الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المخرجة شيرينا السويدي تحلم بتجربة سينمائية قادرة على المنافسة العالية

المخرجة شيرينا السويدي تحلم بتجربة سينمائية قادرة على المنافسة العالية
14 يوليو 2011 19:28
تبدو المخرجة السينمائية الإماراتية شيرينا السويدي كما لو أنها تسابق الزمن بحثاً عن إنجاز سينمائي يلائم قدراتها، ويستجيب لطموحاتها، هي تدرك جيداً أن الفن السابع في الإمارات لا يزال حديث العهد، وأن هناك الكثير مما يتوجب عليها وزملائها العاملين في هذا الحقل أن ينهضوا به تأسيساً لصناعة سينمائية منافسة تلقى الكثير من الصعوبات والمعوقات، في مقدمها غياب البنى التحتية الضرورية للسينما، والتي لا تقتصر على الإمكانات المادية وحدها، بالرغم من أهميتها الحاسمة، وأنما تتمحور أساساً حول العنصر البشري الكفء والمتمرس الذي يسعه تحقيق القفزة المأمولة، والانطلاق بالتجربة السينمائية الواعدة نحو مصاف الاحتراف، ومنحها القدرة على المنافسة وسط محيط عالمي يمعن مع الزمن تضاؤلاً على الصعيد الجغرافي، ويضع الكثير من التحديات أمام القادمين لتوهم نحو معترك إبداعي يتميز بوعورة مسالكه، ووفرة تشعباته، وتعقيدات تضاريسه. علي العزير (أبوظبي) - هذه العقبات، على صعوبتها وجديتها، لا تنال من عزيمة شيرينا، ولا تخفف من حدة تصميمها على امتلاك مكان ومكانة وسط الكثير والكبير من الأسماء والأعمال، لكنها تحرص بالمقابل على استيعاب حقيقة الواقع، لأن هذا الوعي بالظروف الذاتية والموضوعية المحيطة بميدان الإنجاز هو شرط رئيسي لخوض السباق فوق مضماره، وصولاً نحو تحقيق الفوز، فآخر ما يحتاجه الحقل السينمائي الإماراتي، برأي شيرينا، هو أن يتم توصيفه باعتباره متخطياً للصعوبات، وبأنه قد استكمل عدته وصار جاهزاً لأن يفرض نفسه رقماً صعباً في المعادلة المعقدة.. هناك الكثير مما يتطلب تحقيقه قبل الركون إلى هذا الإحساس، أما ما يثير الأطمئنان في النفس فهو وجود من يعمل بجدية وثبات من أجل بلوغ هذا الهدف الذي لا يبدو مستحيلاً، بالرغم من كونه على درجة كبيرة من الصعوبة. نحو الشمس تمكنت شيرينا من إنجاز العديد من الأفلام السينمائية، وتنوعت إنجازاتها بين الوثائقي والسردي، من دون إغفال الرسوم المتحركة أيضاً، أما ما يستدعي التوقف عنده بتمعن فهو إعجابها بالثقافة اليابانية، وتحقيقها لأعمال سينمائية مرتبطة بها، كذلك هي لا تخفي طموحها بالتعمق في هذا الثقافة، وفي إنجاز المزيد من الأفلام المعبرة عنها، وقد يكون ممكناً تفهم هذه الرغبة في مقاربة الرؤى اليابانية الفائقة التعقيد، واستيعاب الدوافع وراء إطلالة على عالم مختلف بالغ الثراء، ومختزن للكثير من عوامل الدهشة، لكن المثير للتساؤل هو عن كيفية الإحاطة بتلك التعقيدات المركبة للحضارة اليابانية التي طالما شكلت عناصر غموض مربكة لكل من لا ينتمي إلى بلاد الشمس. إنجاز جماعي ترى شيرينا أن الظروف المحيطة بالحراك السينمائي الإماراتي تسمح، وتشجع على قيام مشاريع ناجحة، لكن المهم هو توافر الأفكار الملائمة، والطاقم الفني المنفذ لتلك الأفكار، إضافة إلى المخرج