الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«سربرينتشا».. جرح مفتوح يلقي بظلاله القاتمة على البوسنة

«سربرينتشا».. جرح مفتوح يلقي بظلاله القاتمة على البوسنة
10 يوليو 2015 01:00
جلوجوفا (رويترز) كانت بعض الجثث ملقاة على أرض الغابة بادية للعيان، عندما دخل الدكتور «فيدو توكو» اختصاصي الطب الشرعي سربرينتشا في نهاية حرب البوسنة، وبعد مرور 20 عاماً لا يزال يواصل الحفر بحثًا عن جثث أخرى. وقال توكو، البالغ من العمر 48 عاماً، بينما كان عامل يحفر بحثًا عن عظام في ساحة منزل غير مأهول: «كان الهدوء شديدًا ولم يكن هناك حتى صوت العصافير، ولم أتوقف قط منذ بدأت». وتحتفل البوسنة غداً بذكرى مرور 20 عاماً على أسوأ مذبحة في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والتي راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم من الرجال والصبية على أيدي قوات صرب البوسنة خلال خمسة أيام في يوليو عام 1995. ومن المتوقع أن يشارك عشرات الآلاف في إحياء ذكرى ضحايا المذبحة، وذلك بدفن رفات 136 ضحية، تم التعرف إلى أصحابها في الآونة الأخيرة تحت شواهد من الرخام الأبيض. وحتى الآن ما زالت العظام تظهر في الغابات والأراضي الزراعية المحيطة بسربرينتشا لأكثر من ألف مفقود، ألقي بجثثهم في حفر ثم استخرجت رفاتهم بعد شهور قبل تفريقها في قبور أصغر حجماً على أيدي قوات صرب البوسنة التي كانت تحاول طمس معالم جريمتها. ويعتقد المحققون أن قبرًا جماعيًا كبيرًا على الأقل لم يكتشف حتى الآن، في الوقت الذي يحاكم فيه مهندساً المذبحة المتهمان «رادوفان كارادزيتش» زعيم صرب البوسنة إبان الحرب وقائده العسكري «راتكو ملاديتش» أمام محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة في لاهاي دون أن يبديا أي ندم. ولهذا لا تزال سربرينتشا جرحاً مفتوحاً، ويلقي ذلك بظلاله القاتمة على البوسنة حيث يبدي كثيرون من الصرب رأيًا مختلفًا فيما حدث، بينما لا يزال الارتياب والكراهية بعد مرور عشرين عاماً يقضيان على أي أمل في حصول مصالحة بين الصرب والمسلمين. وقالت «هاجرة كاتيتش»: «عثرت على زوجي ودفنته، لكني لم أتوصل إلى ابني حتى الآن؟»، مشيرة إلى ابنها «نينو» الذي كان عمره 26 عاماً عندما تخلى جنود حفظ السلام الهولنديون التابعون للأمم المتحدة عن «سربرينتشا» التي كانت ملاذاً آمناً ما سمح بدخول ملاديتش في 11 يوليو عام 1995. وأضافت هاجرة: «إذا لم أجده وإذا لم أجد قبراً له، فهم ينكرون وينكرون أن كل هؤلاء قتلوا، وباستطاعتهم أن يقولوا غداً إننى حتى لم ألده». وأصبحت سربرينتشا في نظر المسلمين من أهل البوسنة رمزاً للمعاناة الجماعية، أما الصرب فيرون فيها عصا يضربهم بها العالم. من ناحية أخرى ستنتقل اللجنة الدولية للمفقودين، التي كان لها دور رائد في استخدام الشفرة الوراثية في التعرف على الكثير من قتلى البوسنة الذين بلغ عددهم 100 ألف، إلى لاهاي لتصبح منظمة دولية كاملة تعمل في مختلف أنحاء العالم. وسلمت خبيرة الطب الشرعي «دراجانا فوسيتيتش»، البالغة من العمر 34 عاماً، بأنها تشعر بالقلق لما قد يعنيه ذلك لعملها في البوسنة، فزيادة عدد الجثث تعني المزيد من العمل والمزيد من التمويل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©