الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مطر المنصوري دبلوماسي سابق يترجم عشق الصحراء إلى مشروع استثماري

مطر المنصوري دبلوماسي سابق يترجم عشق الصحراء إلى مشروع استثماري
2 فبراير 2017 10:41
ريم البريكي (أبوظبي) «المربى قتال»، مثل شعبي يضرب في حب الوطن والحنين إليه، وعندما يكون الوطن الإمارات، فإن التراث وجمال الكثبان الرملية، بلونها الذهبي، وقصص رحلات البدو وتنقلاتهم من واحة إلى أخرى بحثا عن الماء والخضرة..، لوحات فنية تراثية حفزت مطر علي فاضل المنصوري، للاستثمار بإنشاء موقع خاص معني بالتراث والبيئة البدوية. يشير المنصوري المدير العام لعيون البادية للسياحة إلى أن فكرة إنشاء الموقع راودته عندما كان يعمل في الخارج، مبينا أن الشوق والحنين للوطن، وحبه للصحراء دفعه للاستثمار في الموقع الصحراوي، مؤكدا أن البيئة الإماراتية تحمل بداخلها كافة الفرص لتمكين مواطنيها لتحقيق الاستثمار الناجح. ولا يخفي المنصوري عشقه المتواصل لحياة البادية، وشعوره الكبير بالراحة خلال عيشه هذه الأجواء التي يصفها بأنها أجواء تصفي الذهن، وتريح النفس من مشاغل الحياة الكثيرة، كما أراد المنصوري نقل هذا الشعور لغيره من مواطنين ومقيمين وسياح أجانب لعيش هذه الأجواء، والتعرف عن قرب على حياة مختلفة تماما عن حياتهم اليومية. ويتابع «منذ كنت أعمل في سفارات الدولة ووزارة الخارجية، تملكني دائما الشوق للإمارات، وقررت بمجرد عودتي إلى أرض الوطن إنشاء«عيون البادية»في منطقة الخزنة بأبوظبي. وقال المنصوري: أخذت فكرة إنشاء المشروع مني دراسة لمدة 3 سنوات، درست خلالها كافة جوانب المشروع، ووضعت كافة الأساليب لمواجهة جميع التحديات التي قد تواجهني بعد إطلاق مشروعي، مضيفا أن مدة تنفيذ مشروعه امتدت عاما كاملا، نظرا إلى تفاصيل الحياة البدوية، ورغبته في نقل الصورة بكافة جوانبها لزواره دون أي نقصان.. الخطوات تلك تضمنت قيام المنصوري وخلال فترة دراسته لمشروعه بعمل زيارة ميدانية لمشاريع المخيمات السياحية المنفذة في الدولة وسلطنة عمان، واطلع على أدق التفاصيل فيها، كما أثرى معلوماته العلمية من خلال دورة نظمتها مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة لمدة 3 أشهر، وتدرب لمدة ثلاثة اشهر أخرى في دورة نظمتها شركة شل للنفط، وكليات التقنية بأبوظبي في العام2006. وأوضح المنصوري أن من أهم التحديات التي يواجهها مشروعه هو الجانب الترويجي والتسويقي للمشروع، موضحا أن عددا قليلا للأسف من الناس يعرف عن خدماتهم، إضافة إلى اقتصار هذا النشاط على حركة السياح، مشيرا إلى أن هذه المعضلة خارجة عن سيطرته، وتحتاج بشكل عام إلى تشجيع وتحفيز من الجهات الحكومية المعنية بتقديم المزيد من الدعم بتفعيل قطاع السياحة الصحراوية، وزيادة النشاطات الفاعلة التي بدورها ستساهم في زيادة نشاطنا كمؤسسات وطنية تهدف من خلال أنشطتها التجارية إلى تطوير ودعم حركة السياح وتنويع البيئة الترفيهية أمام الأسر المواطنة والمقيمة، بحيث لا تكون هناك حيرة أمام هذه الأسر لقضاء فترات الإجازة والتمتع بأجواء جميلة داخل أرجاء الدولة، وإلغاء فكرة السفر للخارج في هذه الفترات. ويقع المخيم الصحراوي «عيون البادية للسياحة» بين أحضان الكثبان الرملية في منطقة الخزنة، وهي المنطقة التي انتقلت إليها عائلته في عام 1975، ويعطي المخيم لزائره لمحة عن التقاليد والأعراف الإماراتية العريقة ويتيح له الاستمتاع بالتجربة العربية الأصيلة تحت النجوم. ويعتبر المخيم بيئة نموذجية لأفراد الأسرة، وتعكس أنشطته الترفيهية تقاليد المجتمع الإماراتي، كما يوفر السياحة والأنشطة الثقافية جنبا إلى جنب مع تقاليد الضيافة في رحلات السفاري الصحراوية، وتضم فعالياته اليومية رحلة سفاري الصحراء مدتها نصف يوم، المبيت في المخيم، المغامرات بالدراجات النارية، تنظيم الأنشطة الاجتماعية لموظفي الوزارات الاتحادية والدوائر المحلية والشركات الخاصة في المخيم، تنظيم مناسبات اجتماعية مختلفة