الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تعثر الإعمار واستمرار الحصار يخنقان سكان غزة

تعثر الإعمار واستمرار الحصار يخنقان سكان غزة
10 يوليو 2015 01:00
غزة (شينخوا) يقف الفلسطيني طلال العجلة على مقربة من أكوام ركام منزل عائلته المدمر غير مصدق أن عاماً كاملًا مضى على الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة من دون أن يتغير شيء. ويطابق مشهد ركام منزل العجلة غالبية المنازل المجاورة له في حي «الشجاعية» شرقي مدينة غزة الذي ترقد فيه مناطق سكنية بكاملها في خراب ودمار هائلين دون بوادر عملية إعادة الإعمار. ويعبر العجلة، في نهاية الثلاثينيات من عمره، عن غضبه الشديد إزاء استمرار تعثر إعادة الإعمار في غزة، معتبرا أنه «لا أحد يحرك ساكنًا من أجلنا والجميع تركنا وسط الحطام ومن دون مأوى». وشنت إسرائيل هجومًا عسكريا واسعًا على قطاع غزة في الفترة من 8 يوليو حتى 26 أغسطس العام الماضي، أسفر عن مقتل أكثر من 2200 فلسطيني وجرح ما يزيد على 10 آلاف آخرين، مقابل مقتل 73 إسرائيليًا وجرح 1600 آخرين. وهدم خلال الهجوم الإسرائيلي عشرات آلاف المنازل السكنية بشكل كلي أو جزئي، إضافة إلى أنه أدى لدمار هائل في البني التحتية للقطاع وتضرر كبير في شبكات تمديد الكهرباء والماء. وسبب هدم منزل عائلة العجلة الذي كان مكونا من ثمانية طوابق تشتت أسرة صلاح وأسر أشقائه إلى منازل في أماكن متفرقة بالإيجار، لافتاً إلى أنهم يقاسون الأمرين في تحمل عناء العيش في مكان مؤقت وتدبير تكاليف الإيجار. ويبدي العجلة تشاؤماً كبيرًا إزاء الوعود المتكررة بانطلاق مرحلة إعمار المنازل المدمرة كلياً، متسائلًا: «كيف نصدق وعود البناء، ومجرد رفع ركام الدمار لم يتم حتى الآن». وكان نحو نصف مليون شخص في قطاع غزة نزحوا خلال الهجوم الإسرائيلي عن منازلهم فيما بقي ما يزيد على مائة ألف منهم من دون مأوى حتى الآن. وتوسطت الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي باتفاق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بغرض الإشراف على إعادة إعمار القطاع، إلا أن جهات فلسطينية اشتكت من تضمن الآلية الأممية قيوداً مشددة بشأن الرقابة على توريد مواد البناء. واقتصرت عمليات الإعمار طوال العام المنقضي على ترميم وإصلاح المنازل المتضررة جزئياً من دون أن يتم حتى الآن بناء أي من المنازل المدمرة كليًا. وباتت مظاهرات من دمرت منازلهم في الهجوم الإسرائيلي الأخير شبه يومية في قطاع غزة للاحتجاج على ما يوصف بالمماطلة الإسرائيلية إزاء توريد مواد البناء اللازمة لعمليات الإعمار. وبالتزامن مع مرور عام على بدء الهجوم الإسرائيلي، بدأت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية أول من أمس، توزيع كميات من الأسمنت على أول دفعة من أصحاب المنازل المدمرة كلياً في الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة بعد أن كانت قد أعلنت عن تلقيها موافقة إسرائيلية لبدء توريد تلك المواد. ويتحدث العجلة بغضب قائلًا «كنا نأمل أن يضع اتفاق وقف إطلاق النار حداً لشدة الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة حسب ما توقع الجميع بعد إعلان وقف إطلاق النار في 26 أغسطس الماضي». ويضيف «أذكر وقتها أننا سمعنا في وسائل الإعلام أنه تم تحديد مدة شهر لبدء مفاوضات أخرى مع إسرائيل بشأن المطالب بإنشاء ميناء بحري وتشغيل مطار غزة المدمر وفتح المعابر، لكن شيئًا من ذلك لم يحدث حتى أن المفاوضات تأجلت ولم تتم حتى الآن». وتفرض إسرائيل حصارا على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة «حماس» على الأوضاع فيه. ويقول الكاتب والمحلل السياسي من غزة طلال عوكل، «إن استمرار حدة الحصار بعد عام على الهجوم الأخير ترك الوضع في القطاع في حالة مزرية. ونبه عوكل إلى حالة الإحباط الشديد التي تنتاب سكان قطاع غزة جراء الوجع العميق من الدمار الحاصل وتعثر إعادة الإعمار واستمرار أزمات الحياة اليومية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©