الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«موسيقى أبوظبي الكلاسيكية» يزيد وعي طلاب المدارس والجامعات بالسيمفونيات العالمية

11 أكتوبر 2010 21:12
بدأت مع الموسم الثالث لموسيقى أبوظبي الكلاسيكية الفعاليات التي تهدف إلى تعريف الطلاب بالموسيقى الكلاسيكية مع إتاحة الفرصة أمامهم للقاء أعضاء أهم الفرق الأوركسترالية. البرنامج التعليمي لموسيقى أبوظبي الكلاسيكية لم يكن وليد اليوم إنما شكل جزءا لا يتجزأ من المهرجان الذي تأسس عام 2008 متيحاً لجمهور الإمارات حفلات مميزة ونادرة في العزف المباشر على خشبة المسرح لأهم مقطوعات وسيمفونيات الموسيقى الكلاسيكية الخالدة في العالم. فرصة نادرة تحدث نيل باركلي مدير التعليم في «موسيقى أبوظبي الكلاسيكية» عن الجانب التعليمي التثقيفي في المشروع بعد اللقاء الذي نظم لتلاميذ المدارس مع واحدة من أهم الفرق الأوركسترالية في العالم هي فرقة الأوركسترا الملكية كونسيرتجيبو لأمستردام بقيادة قائد الأوركسترا جاكوب سلاجتير وبمرافقة الراوي دومينيك سيلديس. ووافق باركلي طرحنا حول ندرة هذه الفرص على المستوى العالمي، وقال «إنها فرصة نادرة بالفعل، وإنه لحظ وافر لنا في أبوظبي أن تأتي هذه الفرق إلينا وتعزف ليس فقط في الحفلات المسائية، إنما للطلاب ولا تكتفي بالعزف إنما تشرح لهم عن عملها. ففي العادة وعلى المستوى العالمي، يعتبر هذا الأداء محدودا جدا لجهة مستوى العازفين وعدد التلاميذ الحاضرين على السواء. وليتمكن أي واحد من حضور هذا النوع من الأداء المصاحب بالتفاعل والتعليم مع الجمهور، عليه على الأرجح السفر إلى برلين أو لندن أو أمستردام لمجرد الحصول على تذكرة لحضور هذا الحفل». وشرح عن هدف «موسيقى أبوظبي الكلاسيكية» من إتاحة هذه الفرصة لطلاب المدارس، وقال: «لا تتعلق المسألة بمجرد التمتع بالموسيقى وحسب.. إنما علينا أن نقول لماذا التمتع بالموسيقى هو أمر في غاية الأهمية. ومثالاً على ذلك، لقد وقف صبي من بين التلاميذ في مكان قائد الأوركسترا ليقودها لعدد من الدقائق، ليكتشف ما يعني الوقوف لقيادة الأوركسترا، وقد اتيحت تجارب مماثلة لعدد لا بأس به من التلاميذ». أشخاص حققوا ذاتهم وأضاف «لقد لمسنا أمثلة معبّرة حول مدى تأثير استخدام الجزء الآخر من الدماغ وهو الجزء المسؤول عن المشاعر والإبداع على القدرة في استيعاب وتطوير التأثيرات العلمية الإيجابية، وهذا ما أثبتته التجربة الطويلة الأمد وذكرته بإمعان العديد من الدراسات. وإن لقاء الطلاب بأشخاص حققوا ذاتهم في مسار حياتهم لأمر مؤثر بفعالية ومفيد للتلاميذ أنفسهم، وهو مماثل للقاء التلاميذ والعمل مع الموسيقيين العظماء، لأن تجارب مماثلة بوسعها إلهامهم وتحفيزهم، كما أنها تبقى وتستمر في ذاكرتهم وتعطيهم تقديراً أعلى ومتعة أعمق بالموسيقى». وكان قد لفت نيل باركلي إلى «أن المنهج التعليمي الموسيقي بدأ مع أول موسم انطلق من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مع «موسيقى أبوظبي الكلاسيكية» أي في العام 2008، واستهدف كل الأعمار من الحضانة إلى الجامعة، وقد عملنا منذ البداية على مراسلة كل المدارس ولمسنا تجاوباً من عدد كبير منها وبدأنا العمل معهم، وهي مدارس وجامعات خاصة وحكومية وتضم كلها في صفوفها إماراتيين وعربا وأجانب من القاطنين في الإمارات». أسعار رمزية وأشار إلى السياسة التشجيعية التي اعتمدتها «موسيقى أبوظبي الكلاسيكية» للتلاميذ وطلاب الجامعات، من خلال توفير تذاكر دخول إلى حفلات الموسيقى الكلاسيكية بأسعار رمزية، حيث يدفع الطلاب في هذه الحفلات 30 درهماً إماراتياً فقط. وعن التغيير في تقبل الموسيقى الكلاسيكية كمنهاج ثقافي تعليمي في العالم