الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شلل بعد عملية غير ناجحة

11 أكتوبر 2010 10:38
شابة في مقتبل العمر كادت تفقد حياتها بسبب إجراء عملية غير ناجحة في الرأس نتج عنها شلل في أعضائها، على إثرها سافرت إلى الخارج للعلاج، وما زالت هناك منذ ما يزيد على 6 أشهر، هي شابة كانت تعمل موظفة بإحدى الإدارات في الإمارات، متزوجة، ولها طفلة، قصتها بدأت مع المستشفيات حين علمت بأنها مصابة بورم في الثدي، أزيل الورم، وتعافت بنسبة كبيرة، ولكن حصل ما لم يكن متوقعاً في بعض المستشفيات، وهذه قصتها بين المستشفيات والمعانات النفسية، وبين الأخطاء الطبية والتشخيص الخطأ ومعاملة بعض الأطباء القاسية التي تخلف أزمات نفسية عند المريض، هي قصة هناء (س) ترويها أختها سعاد (س) بكثير من الدموع وبقلب يعتصره الألم حيث تقول: سبق أن كانت أختي مريضة وتعافت، وما حصل أنها حملت في أحشائها جنيناً، هذا الأمر بقدر ما كان يسعدها بقدر ما فاقم مرضها، خاصة أن الحمل يلزمه جسم قوي ومناعة كبيرة، تراجعت صحتها ولم تعد تقوى على العمل بشكل مستمر، ذهبت لأحد المستشفيات الخاصة المعروفة في البلد لإجراء بعض الفحوص، وكانت بمفردها، أجروا لها بعض التحاليل من دون دراية بحالتها الأولى، اتخذ الطبيب المشرف قراراً بضرورة زيادة الدم لها كونها تعاني فقراً شديداً في الدم، كما أعطوها مغذياً عن طريق وريد العنق، وهذا صعّب حالتها النفسية وأخضعها لمعانات مرضية كبيرة، وحصل أن غابت عن الوعي وأغمي عليها فقالوا أنها تعاني اكتئاباً شديداً. تصمت سعاد حابسة دموعها، قائلة: إن الطبيب كان قاسياً جداً في كلامه معنا، وتضيف: لقد أخبرنا الطبيب أمامها ومن دون مراعاة لشعورنا وشعورها، وقائلاً: إنها مريضة جداً، وأن المرض انتشر في بقية الجسد كما تعاني ورماً في الرأس، لهذا فهي لن تعيش أكثر من 4 أو 6 أشهر، وأضاف بكل قسوة وبرود كأنه يتلذذ بعذاب الآخرين، مشدداً على ضرورة إنزال الجنين وحلق الرأس، لأنها تعاني ورماً ويجب وضع ثقب في الرأس لشفط هذا الورم، هذا الأمر جعل أختي تنهار تماماً، كما نحن أيضاً، وهنا لا أتكلم عن الخطأ الطبي أتحدث عن قسوة الطبيب وطريقة إخباره للمريضة بهذه الطريقة، وتذكر سعاد أنها حينما تحدثت معه، وقالت هذه طريقة غير سليمة في تبليغ المريضة أمرها قال: “تعالي خذي ملابس الطبيب وكوني مكاني أحسن، فأنا أعرف عملي وأعرف ما أقوم به”، وتضيف: إثر ذلك تحملنا المسؤولية كاملة وأخرجناها من هذا المستشفى الخاص. عملية غير ناجحة تضيف سعاد أخت المريضة: ذهبنا بها إلى البيت، لكن حالتها كانت تزداد سوءاً، وفي اليوم التالي أخذناها إلى مستشفى حكومي، وبالضبط عند الطبيب الذي كان يتابع حالتها قبل الحمل حين كانت مصابة بورم في الثدي، وحين دخلت إلى هذا المستشفى كانت تقف على أرجلها، على الرغم من وهن صحتها وهزالها، فأخبرونا بضرورة إجراء عملية في الرأس، وأنها لن تدوم أكثر من 4 ساعات، قبلنا بالوضع، واستغرقت هذه العملية 6 ساعات بدل من أربع، بعدها ظهرت أعراض جديدة لم تعانيها أختي في السابق، حيث أصيبت بشلل في اليد والرجل، ولازمها وجع في الرأس، والطامة الكبرى أنها حامل وقرروا إعطاءها علاجاً كيمياءً عبارة عن حبوب، حيث جرب في أميركا على امرأتين فقط، وهذا بالطبع غير كافٍ، وبه مجازفة كبيرة على حياتها، وبالمصادفة تحققت رغبتها في العلاج في الخارج، ورحلت إلى سنغافورة للعلاج، وما زالت هناك لمدة فاقت 6 أشهر، وهناك بدأ الكشف من جديد، لكن لم يرغبوا في التخلص من الجنين، واتخذوا قراراً بتسكين الألم، وانتظار استكمال الحمل سبعة أشهر، وبالفعل قاومت أختي الألم ورفضت حتى أخذ المسكنات للحفاظ على جنينها الذي ضحت من أجله كل هذه التضحيات الأليمة، التي تعد فوق طاقة كل إنسان، وكلما سألها أي أحد التخلص منه لتحقيق العلاج تقول: “روحي وروحه معاً”، خاصة أن كل التقارير تؤكد أن وضع الطفل مستقر، هكذا ظلت بسنغافورة تعيش 14 يوماً بالمضادات الحيوية، لكن تعفن فتحة الرأس التي تفاقم، وسبب لها انتفاخا كبيرا مكان الفتحة، وسيلانا غير عادي، إثر ذلك وقبل أن يستكمل الجنين شهره السابع أدخلت المستشفى، حيث تأكد أن الورم لم يتم استئصاله على الرغم من العملية التي خضعت لها سابقاً، وتضيف سعاد في السياق نفسه: هكذا تقرر إجراء عملية قيصرية وعملية في الرأس في يوم واحد لإنقاذ الجنين وإزالة الورم، وكان ذلك. وبعد كل ما قيل وبعد كل الأخطاء التي تعرضت لها أختي، وما أصابها إثر ذلك من أذى نفسي وجسدي، ها هي اليوم ما زالت تخضع إلى العلاج في الخارج، وابنها يكبر أمام أعينها، وحالتها تتحسن يوماً بعد آخر والحمد لله على كل حال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©