصب مدير الديوان الرئاسي في الصومال، بجانب اضطلاعه بأدوار مهمة على صعيد قيادة الأجهزة الأمنية.
وأشار الموقع في تقرير مطول حمل عنوان «كيف تسيطر قطر ببطء على الصومال»، إلى أن ياسين - الذي يعد العميل الأبرز للدوحة في قصر الرئاسة الصومالي «فيلا صوماليا» - وغيره من عملاء قطر، هم من يديرون الأمور من وراء الستار في أروقة السلطة في هذا البلد الواقع في منطقة القرن الأفريقي، وليس الرئيس محمد عبد الله «فرماجو» محمد، الذي انتخب في منصبه الحالي مطلع عام 2017، لكنه لا يحظى منذ ذلك الحين سوى بـ«تفويض مهتز».
وضرب الموقع مثالاً على التحركات المشبوهة لياسين في هذا الصدد، بالمحاولات التي يقوم بها حالياً لبسط سيطرته على جهاز الشرطة الصومالي، ليُضاف بذلك إلى وكالة الاستخبارات التي يشغل منصب نائب رئيسها، بجانب عمله في «فيلا صوماليا».
وأشار «صوم تريبيون» في هذا الشأن إلى رسالة سرية سُرِبتْ قبل أسابيع، وكانت موجهة من ياسين وقائد الشرطة الجنرال بشير عبدي محمد إلى الرئيس «فرماجو» ورئيس وزرائه حسن علي خيري ووزير الداخلية عبدي فرح سعيد.
وتناولت الرسالة التي حملت تاريخ الثاني من شهر سبتمبر الماضي ونشر الموقع صورةً لها، التفاصيل الخاصة بإعارة نحو 1730 من العناصر التابعة لجهاز الاستخبارات الصومالي، وكذلك نقل معداتٍ مملوكةٍ للجهاز، إلى حوزة قوات الشرطة، ما يجعل صفوفها «تنتفخ بعملاء لديهم صلاتٌ وثيقةٌ بقطر، وهو الأمر الذي يهتم به فهد ياسين بشدة». وقال الموقع الإلكتروني، المعني بتغطية الشؤون الخاصة بدول منطقة القرن الأفريقي، إن قيام ياسين «بنشر الموالين له في أوساط قوة الشرطة، سيجعل له سلطة لا شك فيها على الرئيس، لأنه سيكون بذلك مُسيطراً على الأمن في مقديشو».
وأشار تقرير الموقع إلى أن المسؤولية الأمنية عن العاصمة مُلقاةٌ حالياً على عاتق ما يُعرف بـ«قوة استقرار مقديشو»، ولكنها ستنتقل في المستقبل القريب إلى جهةٍ أخرى تحمل اسم «قوات الدفاع المدني».
واستعرض التقرير التاريخ الأسود للعميل القطري في الصومال، قائلاً إنه ظل لوقتٍ طويلٍ أحد عناصر جماعة «الاتحاد الإسلامي» المسلحة، وهي تنظيمٌ ذو صلاتٍ بحركة «شباب المجاهدين» الإرهابية المسؤولة عن اقتراف الكثير من المذابح ضد المدنيين الصوماليين.
المعروف أن ياسين - الذي يصفه مراقبون بـ«دمية نظام الحمدين في الصومال» - كان قد تلقى قبل سنواتٍ تدريباتٍ على يد الاستخبارات القطرية، وطالما استغل على مدى السنوات الماضية أموال الدوحة لتحقيق أغراضه السياسية على الساحة الصومالية الحافلة بالتوترات. وبحسب تقارير استخباراتية، يضمن المراسل السابق لـ«الجزيرة» القطرية ولاء نحو 70 من نواب البرلمان الصومالي ممن صوتوا لصالح «فرماجو» خلال الانتخابات الأخيرة، ويدفع لهم رواتب شهرية تتراوح ما بين 3000 و4000 دولار، في محاولةٍ للإبقاء على نفوذ القصر الرئاسي قوياً في أروقة المجلس التشريعي.
وفي إشارة إلى محاولات قطر الدائبة لإخفاء مخططاتها المشبوهة في الصومال، لفت تقرير «صوم تريبيون» الانتباه إلى التعهدات الزائفة التي أعلنها حاكم الدويلة المعزولة تميم بن حمد من على منبر الأمم المتحدة أواخر الشهر الماضي، بشأن اعتزام نظامه تقديم معوناتٍ تنموية إلى حكومة مقديشو.
وألمح الموقع إلى أن هذه الوعود البراقة لا تستهدف سوى الحيلولة من دون ابتعاد حكومة «فرماجو» عن الفلك القطري ومنعها من انتهاج سياساتٍ أكثر اعتدالاً. وقال في هذا الصدد إنه كان هناك «سبب ملح» للتعهدات القطرية تلك - التي تمثل تكراراً لتصريحاتٍ سابقة أدلى بها تميم في مايو الماضي - وهو المتمثل في حقيقة أن «فرماجو» يُعدِّلُ مواقفه السياسية باطراد لتتماشى مع مواقف إديس آبابا وأسمرة، اللتين لا تتخذان توجهاتٍ مماثلةً لتلك التي تتبناها الدوحة.
وتتزايد مخاوف «نظام الحمدين» في هذا الشأن مع قرب حلول الموعد المقرر لمغادرة قوة الاتحاد الأفريقي «أميسوم» المدعومة من قبل الأمم المتحدة للصومال، وتسليمها المسؤوليات الأمنية هناك إلى الجيش الوطني الصومالي.
وعلى مدار السنوات الماضية، اتخذ النظام القطري - مُمثلاً في عميله فهد ياسين - مواقف معارضة للجهود الرامية إلى إعادة بناء الجيش الصومالي، وكذلك لوجود قوة «أميسوم» في البلاد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©