الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كامل ومطابق للحق وصحيح ومستقيم صدق بمحكم آياته وإعجاز بيانه

كامل ومطابق للحق وصحيح ومستقيم صدق بمحكم آياته وإعجاز بيانه
14 يوليو 2011 19:28
الصدق يعني الكمال والاستقامة والحق والإخلاص وأيضا بمعنى الرسوخ والثبات وعدم التحول والتزعزع، وكل هذا موجود في القرآن، ولذلك يرى العلماء ان «الصدق» من أسماء الكتاب الكريم، لانه كامل ومطابق للحق والحقيقة، وصحيح مستقيم، وكل ما جاء فيه ووعد به واقع صادق، وراسخ ثابت ودامغ للباطل والفيصل بينه وبين الحق. يقول الله تعالى:» وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم» سورة الانعام الآية115، ويقول عز وجل: «فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون» سورة الزمر الآيتان 32و33. احمد محمد (القاهرة) - يقول المفسرون «أصحاب المنتخب» حول معاني هذه الآيات: إن حكم الله قد صدر فتمت كلمات ربك الصادقة العادلة بإنزال الكتاب الكريم مشتملا على الصدق وفيه الميزان الصادق بين الحق والباطل، ولا يوجد من يغير كلمات الله وكتابه وهو سبحانه سميع لكل ما يقال عليم بكل ما يقع، وهذا حكم الله بالحق يبينه بالآيات الساطعة، وقد حكم سبحانه فأنزل الكتاب الكريم حجة عليكم وقد عجزتم ان تأتوا بمثله، وهو مبين للحق والعدل، فمن شرح الله صدره للاسلام بقبول تعاليمه فهو على بصيرة من ربه، وقد أنزل الله أحسن الحديث كتابا تشابهت معانيه وألفاظه في بلوغ الغاية في الإعجاز والإحكام، تتردد فيه المواعظ والاحكام كما يكرر في التلاوة تنقبض عند تلاوته وسماع وعيده جلود الذين يخافون ربهم، ذلك الكتاب الذي اشتمل على هذه الصفات نور الله يهدي به من يشاء فيوفقه إلى الإيمان، فلقد بينا للناس في هذا القرآن من كل مثل يذكرهم بالحق ليتذكروا ويتعظوا، انزلناه قرآنا عربيا بلسانهم لا اختلاف فيه، فليس أحد أشد ظلما ممن نسب إلى الله ما ليس له، وأنكر الحق حين جاءه على لسان الرسل، والذي جاء بالحق وصدق به إذ جاءه أولئك هم المتقون لا غيرهم. انا انزلنا عليك القرآن الكريم لجميع الناس مشتملا على الحق الثابت، فمن استرشد به نفع نفسه، ومن ضل عن طريقه فإنما يرجع وبال ضلاله على نفسه ايضا، فما عليك الا البلاغ وقد بلغت، واتبعوا احسن ما انزل اليكم وهو القرآن الكريم من قبل ان يجيئكم العذاب فجأة وعلى غير استعداد، بعد ان انزله الله القوي الغالب المحيط علمه بكل شيء، فستعلمون صدق ما قلته لكم واوكل امري الى الله، والذين كذبوا بالقرآن وبما ارسل الله به الرسل جميعا من الوحي فسوف يعلمون جميعا عاقبة تكذيبهم، فهذا الكتاب ميزت آياته لفظا ومقاطع يميز بين الحق والباطل، والبشارة والانذار، وتهذيب النفوس وضرب الامثال وبيان الاحكام، ميسر الفهم باللسان العربي لقوم يعلمون، ولو جعلنا هذا القرآن اعجميا لقالوا هلا بينت اياته بلسان نفقهه، وقد انزلناه هدى وشفاء ورحمة للمؤمنين ينقذهم من الحيرة ويشفيهم من الشكوك. ان الله الواحد الاحد الذي لا إله غيره نزل القرآن مشتملا على الحق في كل ما تضمنه من اصول التشريع السماوية في الكتب السابقة، وفيه هداية للناس، ومن حكمته جعل منه ايات محكمات محددة المعنى بينة المقاصد، هي الأصل وإليها المرجع، والله يشهد بصحة ما أنزل إليك، أنزله محكما والملائكة يشهدون بذلك، وأن القرآن فيه الآية الدالة على صدقك، وما انزل الا بعلم الله ولئن اجتمعت الانس والجن وتعاونوا على أن يأتوا بمثله في نظمه ومعانيه لا يستطيعون، فلقد نوعنا مناهج البيان فيه للناس بوجوه مختلفة من كل معنى، مؤيدا بالحكمة الالهية بصحة عقائده واحكامه المستقيمة. ولقد ذكر الله في القرآن للناس الامثلة المتنوعة ليعظهم بما فيها، ولم يترك شيئا الا واثبته فيه، وبين لهدايتهم كل ما يرشدهم الى طريق الهدى، وان الله سبحانه وتعالى قد صدق فيما اخبر، فلا تحيدوا عن النهج الذي رسمه لكم، لانه هو الطريق المستقيم الموصل إلى السعادة في الدارين، واتبعوه لأنه سوي من عند الله، انزله مباركا مشتملا على الخير الإلهي والمنافع الدنيوية والدينية، وعلامة واضحة أيضا على صدق محمد – صلى الله علييه وسلم- ومبينا لكم كل ما تحتاجون اليه في دينكم ودنياكم وهاديا الى الطريق السوي ورحمة لكم باتباعه، وفيه نهاية الكمال في الاستقامة، ولتنذر به المكذبين ليؤمنوا وتذكر به المؤمنين ليزدادوا ايمانا، لا مرية فيه، يهدي الى طريق الله بما فيه من عقائد وهداية. والقرآن الكريم صدق في ذاته وتصديق لغيره، اي عندما جاء بما فيه من ايات من عند الله كان دليل صدق لكل دعوة او داع من الله، فكل رسول وكل كتاب وكل دعوة لها في القرآن دليل صدق، ويصدق دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وبأن القرآن من عند الله تعالى لا يستطيع البشر ان يفتروه. إن القرآن الكريم ليس فقط كتاب دين أو كتاب فقه، إنه كتاب جامع معجز جمع بين دفتيه كل صنوف العلم، وكل أشكال الحكمة، وكل الأخلاق والمثـل العليا، وكذلك كل تصانيف الأدب، ومن بين ما جمع القرآن الكريم من علوم جمع أيضا علم الطب والشفاء، فكان حقا هدى وشفاء ورحمة. إنه سد منيع يستطيع الإنسان أن يحتمي به من مخاطر كل الهجمات المتتالية على نفسه وقلبه، فيقي القلب من الأمراض التي يتعرض لها كما أنه ينقيه من الأمراض التي علقت به كالهوى والطمع والحسد ونزغات الشيطان والخبث والحقد، فهو كتاب ومنهج أنزله رب العالمين على قلب محمد صلى الله عليه وسلم ليكون لعباده هاديا ونذيرا وشفاء لما في الصدور. وبكل حسم ووضوح، وبكل إشراق المعاني وبكل دقة الألفاظ وببلاغة لا نظير لها يصل القـرآن إلى قلب الفكرة، فيهدي إلى طريق التفكير الصحيح ومنهج العمل المستقيم، وهكذا دائما دأب كلمات القرآن في الوصول إلى قلب الحقائق وجوهرها من أقرب طريق وبأبلغ الألفاظ وأقلها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©