الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مخطط أميركي لإنهاء التحالف السوري-الإيراني

24 يوليو 2006 00:53
في الوقت الذي تستعد فيه وزيرة الخارجية الأميركية كندوليزا رايس للتوجه إلى إسرائيل، يقول مسؤولون في إدارة بوش إنهم يعتبرون سوريا مهمة لحل الأزمة التي تعصف بالشرق الأوسط، وإنهم يسعون إلى إخراجها من التحالف الذي يجمعها بإيران· غير أن هؤلاء المسؤولين أوضحوا في حوارات معهم أنهم لا يعتزمون استئناف محادثات مباشرة مع الحكومة السورية· ومما يُذكر في هذا الإطار أن الرئيس بوش استدعى سفيرته إلى سوريا ''مارغاريت سكوبي'' بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير ·2005 ومنذ ذلك الوقت، قلت اتصالات الولايات المتحدة مع دمشق، وفرضت الإدارة الأميركية مجموعة من العقوبات على الحكومة والمصارف السورية، كما جمدت ودائع المسؤولين السوريين المتورطين في اغتيال الحريري· بيد أن مسؤولين كبارا في إدارة بوش قالوا هذا الأسبوع إنهم في المراحل الأولى من مخطط يقضي بحث السعودية ومصر على إقناع السوريين بضرورة الانقلاب على ''حزب الله''· وقد وافق بعض المسؤولين المشاركين في هذه المفاوضات الصعبة الرامية إلى تطويق الأزمة على الحديث عن توقعاتهم شريطة عدم الإفصاح عن أسمائهم· وفي هذا السياق، قال مسؤول سام ''نعتقد أن السوريين سيصغون إلى جيرانهم العرب بخصوص هذا الموضوع بدلاً منا''، مضيفا ''وبالتالي، فإن المسألة كلها تتعلق بمدى تنسيق الجهود''· غير أن عدداً من العراقيل تقف في طريق تحقيق هذه الأهداف، ذلك أنه يخشى أن تبدو هذه الجهود وكأنها تشجيع لسوريا على استعادة بعض من النفوذ الذي فقدته في لبنان بعد أن أُرغمت قواتها على الانسحاب منه العـــام الماضي· كما أنه من غير المعروف درجة انخراط البلدان العربية في جهود يُنظر إليها من قبل البعض على أنها تصب في مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل· وعلاوة على ذلك، لا يخفي العديــــد من المحللين في الشــرق الأوســـط تشككهــــم إزاء إمكانيــــة تحقيــــق تسويـــة دائمـــــة في غياب محادثـــات مباشـرة بين سوريـــا والولايـــات المتحدة· ومن المرتقب أن تُستهل هذه الجهود بالمكتب البيضاوي، حيث من المنتظر أن يلتقي الرئيس بوش مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ورئيس مجلس الأمن الوطني السعودي الأمير بندر بن سلطان، الذي كان يشغل منصب السفير السعودي في واشنطن إلى أواخر العــــام المنصرم، والمعروف بالعلاقات القوية التي تربطه بعائلة بوش ونائب الرئيس ديك تشيني· وقد أرجأت رايس زيارتها إلى الشرق الأوسط إلى ما بعد الاجتماع، الذي يرتقب أن تشارك فيه، إلى جانب تشيني ومستشار الأمن القومي ستيفان هادلي· وحسب عدد من كبار مساعدي الرئيس الأميركي، فإن المخطط يقضي بالنسبة لبوش ومسؤولين آخرين بالضغط على السعودية ومصر من أجل حمل سوريا على التخلي عن علاقاتها مع ''حزب الله'' وإيران· ومما يذكر أنه علاوة على خلافات الإدارة الأميركية مع إيران على خلفية برنامجها النووي، ومع سوريا بسبب نفوذها في لبنان، فإن واشنطن أبدت معارضتها أيضاً على تصرف