مستثمرون إماراتيون يدرسون فرصاً عقارية بمدن عربية وأوروبية

أسهم تراجع أسعار العقارات بعدد من دول العالم بعد الأزمة المالية العالمية في توجه عدد من المستثمرين الإماراتيين لدارسة الفرص الاستثمارية المتميزة بهذه الدول. وقال مستثمرون ومسؤولون بشركات عقارية لـ”الاتحاد” إن انخفاض أسعار الوحدات السكنية بعدد من المدن الأوروبية، وفي مقدمتها لندن، فضلاً عن بعض الدول العربية مثل السودان ولبنان ومصر، يشجع المستثمرين ذوي الخبرة على اقتناص الفرص المتميزة المتاحة. وقال المتحدثون لشركة “شيروودس” خلال العرض الذي قدم للمستثمرين وشركاء الشركة مساء أمس الأول بأبوظبي إن نمو قطاع العقارات بمنطقة وسط لندن يعد فرصة استثمارية جيدة ومتنوعة للمستثمرين الراغبين في تنويع محفظتهم الاستثمارية العقارية وتحقيق عوائد مجزية خلال فترات قصيرة ومتوسطة الأجل. وقال كيث ببردين مدير المبيعات للصحفيين إن منطقة وسط لندن شهدت تراجعاً في الأسعار منذ بداية الأزمة المالية العالمية بلغ 15%، إلا أن تحسن الطلب حالياً أسهم في معاودة الأسعار للارتفاع بنسبة 5% خلال هذا العام، ليبلغ بذلك معدل التراجع منذ الأزمة لنحو 10%. وأضاف أن معاودة الأسعار للارتفاع يعني صواب قرار المستثمرين الذين قرروا الشراء وقت تراجع الأسعار، متوقعاً ارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة، بما يعني تحقيق مكاسب للمستثمرين الذين يتخذون قرارهم خلال هذه الفترة. وذكر كيث أن قلة المعروض من الأصول العقارية مقابل زيادة الطلب تسهم في ارتفاع الأسعار، مشيراً إلى أنه وفقاً للإحصائيات، فإن قطاع العقارات في لندن وجنوب شرق بريطانيا يشهد طلباً متزايداً، حيث يبلغ إجمالي الوحدات السكنية المطلوبة 79.5 ألف خلال عام 2010، في المقابل لم يتم تطوير إلا 5 آلاف وحدة سكنية حتى الآن. وقال: “لاحظنا خلال العام الماضي أن هناك إقبالاً من جانب مستثمري دولة الإمارات بالبحث عن فرص استثمارية في مجال العقارات بوسط لندن”، مشيراً إلى تنظيم الشركة زيادة لوفد استثماري إلى لندن الأسبوع المقبل لدراسة الفرص المتاحة على أرض الواقع. وأوضح كيث أن وسط لندن يعتبر أحد أهم المناطق الاستثمارية في مجال العقارات، حيث تنمو عائدات الإيجار السنوي بنسبة 7% وقيمة رأس المال 10% سنوياً، وهو ما يعد معدل مرتفع يعمل على جذب للمستثمرين، وفرصة استثمارية جيدة بالمقارنة مع العديد من الأسواق الأخرى. وكشف كيث عن إطلاق “شيروودس” مشروعين بوسط لندن مؤخراً، حيث تعمل على تطويرهما شركة “تدورفيل”، وهما مشروع “شقق مدينة بيزيير” والذي يقع في جنوب مدينة لندن، ومشروع “سانت وليامز يارد” في منطقة كينجز كروس والتي يتم تسويقهما في دولة الإمارات والمنطقة. وتقدم شركة “تدورفيل” أجنحة سكنية وشقق مكونة من غرفة وغرفتين في مشروع “بيزيير”، وشقق مكونة من غرفة، وغرفتين وثلاث غرف في مشروع “وليامز يارد” والذي تم الانتهاء منهما ومجهزين للسكن. من جهته، أوضح محمد الحاج الرئيس التنفيذي لشركة “إم بي أي” للعقارات، أن الفترة الأخيرة تشهد توجه كثير من المستثمرين لاقتناص الفرص العقارية المتوافرة ببعض المدن الأوروبية وفي مقدمتها لندن، فضلاً عن إسبانيا، وبعض الدول العربية مثل لبنان والسودان. وأضاف الحاج: “تراجع أسعار العقارات دفعنا لشراء عقارات بكل من لندن ولبنان والسودان”، موضحاً أنه رغم تراجع العائد الإيجاري لهذه الوحدات، فإن الشركة تراهن على معاودة الأسعار للارتفاع خلال 4 إلى 5 سنوات. وتابع: على سبيل المثال اشتريت عقاراً بلبنان بقيمة 5 ملايين درهم، يتم تأجيره حالياً بنحو 30 ألف درهم فقط، إلا أن المكسب سيكون من خلال معاودة بيع العقار بسعر أفضل خلال السنوات المقبلة. وأكد الحاج أن اتخاذ القرار الاستثماري يتطلب دراسة وافية، موضحاً أنه لا يمكن الحديث أن جميع مناطق لندن تمثل فرص استثمارية ناجحة، حيث يقتصر ذلك على بعض المناطق، وكذلك في بعض الدول العربية. وأوضح الحاج أن الأزمة المالية العالمية كان لها تأثير على أسعار العقارات، والتي تراجعت بنسبة كبيرة ببعض البلدان، وهو ما أسهم في تشجيع بعض المستثمرين ذوي الخبرة على الشراء لتوقعهم معاودة الأسعار للارتفاع خلال الفترة المقبلة. من جانبه، أشار فادي أنطونيوس رئيس شركة بروجكتس بأبوظبي والمالكة لمشاريع “سما بيروت” بلبنان، إلى وجود طلب من الإماراتيين على تملك وحدات سكنية بالمشروع، متوقعاً شراء المستثمرين الإماراتيين لنحو 30% من وحدات المشروع. وأوضح فادي أن زيادة طلب المستثمرين الإماراتيين على شراء وحدات سكنية بلبنان، دفع الشركة للاهتمام بالترويج للمشروع في أبوظبي، وذلك من خلال المشاركة في عدد من المعارض العقارية بالعاصمة، والتي كان آخرها معرض سيتي سكيب أبوظبي خلال شهر أبريل الماضي.