الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«أخبار الساعة» تدعو إلى منع الإخلال بقواعد الاستقرار النقدي والمالي العالمي

11 أكتوبر 2010 21:49
حذرت نشرة أخبار الساعة من نشوب حرب عملات عالمية جراء تدخل الدول في تحديد أسعار صرف عملاتها مما ينذر بدخول النظام المالي العالمي إلى مرحلة من الاضطراب. وتحت عنوان، “ كيف يتجنب العالم حرب العملات “، قالت: بعد أن استنفدت الدول الكبرى وسائل دعم انتعاشها الاقتصادي يبدو أنها اتجهت مؤخراً إلى التدخل في تحديد أسعار صرف عملاتها كأداة جديدة في هذا الشأن. وأشارت النشرة إلى أن الأشهر القليلة الماضية شهدت تحكم الصين في تحديد قيمة عملتها الوطنية اليوان، وإن كان المصرف المركزي الصيني قلل من أهمية هذا التدخل فإن إقراره بوجود فارق ولو كان بسيطاً بين القيمة السوقية والقيمة الحقيقية لليوان يعد دليلاً على أهمية هذا التدخل. وأشارت إلى تدخل اليابان في سوق صرف الين خلال الأسابيع الأخيرة، حيث ضخت كميات كبيرة منه في الأسواق لوقف صعوده المتواصل مقابل العملات الأخرى، فيما قد يكون التراجع القياسي الذي شهده الدولار مؤخراً ليس إلا مظهراً من مظاهر التدخل الأميركي في أسواق الصرف، حيث إن التوسع في الإنفاق لدعم انتعاش الاقتصاد الأميركي عبر التمويل بالتضخم ليس إلا وسيلة فعالة للمحافظة على دولار ضعيف. ونوهت النشرة التي يصدرها “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية “.. بأنه يمكن تفسير هذا النهج باعتبار أن المحافظة على عملة وطنية ضعيفة تمثل أداة فعالة لدعم الصادرات، حيث إن ضعف العملة من شأنه تخفيض تكلفة الحصول على سلع الصادرات وبالتالي تحسين تنافسيتها في الأسواق العالمية.. مؤكدة أن تزايد عدد الدول المقبلة على استخدام هذه الأداة يعد دليلاً على مدى الفاعلية التي تراها الدول في العملة الضعيفة كوسيلة لدعم الصادرات في الوقت الذي ما زالت فيه تداعيات الأزمة المالية العالمية تثقل كاهل الاقتصاد العالمي. ونبهت إلى الاتجاه الدولي المتزايد الذي ينذر باحتدام النزاع بين القوى الاقتصادية الكبرى حول قيم عملاتها، مشيرة إلى تعمق هذا الاتجاه واتساعه ليشمل دولاً أخرى ليتحول إلى ما يسمى حرب العملات، الأمر الذي سيكون كفيلاً بتوسيع موجات التذبذب في أسواق صرف العملات الرئيسية في العالم وينذر بدخول النظام المالي العالمي برمته مرحلة من الاضطراب المشوب بعدم اليقين. وحذرت من أن نشوب حرب عملات عالمية سيكون قناة فاعلة للكثير من الأضرار التي ستلحق بالاقتصاد العالمي، حيث إنها ستصعب كثيراً قرار الاستثمار وستلحق الضرر بأسواق السلع الاستراتيجية، خاصة أسواق النفط ومصادر الطاقة الأخرى، وستجعل من الذهب خياراً استراتيجياً للادخار والاستثمار على حد سواء، وستضعف من أهمية البدائل الادخارية والاستثمارية الأخرى بسبب عدم استقرار قيم هذه البدائل وكذلك عدم استقرار العوائد المترتبة عليها وهو ما سيتسبب في ضعف محركات النمو الاقتصادي العالمي. وأضافت أن نشوء مثل هذه الحرب سيوفر بيئة خصبة للمضاربة بأسواق العملات لتضطر الدول إلى التدخل بشكل أكبر في أسواق عملاتها للحد من تذبذبها بفعل المضاربات، ولكن دون جدوى كبيرة، حيث إن تذبذب قيم العملات سيضعف من آلية التدخل في هذه القيم كأداة لدعم الصادرات، منبهة إلى أن هذا التذبذب سينعكس بشكل سلبي على الصادرات. ودعت “ أخبار الساعة “ في ختام مقالها الافتتاحي صندوق النقد الدولي وغيره من المنظمات الدولية ذات الشأن في النظام المالي العالمي، إلى أن تتفاعل مع هذه القضية لمنع الإخلال بقواعد الاستقرار النقدي والمالي العالمي والمحافظة على أسس توازن النظام الاقتصادي العالمي برمته وحماية مصالح الدول المتضررة، خاصة الاقتصادات النامية التي تلعب دور المتلقي. ولفتت إلى أنه إذا كان العبء الأكبر في هذا الشأن يقع على تلك المنظمات فإن هذا لا يعفي الدول النامية من مسؤولية متابعة القضية عن كثب وتبني الوسائل التي تمكنها من تجنب الخسائر التي يمكن أن تلحق باقتصاداتها جراء هذه الممارسات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©