الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«ماما ميركل» تواجه التحديات الأوروبية برصيد سياسي قوي

«ماما ميركل» تواجه التحديات الأوروبية برصيد سياسي قوي
10 يوليو 2015 01:00
برلين (وكالات) خرجت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دون خسائر سياسية تذكر من الأزمة المالية العالمية، والمساعدات الأوروبية، ومنعطف الطاقة النووية، والأزمة بشأن أوكرانيا. ومع تصاعد وتيرة الأزمة اليونانية عقب الاستفتاء الذي تمخض عن رفض اليونانيين لشروط الدائنين، تبدو ميركل في وضع جيد يؤهلها للبقاء قوية حتى إذا خرجت اليونان من منطقة اليورو. وتمتعت المستشارة، التي تدير ألمانيا منذ أكثر من عقد، بمعدلات تأييد مرتفعة ثابتة، وحشدت رصيداً سياسياً كبيراً في الداخل، يحسدها عليه معظم قادة القارة الأوروبية. ويتقدم حزبها المحافظ في استطلاعات الرأي بلا منازع، في غياب أي منافس موثوق، بينما يجد أسلوب قيادتها المطمئن والمتفادي للمخاطر قبولاً لدى الناخبين، وهو ما أكسبها لقب «ماما». وأوضح «بيتر ماتوسشيك»، رئيس قسم الأبحاث السياسية والاجتماعية لدى «وكالة فورسا» الألمانية لاستطلاعات الرأي، أن ميركل أكدت مراراً وتكراراً أن هدفها هو الإبقاء على اليونان في منطقة اليورو، بيد أن الناخبين من المستبعد أن يحاسبوها على الإخفاق في مثل هذا الجهود، لأنها ظلت تلعب دور الحامي في أزمة اليورو على مدار سنوات. وأضاف «ماتوسشيك»: «إن غالبية الناخبين لديهم انطباع بأنها تفعل كل ما بوسعها، وإذا لم تُجد جهودها فمن المحتمل أنه ليس بسببها»، لا سيما أن الألمان ينظرون إلى الحكومة اليونانية باعتبارها وراء الوصول إلى طريق مسدود. وتعود براعة ميركل في طمأنة الألمان بأنها تضع الأزمات المربكة تحت السيطرة إلى عام 2008، عندما أعلنت في بداية الأزمة المالية العالمية أن حكومتها تضمن مدخرات كافة البنوك الخاصة. وأضحت المثابرة البراجماتية علامة مميزة لميركل، وبدت أيضاً واضحة في الأزمة بشأن تصرفات روسيا في أوكرانيا، وهو ما أكسبها استحساناً قوياً في الداخل بسبب جهودها الرامية إلى الحفاظ على الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دون كلل أو ملل، من أجل الحيلولة دون تفاقم الصراع. وفي الوقت ذاته، تولت ألمانيا بقيادة ميركل زمام المبادرة في فرض عقوبات ضد روسيا، رغم تكاليفها بالنسبة للصناعة الألمانية. وهذا النهج السياسي المستقر وإن كان بطيئاً له أصداء جيدة في الداخل. وأخبرت ميركل المشرعين الألمان الأسبوع الماضي أن كل خطوة بشأن اليونان كانت وستكون «مدروسة بشكل جيد جداً». والاستثناء الوحيد لهذا النهج السياسي جاء في عام 2011، عندما عجّلت متعمدة إغلاق محطات الطاقة النووية الألمانية عقب التسرب الإشعاعي في مفاعل «فوكوشيما» الياباني، بعد أن كانت حكومتها قررت تمديد عمل المفاعلات قبل أشهر قليلة. ورغم أن هذه الخطوة المفاجئة أربكت مؤيدي ميركل في البداية، إلا أنها ساعدت على المدى الطويل في نزع فتيل قضية حساسة بالنسبة لحزبها. وتدير ميركل في الوقت الراهن «ائتلافاً كبيراً» من أكبر الأحزاب الألمانية يضم يسار الوسط والديمقراطيين الاشتراكيين، ويمتلك نحو 80 في المئة من مقاعد البرلمان، في حين المزمع عقد الانتخابات المقبلة في نهاية عام 2017. وأخفق جناح اليمين المتطرف الذي يمكن أن يمثل تهديداً سياسياً لميركل في حشد أي زخم، بسبب تركيزه على الحديث عن مناهضة الهجرة، ومشاكله الداخلية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©