الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شعراء يدينون الاحتلال والاستبداد والظلامية

شعراء يدينون الاحتلال والاستبداد والظلامية
29 يوليو 2014 23:31
أعلن واحد وثمانون شاعراً من العالم، مساء الأحد الماضي، عن تضامنهم العميق مع ما يجري ضد الناس العزّل في المنطقة العربية إجمالاً، وأكدوا إدانتهم لكل من: الاستعمار، ممثلاً في الاحتلال الإسرائيلي، والاستبداد الذي تتميز به الأنظمة التي تحكم في بلاد عربية تشهد حضوراً وسطوة للظلامية والتكفير والممارسات المتخلفة باسم الدين الإسلامي. وأعربوا عن وقوفهم وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني في غزة الذي يواجه عملاً من أعمال الإبادة الجماعية. كما أعلنوا تضامنهم مع الشعب السوري الذي يراق دمه على يد النظام الديكتاتوري في سوريا، وشجبوا كل أشكال القمع معتبرين أن الاحتلال والديكتاتورية وجهان لعملة واحدة تسير إلى جوارهما الظلامية التكفيرية. جاء ذلك، في بيان جرى توزيعه خلال حفل ختام مهرجان «أصوات شعرية من المتوسط» الذي أقيم في الجنوب الفرنسي، في مدينة «سيت» التي تشاطئ المتوسط، خلال الفترة من السابع عشر وحتى السابع والعشرين من الشهر الجاري، بمشاركة مائة وخمسين شخصية من الشعراء والموسيقيين والكتاب والصحفيين من مختلف أنحاء العالم تقريباً. نص البيان وقال الشعراء في بيانهم: «نحن شعراء العالم المجتمعون في مدينة سيت الفرنسية، والموقعون على هذا البيان، انطلاقاً من اعتبارنا الشعر صوت الوجدان والضمير والشاعر، معبّراً عن الروح الحرة، وقيم الحرية، نرفع من مهرجاننا الشعري المتوسطي الصوت عالياً دفاعاً عن حياة الإنسان وحريته وكرامته». وأضاف البيان: «والدم المراق في غزة يستدعي، بالضرورة، الدم المراق في سوريا على يد النظام الديكتاتوري المدعوم من النظام الثيوقراطي الإيراني الذي يقوم بقمع السوريين، واستدعاء المرتزقة الظلاميين من كل مكان في العالم للاقتتال على أرض سوريا». وختم الشعراء بيانهم بالقول: «نحن شعراء العالم، إذ نرفع صوتنا مطالبين بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وإدانة المعتدي، ورفع الحصار عن غزة، نرفع في الوقت نفسه الصوت مطالبين بالحرية والكرامة للشعب السوري، كما نطلب ذلك لسائر الشعوب المضطهدة، إن من قبل الاحتلال الأجنبي أو من قبل النظم الديكتاتورية». أما الشعراء الموقعون على هذا البيان فهم: راوول زوريتا (تشيلي)، نوري الجراح (سوريا)، ثيوني كوتيني (اليونان)، يد الله رؤياي (إيران)، طغرل كيسكين (تركيا) ، نوبيرت بويجا (مالطا)، ماريا دو سوميرو باروسوس (البرتغال)، صلاح فائق (العراق)، انطوان بابيلكا (ألبانيا)، هوغو موجيكا (الأرجنتين)، ديمتري كوسوبولوس (اليونان)، صالح دياب (سوريا)، ريمو شالاكو (ألبانيا)، ماركو توماش (البوسنة والهرسك)، بيداد بونيت (كولومبيا)، صلاح ستيتية (لبنان/فرنسا)، ناسا باتابيو (قبرص)، إيفان هيرزغ (كرواتيا)، دورتا جاكيش (كرواتيا)، داني اورفيز (إسبانيا)، تونيا باسولا (إسبانيا)، فينوس خوري غاتا (لبنان/فرنسا)، آنا روزيتي (كاتالونيا)، أليكس سوزانا (كاتالونيا)، أحمد الملا (السعودية)، مانويل فاليس (كاتالونيا)، ماكس آلو (فرنسا)، سوزان اورباخ (فرنسا)، باسم المرعبي (العراق)، بولين كاترينو (فرنسا)، مايل ديبو (فرنسا)، ارموند دوبوي (فرنسا)، ميشيل جيرو (فرنسا)، سيرجي جافايونيس (فرنسا)، جان جوبير (فرنسا)، صلاح بوسريف (المغرب)، باتريك لوبان (فرنسا)، ميسون صقر (الإمارات)، كلود لينزي (فرنسا)، هوبير ليكو (فرنسا)، وليد الشيخ (فلسطين)، بياتريس ماشي (فرنسا)، دانيل ماكسيم (فرنسا)، جان لوك بارا (فرنسا)، شارل بانكا (فرنسا)، جيمس بريفا (فرنسا)، طالب المعمري (سلطنة عُمان)، سيسيل ريشار (فرنسا)، ماري غوانيه (فرنسا)، جهاد هديب (فلسطين)، سافو (فرنسا)، سيرج فانتوريني (فرنسا)، محمد أبو زيد (مصر)، لوك فيدال (فرنسا)، ماتيلد شابي (فرنسا)، فيفيان سيامبي (إيطاليا)، ماورو ماكاريو (إيطاليا)، باسري قابريكي (كوسوفو)، عبد الرحيم الخصار (المغرب)، ثيومير جاكوفيسكي (مقدونيا)، بالشا بالكوفيتش (مونتينيغرو)، فرج العربي (ليبيا)، روي كواياز (البرتغال)، ميشو سيفيتيتش (صربيا)، زلاتا كوسيفيتش (صربيا)، حكيم ميلود (الجزائر)، ميتا كوشار (سلوفينيا)، يوسف البير (تركيا)، نشمي مهنا (الكويت)، محمد الحرز (السعودية)، رودولفو هاسلر (كوبا)، لامبيرت سيشليشتر (لوكسمبورغ)، لقمان ديركي (سوريا)، سيسيل قمحاني (تونس/بلجيكا)، دومينيك ماسو (بلجيكا)، حميد تيبوشي (الجزائر)، مارك أندريه بوييت (كندا) ، معتز ماجد (تونس)، أنطوان سيمون (فرنسا) إيزابيل ماكورفيلارسكا (فرنسا)، نصر الدين القاضي (ليبيا). خجل فرنسي وقد بدا واضحاً من بداية انطلاقة هذا المهرجان وجود قَدْر كبير من الخجل لدى المثقفين الفرنسيين، بسبب موقف قيادتهم السياسية تجاه ما يحدث في المنطقة العربية، وتهاونها في اتخاذ موقف واضح يرضي الفرنسيين أنفسهم، خاصة ما يتعرض له المدنيون في غزة. يُضاف إلى ذلك الموقف العقلاني والواضح من إدارة المهرجان، ممثلة في مديرته بمايتيه فاليس بليد، وبلدية «سيت» ممثلة في رئيسها فرانسوا كومينه اللذين واجها ضغوطاً سياسية للبقاء على الحياد، أي بالتعامل مع الأحداث على أنها غير موجودة بالمطلق. وبالفعل فقد شهد المهرجان خارج قراءاته الشعرية وداخلها الكثير من النقاشات المباشرة وغير المباشرة حول ما يجري في المنطقة؛ تلك النقاشات التي كانت تعبر عن عدم رضا من المثقفين الفرنسيين من ما يحدث بل ومتابعتهم الدقيقة للأحداث اليومية عبر التواصل مع شعراء أصدقاء من غزة، كانت قد أتيحت لهم المشاركة في المهرجان خلال سنواته السابقة. تجلى هذا الموقف السياسي من المنطقة العربية في ليلة الافتتاح التي كانت ليلة عربية بامتياز، افتتحت بقصيدة عن غزة قدمها كاتب هذه السطور، وشارك فيها الشاعر اللبناني صلاح ستيتية الذي يعتبر واحداً من كبار شعراء الفرنسية الآن، وشاعرة إيطالية معروفة هي ليليان سيامبي في القراءة الأولى، تلاهما شعراء عرب آخرون: ميسون صقر، نوري الجراح، فرج العربي، وليد الشيخ، محمد أبو زيد، صلاح بو سريف، معز ماجد، تحسين الخطيب، نشمي مهنا، باسم المرعبي، أحمد الملا، علي ميرزا، وعبد الله الهامل الذين توزعوا مع شعراء عالميين معروفين على قراءات متعددة، ضمن الأمسية الافتتاحية ذاتها التي استغرقت أكثر من ساعتين في حديقة عامة تدعى «قصر الماء»، وبحضور جمهور من أهل المدينة وسياح فرنسيين وأجانب، كان لافتاً من بينهم الحضور العربي المهاجر إلى المدينة ذاتها، وكذلك من المدن الأخرى كمونبلييه وسواها. كان على كل شاعر، كما في الأمسية الختامية، أن يقرأ قصيدة واحدة مختصرة، عليه أن يحدد هو من خلالها ما الذي يريد قوله «شعرياً» في هذا «الاجتماع» الشعري؛ فيعبر عن موهبته الشعرية مثلما يعبر عن رؤيته الخاصة لما يحدث في بيئته ومحيطه ومجاله الحيوي في اللحظة الراهنة؛ وبتعبير ثقافي مرئي من الجميع، إذ استضاف المهرجان أربعة من بين أهم الأصوات الشعرية من أميركا الجنوبية: بييداد بونيت واروول زوريتا وورودولفو هاسلر وهيوجو ميخيا، الذين هم من شعراء الستينات والسبعينات، حين كان ينبغي على المرء في تلك البلاد أن يدفع الثمن غالياً إذا أراد اتخاذ موقف جمالي وإنساني تجاه ما يحدث هناك. وهؤلاء وسواهم من شعراء أوروبا وبعض الشعراء الذين يكتبون بالفرنسية من أميركا الشمالية كانوا شهوداً على ليلة شعرية عربية نجحت فيها الشعرية العربية في اقتراح جمالياتها الخاصة أمام شعريات أخرى، وذلك إلى حدٍّ معقول جداً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©