الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبو ذر الغفاري «يمشي ويموت ويبعث وحده»

12 يوليو 2013 22:18
القاهرة (الاتحاد)- أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري، ولد في قبيلة غفار بين مكة والمدينة، وقد اشتهرت بالسطو، كان يقول لا إله إلا الله في الجاهلية ولا يعبد الأصنام، قديم الإسلام، فقد أسلم بعد أربعة فكان خامساً، وأحد الذين جهروا بالإسلام في مكة قبل الهجرة، وكان من كبار الصحابة. عرف أبو ذر رضي الله عنه بالزهد في الدنيا غير متعلق بها لا يأخذ منها إلا كما يأخذ المسافر من الزاد، شديد التواضع، يدافع عن الفقراء، ويطلب من الأغنياء أن يعطوهم حقهم من الزكاة، لذلك سمي محامي الفقراء، قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما تقل الغبراء ولا تظل الخضراء على ذي لهجة أصدق وأوفى من أبي ذر شبيه عيسى ابن مريم»، فقام عمر بن الخطاب، فقال يا نبي الله، أفنعرف ذلك له، قال: «نعم فاعرفوا له». كان أبو ذر الغفاري حريصاً على الجهاد رغم الصعوبات، وفي السنة التاسعة من الهجرة، كانت أيام عسرة وقيظ، قال عبد الله بن مسعود، لما سار رسول الله إلى تبوك، جعل لا يزال يتخلف الرجل فيقولون، يا رسول الله، تخلف فلان، فيقول: «دعوه إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه»، حتى قيل، يا رسول الله، تخلف أبو ذر، وأبطأ به بعيره، فقال رسول الله: «دعوه، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه»، ويغدو النبي صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، ويتأخر أبو ذر عن الجيش لبطء بعيره فيتركه، ويحمل متاعه على ظهره، ليلحق بالنبي فخرج يتبعه ماشياً، ونزل رسول الله في بعض منازله ونظر ناظر من المسلمين، فقال يا رسول الله، هذا رجل يمشي على الطريق، فقال رسول الله: «كن أبا ذر»، فلما تأمله القوم، قالوا يا رسول الله، هو والله أبو ذر، فقال صلى الله عليه وسلم: «رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده». تحقق النبوءة فضرب الدهر من ضربه، ومضت السنون الطوال وانتقل النبي إلى الرفيق الأعلى وتولى أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، لتتحقق نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما ذهب أبو ذر إلى الربذة «200 كم شرق المدينة المنورة» وجد أميرها غلاماً أسود عينه عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولما أقيمت الصلاة، قال الغلام لأبي ذر، تقدم يا أبا ذر، وتراجع الغلام إلى الخلف، فقال أبو ذر، بل تقدم أنت، فإن رسول الله أمرني أن أسمع وأطيع وإن كان عبداً أسود، فتقدم الغلام وصلى أبو ذر خلفه. وظلّ أبو ذر مقيماً في الربذة هو وزوجته وغلامه حتى مرض مرض الموت فلما حضره الموت أوصى امرأته وغلامه، إذا مت فاغسلاني وكفناني، ثم احملاني، فضعاني على قارعة الطريق، فأول ركب يمرون بكم، فقولوا، هذا أبو ذر. وفاته فلما مات فعلوا به كذلك، فاطلع ركب من أهل الكوفة، وفيهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فما علموا به حتى كادت ركائبهم تطأ سريره، فاستهل ابن مسعود عنه يبكي، ويقول، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يرحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده»، فنزل ابن مسعود فتولى دفنه. وفي رواية للبيهقي في دلائل النبوة، أن أم ذر بكت لما حضرت الوفاة أبا ذر، فقال لها، ما يبكيك؟ قالت، وما لي لا أبكي، وأنت تموت بفلاة من الأرض، ولا يد لي بدفنك، وليس عندي ثوب يسعك، فأكفنك فيه، قال فلا تبكي وأبشري، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر من أصحابه وأنا فيهم: «ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين»، وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد مات في قرية أو جماعة، وإني أنا الذي أموت بفلاة والله ما كذبت ولا كُذِبت، لقد بشرها رضي الله عنه بمقدم من يعينها على دفنه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال متنبئاً عن ذلك الذي يموت بفلاة بأنه «يشهده عصابة من المؤمنين». توفي أبو ذر الغفاري رضي الله عنه بالربذة سنة 32هـ / 652م، كما أخبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الذي لا ينطق عن الهوى، بموت أبي ذر وحيداً، وكما أخبره بمقدم جماعة من المؤمنين يتولون تجهيزه ودفنه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©