للعوائل، وتتلخص الأنشطة الترفيهية في توفير المواصلات ( من والى مدينة أبوظبي )مجلس بيت الشعر،القهوة العربية مع التمر، تقديم المشروبات الغازية، الاستمتاع بالتزلج على الرمال، ركوب سيارات الدفع الرباعي، مراقبة غروب الشمس، زيارة حظيرة الحيوانات، ركوب الجمال، عرض الصقور، عرض الكلاب السلوقية، ركوب الخيل، حناء، مساحة للألعاب الأطفال، ركوب دراجات نارية أوتوماتيك، بوفية عشاء، سوق تراثي لبيع الهدايا التذكارية، استوديو تراثي لأخذ صور فوتوغرافية مع ألبسة وأزياء تراثية بمجوهراتها، وقد بلغت التكلفة المالية التي خصصها المنصوري كميزانية لمشروعه بشكل كامل نحو 2.2 مليون درهم. وأفاد المنصوري بأنه تابع أولاً بأول عمليات تجهيز المخيم والذي يمتاز بخدمات السفاري الصحراوية المتنوعة، حيث يوفر خمس خيام دائمة مزودة بأسرة، وخيمة مجلس عربية تقليدية لممارسة الأنشطة المسائية المتنوعة، فضلاً عن مرفَقي حمامات دائمين، والأماكن المخصصة للعب الأطفال، والترامبولين، وحديقة للحيوانات الأليفة مثل الخراف والماعز، ويمكن للمخيم استيعاب نحو 200 شخص في الوقت نفسه. وبين المنصوري أن لصندوق خليفة لتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة كبير الدعم في مساندته ودعمه عن طريق التمويل، حيث تعرف على الخدمات الكبيرة التي يقدمها الصندوق منذ انطلاقته الأولى، وتقدم بطلب الحصول على الدعم، ولم ينتظر طويلا حتى أتاه المدد من الصندوق لينشئ شركته الخاصة التي أطلق عليها اسم عيون البادية للسياحة في شهر أغسطس من العام 2009، لتقوم شركته بتنفيذ بيئة نموذجية وتقليدية لحياة سكان البادية. وأضاف المنصوري: الحمد لله كانت تجربتي مع الصندوق ميسرة لأنني كنت أرى أي سؤال أو طلب كان يطلبه مني الصندوق ما هو إلا أمر يريدني أن أركز عليه أثناء فترة إعداد دراسة المشروع لأفهم تفاصيل أكثر عن مشروعي الذي أنا مقدم عليه. وقد أفادتني أسئلتهم كثيراً في إعداد دراسة تفصيلية عن المشروع والإجابة عن أسئلتهم في لجنة اعتماد القرض. وارتكز نجاح المنصوري في مشروعه التجاري واستمراره إلى اعتماده على معيار الجودة في تقديم خدماته وحرصه الدائم على متابعته، إضافة لحرص المخيم على تنويع خدماته، وضمان راحة الزائر واستمتاعه بوقته. ويسعى المنصوري إلى توسعة مشروعه والخدمات التي يقدمها في قطاع السياحة ليغطي منطقة العين والمنطقة الغربية اللتين تمتازان بالواحات والمتاحف والتلال العالية والمقومات الأساسية من مشاريع سياحية تجذب السياح لها. وتابع: بعد تحقيق هذا الهدف أسعى إلى التوسع في تغطية جميع إمارات الدولة لتعريف السياح بمعالمنا السياحية وعن عاداتنا وتقاليدنا وأن يأخذ السياح جولة متكاملة لاكتشاف ما تتمتع به الدولة من سياحة في الصحراء والبحر والجبال. ويتعامل مخيم عيون البادية للسياحة مع عدد من الجهات الحكومية للترويج لأنشطته وهي جهات تدعم المواطنين، وتحرص على دفعهم للأمام. المشاريع الصغيرة تحتاج الدعم الحكومي قال مطر المنوري: تحتاج المشاريع الصغيرة إلى الدعم الحكومي وليس لنا غنى عن دعمهم، وصندوق خليفة لم يدخر جهداً في تعريفنا بالدوائر الحكومية، وقد تلقى مكتبنا السياحي عدة أتصالات من دوائر محلية وشركات خاصة، وتعرفوا على خدماتنا عن طريق ترويج صندوق خليفة لنا. ووجه المنصوري دعوة للشباب المواطن إلى التوجه نحو المشاريع معلقاً بالقول: الباب الآن مفتوح لكل مواطن يرغب في تأسيس مشروعه التجاري من خلال التقدم لصندوق خليفة وحضور دورة إعداد دراسة المشاريع التي ينظمها الصندوق لرواد الأعمال. يجب أن تكون فكرة المشروع مجدية وقابلة للدراسة، وأن تكون في ضمن قطاع المشاريع التي يدعمها الصندوق، وهذه بعض النصائح التي تعلمتها من خلال خبرتي كرائد أعمال: الإيمان بالفكرة، حسن الظن بنجاح الفكرة، الصبر، التخطيط لإنجاح الفكرة، توقع الغير متوقع عند تنفيذ المشروع، التروي في اتخاذ القرارات واكتساب مهارة حل المشاكل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©