الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جرائم الخدم

11 أكتوبر 2010 21:17
تتيه مسافات بين العمل والبيت، داخل المنزل وخارجه، منذ الصباحات الأولى تدب في زوايا نفسها تصارع الزمن، بين غرفتها وغرفة أولادها تجهزهم للمدارس، ومن ثم تنظيف البيت وتجهيز الأكل إن كانت هناك مساحة تسمح بذلك، يداهمها الوقت تقاومه تجمع شتات نفسها وتتوجه رأساً لعملها، يبدأ يومها أين انتهى في المنزل واحتياجاته، تنسحب من البيت وتبدأ من جديد. لأنها فجأة قررت إنهاء خدمات من لا تخدمها ومن شلت حركة البيت في حضورها، وحين السؤال قالت إن وجود خادمة في البيت تبعاته سلبية جدا، تنسحب على عمر الصغار المعرفي، إذ تغيب معرفتهم بذواتهم واكتشافها الذي سيتأخر سنوات بوجودها، واعتبرت الاستغناء عن خدماتها خطوة في الدرب الصحيح، إذ ستكتشف من جديد أبناءها الذين سيتعاطون مع الحياة بمفاهيم جديدة تقربهم للمسؤولية وتبعدهم عن الخمول والكسل والاتكال على الآخر، وتعودهم عن الاسهام في خدمة النفس والآخر بكثير من الحب والود والتعاون. وأخرى في مقبل العمر تعودت خدمة خادمة، لا تعرف من مهارات الحياة غير القشور، بعيدا عن لمسات الأنثى الفنية في زوايا بيتها وحياتها، تجلس في غير اعتدال وتأكل في غير نظام، حين راقبتُ سلوكها شعرت أن حياتها ستكون غير التي ترسمها في خيالها، فكيف سيقبل زوج بامرأة لاتعرف المهارات الحياتية الذاتية والتفاصيل الدقيقة التي تحقق الفرق أحيانا في حياة الإنسان، فمهما بلغ جمال الفتاة من المثالية ينظر لها الرجل نظرة سيدة بيتها لكي يقاسمها أحلامه الزوجية، وهي بعيدا أن تكون سيدة نفسها فكيف أن تكون سيدة بيتها. وغيرها كثير من اللواتي تربين على أيدي الخادمات اللواتي يلبين رغباتهن الكبيرة والصغيرة، وكادت حركة المخدومة تشل، وإن كانت الحكاية لاتعمم، ولكنها تكاد تشكل السواد الأعظم. إلى غير ذلك فوجود خادمة في البيت يعني فتح الأبواب على كل الاحتمالات، أبعادها طويلة الأمد، تنعكس سلبا على الأسرة، بل قد تقلب حياتها رأسا على عقب، ولعل ما أصبح يطالعنا يوميا من أخبار عن جرائم ترتكبها الخادمات في البيوت من قتل وتنكيل بالأطفال، بطرق مباشرة وغير مباشرة، إذ تترك علامات على أجساد الصغار والصغيرات تنتج عن التحرش بهم، ومن حرق وقتل وغير ذلك من الممارسات المشينة التي تدمر الحياة كلية، ولعل ما كشف عنه مؤخرا من تزايد في أعداد الجرائم من سنة لأخرى فهو يستدعي الكثير من الحذر والحيطة، حيث كشف المقدم جمال سالم الجلاف نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لشؤون الرقابة الجنائية بشرطة دبي لوسائل الإعلام، أن جرائم الخدم سجلت 661 جريمة خلال الثمانية أشهر الأولى من العام الجاري، فيما شهد عام 2009 ما يقارب من 453 قضية، بينما سجل عام 2008 نحو 341 قضية. جرائم يرتكبها الخدم يوميا، قد يكتشفها البعض بعد فوات الأوان، آثارها سلبية جدا على مسار حياة الأسرة والمجتمع بشكل عام، الكل يعرف ذلك، ولكن يصعب فعلا التخلي عن خدماتهم، رغم ما يحدث يوميا من جرائم ومشاكل في البيوت تؤثر في حياة ومستقبل كامل. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©