الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابن القيم جمع بين الكلم الطيب والعمل الصالح

ابن القيم جمع بين الكلم الطيب والعمل الصالح
19 فبراير 2009 23:23
جمع ابن قيم الجوزية بين الإخلاص في العبادة والعلم، واجتهد في طلب العلم وارتحل من أجله إلى دمشق ومصر والحجاز ونال حظا وافرا في علوم شتى فقد بلغت مؤلفاته 98 مؤلفاً منها : ''أعلام الموقعين عن رب العالمين'' و''الصواعق المرسلة''، و''زاد المعاد''، و''مفتاح دار السعادة''، و''مدارج السالكين''، و ''الكافية الشافية في النحو''، و''الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية'' ومن مؤلفاته ايضاً ''الكلم الطيب والعمل الصالح ''، و''الكلام على مسألة السماع''، و''هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى''، و ''المنار المنيف في الصحيح والضعيف''، و''الفروسية''، و''طريق الهجرتين وباب السعادتين''، و''الطرق الحكمية''· هو الإمام محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزرعي الدمشقي الشهير بـابن قيم الجوزية وعرف بهذه التسمية لأن والده كان قيماً على المدرسة الجوزية التي بناها محيي الدين ابن الحافظ يحيى بن الجوزي بسوق القمح بدمشق مدة من الزمن فشاع هذا اللقب في ذريته من بعده· ولد في السابع من شهر صفر سنة 691 هـجرياً· ونشأ في جو علمي في كنف والده وأخذ عنه وبرع في العلم، وأخذ عن بعض أفراد أسرته كابن أخيه أبي الفداء عماد الدين إسماعيل بن زين الدين عبدالرحمن، وأبنائه عبدالله وإبراهيم، وكلهم معروف بطلب العلم· وقيل: إنه بدأ تلقي العلم في سن السادسة أو السابعة، وعرف عنه - رحمه الله - الرغبة الصادقة في طلب العلم، والجلد والتفاني في البحث· وأخذ الحديث من الشهاب النابلسي العابر والقاضي تقي الدين بن سليمان وإسماعيل بن مكتوم وعيسى المطعم وأبي بكر بن عبدالدائم وفاطمة بنت جوهر وأخذ العربية من أبي الفتح البعلي والشيخ مجد الدين التونسي· أما الفقه والأصول فقد أخذهما عن الشيخ صفي الدين الهندي والشيخ الفاضل إسماعيل بن محمد الحراني ومن شيوخه أيضاً القاضي الشيرازي وعلاء الدين الكندي ومحمد بن أبي الفتح وأيوب بن الكمال والقاضي بدر الدين بن جماعة وأبو الفتح البعلبكي· وارتحل في طلب العلم إلى دمشق ومصر والحجاز فسمع من التقي السبكي· ولازم الشيخ بن تيمية وسجن معه وجاهد معه ولم يفارقه إلى أن انتقل إلى رحمة ربه تعالى، فأخذ عنه العديد من آرائه والكثير من أفكاره واقتدى به في مذهبه الحر وهو مذهب أهل الحديث ونقم مثله على الجمود والتعصب المذهبي· واشتهر - رحمه الله- بجمع الكتب والقراءة والتصنيف، وعني بالعلوم المختلفة، والفنون المتنوعة فبرع في كثير منها وبخاصة علوم التفسير والحديث، وعرف بغزارة المادة العلمية في مؤلفاته، والقدرة على حشد الأدلة، وتفقه في مذهب الإمام أحمد، وبرع وأفتى، ودرس بالصدرية، وأم بالجوزية مدة طويلة، وارتقى منصب الافتاء والإمامة· وقال ابن رجب: ''كان شديد المحبة للعلم وكتابته ومطالعته وتصنيفه، واقتناء الكتب، واقتنى من الكتب ما لم يحصل لغيره''· ''وقال القاضي برهان الدين الزرعي عنه: ''ما تحت أديم السماء أوسع علماً منه''· وقال ابن كثير: ''سمع الحديث، واشتغل بالعلم، وبرع في علوم متعددة، ولا سيما علم التفسير والحديث· وكان حسن القراءة والخلق، وكثير التودد لا يحسد أحدا ولا يؤذيه، ولا يستغيبه ولا يحقد على أحد، وكنت أصحب الناس له، وأحب الناس إليه، ولا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه، وكانت له طريقة في الصلاة يطيلها جدا، ويمد ركوعه وسجوده ويلومه كثير من أصحابه في بعض الأحيان، فلا يرجع ولا ينزع عن ذلك - رحمه الله-، وله من التصانيف الكبار والصغار شيء كثير''· وقال ابن ناصر الدين الدمشقي : ''كان ذا فنون في العلوم، وخاصة التفسير والأصول في المنطوق والمفهوم''· وقال عنه السيوطي : ''صنف، وناظر، واجتهد، وصار من الائمة الكبار في التفسير والحديث، والفروع، والعربية''· وتتلمذ على يديه ابن رجب الحنبلي، وابن كثير، والذهبي، وابن عبدالهادي، والفيروز بادي وغيرهم· وكان الإمام ابن قيم الجوزية، رحمه الله، صاحب عقيدة صافية نقية، يلتمس أبوابها ومفرداتها من فقه الكتاب والسنة، وما كان عليه أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عازفاً عن طريقة الفلاسفة ومنهج المتكلمين ويرى الحق في اتباع النصوص والتزامها دون تأويل ولا تعطيل، ولا تشبيه ولا تمثيل، ولهذا، كان حرباً على الفرق الضالة والأحزاب المبتدعة· وعانى ابن القيم - رحمه الله - جراء أخذه بفكر شيخه بن تيمية وبقي متمسكاً بمواقفه الصلبة لا يلين حتى وافته المنية ليلة الخميس الثالث والعشرون من رجب سنة 751 هجرياً ودفن بدمشق بمقبرة الباب الصغير
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©