العربي من خلال مواسم أبوظبي، أشار نيل باركلي أنه لا بد من مرور الوقت للمس التغيير المطلوب، إنما ثمة تغيير ملموس في ازدياد الاهتمام في نشاطات «موسيقى أبوظبي الكلاسيكية» من المجتمع الإماراتي والمجتمعات الوافدة إلى الإمارات من عرب وأجانب. وعبّر عن ارتياحه بردود الفعل التي وجد أنها «إيجابية»، مشيراً إلى الرسائل التي يتلقاها المهرجان التي تعبر عن الشكر من الجمهور لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث ولموسيقى أبوظبي الكلاسيكية. ويكفي أن تخبرني أستاذة في إحدى المدارس أن تلميذها الذي شارك في اللقاء مع فرقة الأوركسترا الملكية كونسيرتجيبو لأمستردام، قال لها «إنه أجمل يوم في حياتي»، وأعتقد أن هذا يفرحنا فعلياً ويرينا بأننا نسير على الطريق الصحيح. جامعيات مراقبات قدمت وطفة ناصر «سنة ثانية علوم دولية وأعمال مالية في جامعة زايد»، إلى قصر الإمارات للمشاركة في اليوم المخصص للطلاب لتستطلع المشروع القائم بين المدارس و»موسيقى أبوظبي الكلاسيكية» وتقارن بين الموهبة والاحترافية لإدخال هذه التجربة ضمن أحد المشاريع الجامعية فتقيّم فيه ما يحدث وتدلي برأيها فيه. وعلى الرغم من أنها واكبت سابقاً حفلاً مختلفاً لتخريج الطلاب في إحدى الجامعات، إنما كان لتجربتها في التماس المباشر مع الموسيقى الكلاسيكية وقعاً مختلفاً. تستمتع بسمفونيات بيتهوفن وتحب أيضاً موسيقى باخ، ولأن لديها إلمام بالآلات الموسيقية المستخدمة في الفرق الأوركسترالية فهي فضلت فقرة العزف على فقرة الشرح للطلاب. أما نوف الظاهري «سنة ثانية فن وتصميم في الجامعة نفسها» فقد كان لتجربتها الأولى مع حفل أوبرالي حضرته في اوستراليا الوقع الكبير على نفسها. وتقول «تعرفت على فن الأوبرا من خلال ذلك الحفل، وقدرت قيمته». أما عن تجربتها في قصر الإمارات، فهي تمنت لو أنها رأت عدداً أكبر من المواطنين والعرب حاضرين، وقررت أن تشرح للتلاميذ المواطنين أهمية التواجد في مناسبات مماثلة تتوافر مجاناً لهم... وتمنّت لو أن توقيت اللقاء مع الأوركسترا يكون عصراً كي يتاح للأهالي اصطحاب أولادهم إلى اللقاء ومشاورتهم به. تعزف نوف على البيانو والأكورديون منذ الصغر، وهي لم تتعلم الموسيقى بشكل أكاديمي إنما اكتفت بموهبتها السمعية للعب النوتة الموسيقية، ومع مرور السنوات وعدم التشجيع والبيئة المناسبة توقفت عن العزف. وهنا تتدخل زمزم عمر «سنة ثانية صحة بيئية في جامعة زايد» لتقول: «إن تخصيص حصص في المدارس للموسيقى، وليس فقط ذلك، إنما أن يهتموا بأن تكون هذه الحصص مسلية ومشجعة يتولاها أساتذة متخصصون وبروفيسورات في المجال، وليس أن تكون حصصاً مملّة لمجرد ملء الفراغ». وتحب زمزم الموسيقى بشكل خاص، وتقول «إن ما تقوم به هيئة أبوظبي للثقافة والتراث من خلال مواسم «موسيقى أبوظبي الكلاسيكية» مجهود كبير يشهد له، ونحن محظوظون في الجامعة إذ أنهم يبلغونا بكل نشاطاتهم الثقافية والفنية فيتاح لنا المشاركة فيها والحضور». رمز للفخامة والرفاهية تلفت زمزم إلى أن البعض يترددون في الحضور لرهبة الحدث، فهم غير معتادين على الموسيقى الكلاسيكية ولم تدخل بعد في إطار حياتهم. وتضيف «البعض يتردد حين يسمع «قصر الإمارات» لأنه رمز للفخامة والرفاهية.. ولكنه يتيح بالأوديتوريوم فيه لحفلات من هذا النوع ما يدفعني لتشجيع الناس على الحضور وعدم التردد فالمناسبة ككل المناسبات الأخرى، وهي مناسبة مهمة ولا تتكرر دائماً ولا يجوز تفويتها. تحب زمزم أن تعزف على البيانو، لكنها ترى أن نوادي الموسيقى في الجامعات غير كافية بمقوماتها ونشاطاتها لجذب التلاميذ وكذلك الأمر في المدارس.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©