السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أرخبيل ميكرونيزيا ·· رحلة إلى نهاية العالم

23 يوليو 2006 01:36
إعداد - عدنان عضيمة: بالرغم من هذا التطور الكبير الذي طرأ على صناعة النقل والسفر، فلقد بقيت الكثير من مناطق الأرض البعيدة مجهولة لا نعرف عنها إلا القليل، وهي التي ينتظر منها أن تتحول في المستقبل القريب إلى مقاصد سياحية كبيرة الأهمية بسبب طبيعتها العذراء وبعدها عن مصادر التلوّث· ومنها مثلاً مجموعة الجزر المتناثرة في أعالي المحيط الهادي والمعروفة باسم (ولايات ميكرونيزيا الفيدرالية)؛ وتتألف من607 جزر تقع إلى الشمال من خط الاستواء في القطاع الغربي من المحيط الهادي وتبعد عن جزر هاواي بنحو 4000 كيلومتر· وتبلغ المساحة الإجمالية لأراضيها العائمة نحو 1200 كيلومتر مربع ولكنها تنتشر على مساحة كلية تفوق 4 ملايين كيلو متر مربع من سطح المحيط· ويبلغ أقصى بعد بين جزرها، وهو الذي يفصل بين جزيرتي كوسراي الواقعة إلى الشرق و(ياب) الواقعة إلى الغرب أكثر من 2300 كيلومتر· وتقسم الجزر إدارياً إلى أربع ولايات هي (تشوك) Chuuk التي كانت تسمى قبل بضع سنوات (تروك) وهي تضم سبع جزر رئيسية وأكثر من مئة جزيرة صغيرة، و(بونباي) Pohnpei، و(ياب) Yap و(كوسراي) Kosrae· سياحة في أقاصي الأرض وبالرغم من التخلف الذي كانت تعاني منه هذه الجزر قبل بضع سنوات فقط، وخاصة من حيث نقص مرافق البنى التحتية الأساسية، إلا أنها أصبحت تضم الآن بعض الفنادق الفخمة والطرق الراقية والمطارات· ومن أهم ميزاتها السياحية الغابات الاستوائية الكثيفة والأنهار ومساقط المياه والشواطىء ذات المياه الصافية الزرقاء· وتضم هذه الجزر أيضاً واحدة من الأعاجيب الأثرية التاريخية التي تجتذب ألوف السياح كل عام وهي معبد (نان مادول) المبني من أحجار ضخمة في جزيرة بونباي، والتي حار المؤرخون في تفسير الطريقة التي نقلت بها إلى الجزيرة وكيف تم رفعها وبناؤها فوق بعضها؛ وتكرر هذه الأحجار اللغز المتعلق بالطريقة التي بنيت بموجبها أهرامات الجيزة في مصر· ويسود هذه المنطقة من العالم مناخ استوائي مصحوب بجو دافىء طوال أيام السنة· ويعرف عنها معدلات العالية للأمطار للدرجة التي جعلت ولاية بونباي توصف بأنها المنطقة الأكثر رطوبة في العالم أجمع حيث يبلغ المعدل السنوي لسقوط الأمطار فيها إلى 830 سنتيمترا (830 لترا في المتر المربع)· وحتى نهاية القرن الخامس عشر، لم تكن هذه الجزر قد اكتشفت على الإطلاق· وفي عام 1525 وصل بعض البحارة البرتغاليين إلى جزيرة (ياب) وما يجاورها من جزر صغيرة في إطار بحثهم عن أرخبيل (جزر التوابل) أو (أندونيسيا)· وغزاها الإسبان في عام 1899 ثم باعوها للألمان فيما عدا جزيرة جوام التي احتلها الأميركيون وجعلوها قاعدة عسكرية· وفي عام 1947 أعلنت الأمم المتحدة وصايتها على أرخبيل جزر مارشال الذي يضم مجموعة جزر ميكرونيزيا بعد أن ضمّت إليها مجموعة جزر ماريانا الشمالية· وبدأ الضغط الأميركي على الأمم المتحدة من أجل رفع وصايتها عليها· وفي 12 يوليو من عام 1978 فرضت الولايات المتحدة وصايتها على أربع من أضخم هذه الأرخبيلات هي (تروك) و(ياب) و(بونباي) و(كوسراي) التي اتحدت مع بعضها تحت اسم (ولايات ميكرونيزيا الفيدرالية)· السياحة والنمو وتنتشر ولايات ميكرونيزيا على مساحة بحرية تبلغ 2,6 مليون كيلومتر مربع من المحيط؛ ولهذا فإن من الطبيعي أن يكون البحر هو مصدر الثروات المهم بالنسبة للسكان حيث تضم أغنى المصائد· وهي تنتج 100 ألف طن من أسماك التونا سنوياً· واسترعت التركيبة الطبيعية الخلابة لهذه الجزر أنظار المهتمين بالاستثمارات السياحية حيث بدأت بعض شركات الطيران بتسيير رحلات منتظمة إلى الجزر الكبرى لولايات ميكرونيزيا· وتقطن هذه الجزر أقوام آسيوية محلية اختلط بها بعض المهاجرين الذين جاءوا إليها لاستثمار المصائد· وأصبحت السياحة تحتل الآن دوراً بارزاً في التطور الاقتصادي السريع لهذه الفيدرالية التي اختارت لنفسها الانزواء في أبعد مكان على الأرض· ويعرف عن السكان الأصليين أنهم حفاة الأقدام، عراة الصدور نساء ورجالاً، إلا أن هذه المظاهر بدأت بالاختفاء التدريجي حيث يلاحظ هناك أن الأزياء والملابس الحديثة باتت تستهوي أعداداً متزايدة من السكان· والإنجليزية هي اللغة الرسمية لشعوب ولايات ميكرونيزيا الفيدرالية إلا أن هناك العديد من اللهجات والرطانات المحلية ومن أكثرها انتشاراً اللغة الملاوية البولينيزية التي ظهرت على مر العصور كلغة هجينة من عدة لغات·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©