الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تسونامي العدوان يخلف الخراب في المغازي

22 يوليو 2006 01:28
غزة - ا ف ب: بحثت فاطمة مبروك بلهفة عن حاجيات أطفالها بين أنقاض منزلها الذي هدمته الجرافات العسكرية والدبابات قبل انسحابها من مخيم المغازي بعد اجتياح خلف الموت والدمار ووصفه الأهالي بأنه أعنف من ''تسونامي'' وزلزال· وفي بيت مهدوم جزئيا ايضا قرب منزلها كان الطفل ايهاب سعيد يبحث عن بعض ألعابه وكتبه بين ركام غرفة نومه· فما أن انسحبت الآليات العسكرية الاسرائيلية، عادت فاطمة الى المخيم مع أطفالها السبعة بعد ان اضطرها القصف المدفعي الى إخلاء منزلها أمس الأول· وقالت وهي تسعى لانتشال أي شيء لا يزال قابلا للاستعمال بين الأنقاض مع أطفالها، ''ضربونا بالقذائف والنيران· خرجت مع أولادي دون أن آخذ شيئا ولا أعرف أين سنذهب الآن، حتى ملابسنا ممزقة''· وروى ايهاب ان جيش الاحتلال أطلق النار على منزل عائلته ثم هدمه· وقال ''أخرجونا من المنزل وأوقفونا قرب دبابة ثم جاءت دبابة ثانية وراحت تهدم البيت· حرمونا من الاكل والشراب وكنا خائفين فراح الجنود يصرخون علينا ويضربوننا''· وأشار والده عبد الرحيم سعيد الى بساتين جرفتها جرافات الاحتلال قرب المخيم· وقال ''ما ذنب أشجار الزيتون حتى يقتلعوها وبعضها عمرها أكبر من عمري''· وأضاف ''ما حصل هنا أكثر من تسونامي وزلزال كله دمار وخراب''· ورفع يديه الى السماء قائلا ''حسبنا الله ونعم الوكيل''· وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية ان الجيش الاسرائيلي استخدم قذائف محرمة دوليا في قصفه على المدنيين الفلسطينيين· ودمرت قوات الاحتلال محطة مياه ومصنع ملابس كان يشغل موظفين عمالا من 73 عائلة و10 منازل على الاقل لاسر فلسطينية في المخيم الذي يضم لاجئين من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام ،1948 كما قامت بتجريف نحو 160 دونما من الاراضي المزروعة خصوصا بأشجار الزيتون والحمضيات· وبدت عشرات الاشجار مطمورة تحت الاتربة في مساحة واسعة من الاراضي التي دمرتها الجرافات العسكرية الاسرائيلية· وذكر مصدر في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة ''أونروا'' انه سيتم إيواء 10عائلات باتت بلا ماوى في احدى المدارس موقتا· وعاد مئات السكان الفلسطينيين لتفقد الدمار في المخيم الذي باتت طرقاته مقطوعة بسبب حفر كبيرة خلفتها القذائف والجرافات والدبابات، وأخذوا يواسون بعضهم بعضا حيث كان يمكن مشاهدتهم يتصافحون وسط ابتسامات ممزوجة بالحزن· وقال أحدهم ''ان مرور الاسرائيليين كان مثل تسونامي· دمروا ثمانية دونمات من أشجار الزيتون التي أملكها''· وجلس العجوز أبو عبد الله (80عاما) تحت شجرة وحيدة بقيت في أرضه المجرفة· وقال، مستذكرا نكبة عام 1948 ''فعلوا في المخيم كل المصائب التي فعلوها عندما هجرونا من بلدنا في بئر السبع·انهم لا يعرفون إلا الخراب والقتل''· ورفض طلب العون من العرب ورفع يديه الى السماء وهو يتمتم ودموعه تنهمر على لحيته البيضاء ''ما لنا غير الله·لا نريد من العرب شيئا إلا ان يتركونا بحالنا·الله معنا''· وبدأت آليات تابعة لبلدية المخيم عمليات إصلاح الطرق وتمهيدها أمام المركبات· وإزاء هذا العدوان المتواصل، دعا أمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان خلال خطاب ألقاه في مجلس الأمن الدولي مساء أمس الأول إلى ''الوقف الفوري لأعمال العنف الاعمى وغير المتكافئ''، معربا في الوقت نفسه عن قلقه العميق للوضع في قطاع غزة· وقال ''نحن بحاجة الى طريق نحو السلام لقطاع غزة كما نطلب ذلك للبنان وإعادة فتح المعابر المغلقة والا ظلت غزة رهينة دوامة المعاناة والفوضى، وظلت المنطقة مشتعلة''· وأضاف أن أكثر من 100 فلسطيني ، معظمهم من المدنيين، قتلوا في الشهر المنصرم وحده وأنه بعد تدمير محطة لتوليد الكهرباء في غزة، بات أكثر من مليون شخص محرومين من الكهرباء معظم الليل والنهار''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©