الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الرحى» أول طاحونة حبوب استخدمها الإنسان

«الرحى» أول طاحونة حبوب استخدمها الإنسان
11 أكتوبر 2010 21:16
تعمل الآليات في عصرنا الحالي على إنتاج الخبز في أفران ضخمة مخصصة لهذا الغرض. فيما كانت أداة واحدة بسيطة يستخدمها أجدادنا تحول حبات القمح إلى طحين لرغيف خبز. وفي معظم متاحف الإمارات والوطن العربي يحتفظ تراث الشعوب بأداة «الرحى» الطاحونة اليدوية التي استخدمها الإنسان منذ آلاف السنين. حيث يعتبر جرش الحبوب عبرها أول مرحلة نحو إنتاج الطحين والخبز، خاصة أن دورها يقتصر على جرش وطحن القمح والبرغل والرز والذرة وكذلك الشعير. عرف أجدادنا في الإمارات طاحونة «الرحى» تلك الأداة المؤلفة من قطعتين حجريتين كل منهما أسطوانية الشكل، لهما تقريباً ذات الحجم والقطر، بحيث تنطبق الأسطوانتين الحجريتين على بعضهما، بينما توجد في حجر القاعدة فتحة دائرية الشكل لمرور الحبوب فيها. ومن داخل خيمة صوفية تمد قبضة كفها بحبات من القمح المجروش في رحاها لتريه للزوار والسياح وتحكي طريقة استخدام الرحى.. تقول عائشة حمد- إحدى عاملات المركز النسائي في «نادي تراث الإمارات»: «بغية الحصول على طحين ناعم، نجعل سطحي الرحى السفلية والعلوية متساوية وملساء لتمر الحبوب من بينهما فيكون الطحن ناعماً ودقيقاً. وأثناء طحن القمح للحصول على الطحين يتم تحريك الحجر العلوي من خلال العمود الخشبي المثبت على طرف القطعة الحجرية العلوية، بحيث تكون الحركة دائرية وبطيئة بداية ثم تزداد سرعة الحركة للحصول على طحين أكثر نعومة. وأثناء عملية الدوران تضاف الحبوب أو حبات القمح المراد طحنها عبر الفتحة التي تتوسط الحجر العلوي، بحيث تنزلق الحبوب إلى القاعدة وتتفتت ناعمة خلال الطحن الذي يمارسه الجرّاش- الطحان». من جهته يوضح محمد المنصوري- استشاري في «نادي تراث الإمارات» الفرق بين كل من «المجرشة والرحى» إذ يقول: «تختلف الرحى عن المجرشة رغم تشابههما في الشكل، فالمجرشة أيضاً تستخدم لطحن الحبوب لكن سطحها السفلي الملامس للحبوب يكون خشناً وغير مستوٍ، بهدف جرش وتحويل الحبوب إلى قطع صغيرة وليس طحنها ناعمة، على عكس سطح الرحى الذي يتصف بالملمس الناعم لينتج طحيناً- دقيقاً مناسباً». إلى ذلك، تشارك الوالدة عائشة حمد مع مجموعة من قريناتها العاملات في المعارض والمهرجانات والملتقيات التراثية لتعرض كيفية طحن الحبوب أمام الزوار من أبناء الدولة والمقيمين على أرضها وكذلك السياح الذين يطيب لهم جميعاً مشاهدة عملية الطحن التي عرفها إنسان الإمارات منذ مئات السنين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©