القادر على تنسيق تلك الإمكانات، وتوظيف الجهود المتنوعة بما يخدم فكرة تحقيق الإنجاز. أما عن العقبات التي تعيق عملية الخروج بالعديد من الأفكار القيمة إلى الضوء، فتتمثل حسب رأيها، بعدم توافر الميزانيات، وبالغياب الجزئي للطاقم الفني المؤهل لوضع الأعمال موضع التنفيذ، فالسينما هي إحدى الصناعات التي تحتاج تكاملاً جماعياً، ويصعب الرهان في نجاحها على طفرات فردية مهما بلغت من التميز. بين العوامل الرئيسية المعيقة لعملية النهوض السينمائي، تضع شيرينا السويدي مسألة ندرة الممثلين في المقدمة، فثمة أزمة يواجهها المخرجون، لا سيما المبتدئون منهم، في العثور على طاقم تمثيل محترف يسعه تحويل النص المكتوب إلى آخر مرئي موازٍ له من دون تشويه في عملية الاستهداف السردي القائمة خلفه، حيث تدعو السويدي إلى مساعدة العاملين في الحقل السينمائي على ردم ثغراتهم البشرية: “اقترح وجود ممثلين يدعمون الطلبة والخريجين فى مشاريعهم، إلى جانب وجود مؤسسات رسمية تهتم بهذه المسائل”. وهي لا تقلل من أهمية الندرة القائمة على الصعيد التقني أيضاً: في مجال الصوت والإضاءة تحديداً، والبديهي أن ذلك لا بد له أن يعكس نفسه على المنجز برمته، خاصة أننا بصدد عمل مرئي يعتمد على الصورة بقدر ما يتكئ على جميع المؤثرات الصوتية التي تساهم في إيصال فكرته إلى المتلقي. معوقات حاضرة في سياق الحديث عن تجربتها المهنية توضح السويدي أنها اعتمدت في إنجاز أعمالها على مجهودها الفردي فقط، الأمر الذي يمتلك أكثر من دلالة: من ناحية ثمة فرصة للاعتماد على الذات في تحقيق الأفلام السينمائية بالرغم مما يوحي به الأمر من صعوبات في المبدأ، أما الاستنتاج الثاني فهو المتصل بإمكانية تطوير النتاج الحالي فيما لو تم تأمين جهات قادرة وداعمة تتيح له فرصة تجاوز العقبات المعيقة. ترفض شيرينا، رداً على سؤال، التكهن بمستقبل السينما الإماراتية، وتقول: “نظرتي المستقبلية في هذا المجال صعبة التحديد بسبب المعوقات والصعوبات التى نمر بها عند التنفيذ في الوقت الحالي، أي أنني لا استطيع تحديد معالم الغد السينمائي لصعوبة الحاضر”. كذلك هي لا تجد لديها معايير كافية للحكم على جدية التنسيق بين العاملين في السينما الخليجية بهدف إنجاز أعمال مشتركة، “أعمالي بحت فردية، ولا مجال لأن أبدي رأياً في هذا السياق”. أساليب متكررة في ما يخص إمكانية الاعتماد على البيئة الجغرافية في الإمارات لتصوير أفلام تستوحي الثراء الطبيعي القائم، تبدي السويدي بعض الحذر: “بيئتنا غنية مشهدياً من دون شك، لكن التعامل البصري معها يحتاج إلى الكثير من الدقة والتفنن، خاصة أمام ما نراه من اعتماد أساليب متكررة”. كذلك هي تقلل من حجم التظاهرات السينمائية التي تشهدها الدولة بصورة دورية في التأثير إيجابياً على نهضة سينمائية مأمولة: “من وجهة نظري يقتصر اهتمام الجهات المسؤولة على رعاية منافسات عالمية، حيث لا يمتلك العنصر المواطن حضوراً فاعلاً في إطارها، أي أن الاهتمام يتركز على رعاية الأجانب وتحفيزهم وتكريمهم في الأنشطة المتعددة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©