البلدين مع جارهما المشترك العراق· غير أنه لا يبدو حتى الآن أن ثمة حديثاً حول محفزات أميركية للسوريين بهدف تخليهم عن ''حزب الله''، أو حتى وقف تسليحه، حيث تعارض إدارة بوش بقوة تقديم عرض من هذا القبيل، سواء في مفاوضاتها مع دمشق أو إيران أو كوريا الشمالية· ولم يُبد الرئيس بوش أي تراجع عن موقف إدارته في خطابه الإذاعي الأسبوعي· ومما جاء فيه ''لقد قامت سوريا على مدى عدة سنوات برعاية ''حزب الله''، وساعدت على تزويده بشحنات أسلحة إيرانية الصنع''· وأضاف ''كما أن النظام الإيراني قام مراراً وتكراراً بتحدي المجتمع الدولي بطموحاته في امتلاك أسلحة نووية ومساعدة المنظمات الإرهابية· إن أعمالهم تهدد الشرق الأوسط برمته وتقف في طريق حل الأزمة الحالية وإحلال سلام دائم بهذه المنطقـــة الساخنة''· وتجدر الإشارة هنا إلى أن وزارة الخارجية الأميركية تدرج سوريا ضمن قائمة الدول التي تمول الإرهاب· وإذا كان السفير السوري في الولايات المتحدة عماد مصطفى قد أمضى وقتاً طويلاً على شاشات التلفزيون في الأيام الأخيرة، فإنه كثيراً ما يوصف بأنه من أكثر السفراء وحدة في واشنطن· في 1996 عندما كانت إسرائيل و''حزب الله'' يتحاربان والقنابل تمطر السكان المدنيين، أمضى وزير الخارجية الأميركي حينها ''وارن كريستوفر'' 10 أيام في رحلات مكوكية بين سوريا ولبنان وإسرائيل قبل أن يتمكن في الأخير من رعاية وقف لإطلاق النار واتفاق بين إسرائيل و''حزب الله'' على عدم شمل المدنيين في الاقتتال· غير أن ''رايس'' أعلنـــــت أنهــــا لا تنــــوي استنســــاخ مقاربــــة ''كريستوفر'' قائلة ''لقد كان بإمكاني أن أسافر إلى المنطقة وأبدأ رحلات مكوكية بين عواصم المنطقة··· غير أنني لست مهتمة بدبلوماسية تروم إعادة لبنان وإسرائيل إلى الوضع السابق''· أما هدف الإدارة الأميركية المعلن، فيتمثل في تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم ،1559 الذي يدعو إلى نزع سلاح ''حزب الله'' ونشر الجيش اللبناني بجنوب لبنان· إلا أنه يرجح أن تتلكأ سوريا، التي أجبرت على سحب قواتها من لبنان العام الماضي، في جهود تنفيذه · فإذا كان المحللون يقولون إنه بإمكان إدارة بوش وإسرائيل التوصل إلى حل بدون شمل سوريا في الجهود الدبلوماسية، فالأكيد أنها ستكون صعبة وشاقة· ولذلك يدفع بعض المسؤولين في إدارة بوش، ولاسيما على مستوى وزارة الخارجية، باتجاه البحث عن طريقة لبدء المحادثات مع سوريا من جديد· ومن جهة أخرى، أجرى بوش اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان من مزرعته بكروفورد بولاية تكساس، للحديث حول الأزمة الآخذة في التوسع بلبنان، وتعهد بأن تساعد الولايات المتحدة الحكومة التركية في محاربة ''حزب العمال الكردستاني'' الذي يعد حركة انفصالية عنيفة· وقد تمت الإشارة إلى تركيا باعتبارها زعيماً محتملاً لمخطط الأمم المتحدة المقترح القاضي بنشر قوة دولية في المنطقة للمساهمة في تهدئة الأوضاع· هيلين كوبر وديفيد سنغر محررا الشؤون الخارجية في صحيفة ''نيويورك تايمز'' ينشر بترتيب خاص مع خدمة'' نيويورك تايمز''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©