إسرائيل تحمل أميركا مسؤولية توقف المفاوضات المباشرة

اتهم تقرير أصدره قسم الأبحاث السياسية (قسم الاستخبارات) في وزارة الخارجية الإسرائيلية ونشرته صحيفة “معاريف” أمس، الولايات المتحدة بالتسبب بشكل كبير في توقف مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، عبر الإصرار على تجميد توسيع الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة واستمرار منح الدعم السياسي للسلطة الوطنية الفلسطينية. وذكر التقرير أن رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاستمرار المفاوضات في ظل الاستيطان نابع في الأساس من رفع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما راية تجميد البناء في المستوطنات. وأضاف أنها متهمة أيضا بتوريط عباس في شكل النشاط السياسي الذي يمارسه خوفاً من أن يعتبره الفلسطينيون “متنازلاً” عن حقوقهم وثوابتهم، ورأى أن توقع أوباما خلال كلمته في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة في شهر سبتمبر الماضي، إمكانية ظهور الدولة الفلسطينية العام المقبل، ساهم في تصلب عباس. وخلص إلى أن عباس يريد أن يستخدم الدعم الأميركي له من أجل إدانة إسرائيل في فشل المفاوضات المباشرة، كما يسعى إلى إقناع المجتمع الدولي بممارسة ضغط كبير على إسرائيل لتجميد توسيع المستوطنات. وادعى التقرير أن السياسة الأميركية بشأن الاستيطان أثرت سلباً على سياسة السلطة الفلسطينية ذاتها، وأفسحت المجال أمام انتقادات الشعب وقوى المعارضة الفلسطينية للمفاوضات. وتوقع أن تستمر المفاوضات بطريقة غير مباشرة حتى إجراء انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأميركي في شهر نوفمبر المقبل، ثم تتجدد الضغوط على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة إلى المفاوضات المباشرة. في غضون ذلك، دعت رئيسة حزب “كاديما” الإسرائيلي المعارض تسيبي ليفني رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تجميد البناء بالمستوطنات لمدة شهرين، إذا كان ذلك هو “المطلب الوحيد لأوباما”، وقالت في مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي “إن نتنياهو يتردد، مما يضع إسرائيل في موقع ضعف”، وأضافت “على قدر الوقت الذي اعتقدت خلاله بإمكانية التفاوض بشأن اتفاق سلام من دون دفع الثمن بتجميد الاستيطان، التزمت الصمت، لكن اليوم اعتقد ان على الحكومة الموافقة على الاقتراح الاميركي بتمديد قرار تجميد الاستيطان لشهرين”.