السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ذو النون المصري».. إمام العارفين الثائر على جمود العقل

«ذو النون المصري».. إمام العارفين الثائر على جمود العقل
9 يوليو 2015 20:05
سعيد ياسين (القاهرة) «ذو النون المصري».. مسلسل رمضاني شهير عرض قبل 14 عاماً، وتناول قصة حياة إمام العارفين ثوبان بن إبراهيم الأخميمي الشهير بذي النون المصري، وقد كان فقيهاً حكيماً فيلسوفاً زاهداً وصاحب عقل مستنير دعا لحرية النظر والتأمل، فاتهم بالمروق عن المنهج الإسلامي، ومثل أمام الخليفة العباسي المتوكل للمحاكمة، ولكن الخليفة حاوره وأشاد بصحة إسلامه، وأطلقه ليستمر في الدعوة للاحتكام إلى العقل والفكر والتأمل والنظر. مؤسس علم التصوف المسلسل الذي عرض عام 2001، ولعب بطولته ممدوح عبد العليم، وسميحة أيوب، وعبد الرحمن أبو زهرة، وشيرين، وحنان شوقي، وأحمد راتب، ومديحة حمدي، ونشوى مصطفى، وعزيزة راشد، وسلوى عثمان، وخليل مرسي، وأحمد عبد الحليم، وسمير حسني، وتأليف عبد السلام أمين، وإخراج هاني لاشين ووقع في 35 حلقة، ألقى الضوء على جوانب العبقرية المتعددة في هذا الرجل منذ مولده في أواخر أيام الخليفة المنصور في مدينة أخميم بصعيد مصر، حيث مقر أخناتون والمعابد الفرعونية، وهو يعد المؤسس الحقيقي لعلم التصوف إلى جانب تميزه في الكيمياء والطب والفلك وعلم الكلام، وانتهاءً بموته عام 246 من الهجرة عن 90 عاماً. شخصية متناقضة وقال ممدوح عبد العليم إنه من أجل شخصية ذي النون المصري اتبع ريجيماً قاسياً لإنقاص وزنه، ونجح في التخلص من الوزن الزائد الذي كان يعاني منه ليتناسب مع شخصية الإمام الذي كان نحيفاً، أسمر اللون جميل الطلعة. وأشار إلى أن إعجابه بالشخصية كان وراء موافقته على القيام ببطولة المسلسل، خصوصاً وأنها كانت مليئة بالمتناقضات منذ كان صاحبها فلاحاً في صعيد مصر، وثار مع المتمردين على الأوضاع السائدة، وإلى جانب ذلك أوتي علماً كثيراً، فهو عالم من علماء الكيمياء والفلك ومتصوف من الأئمة وواحد من الذين نجحوا في فك طلاسم اللغة المصرية القديمة وترجمتها إلى اللغة العربية الفصحى، كما تصدى للخليفة المأمون وهو يحاول اقتحام الهرم الأكبر، وتوصل إلى الباب الحقيقي للهرم والذي عرف بعد ذلك بباب المأمون، كما أنه كان تارة إماماً يجمع الناس ويعلّمهم الخير لينقذهم من الشر والحرام، وتارة أخرى كان شاعراً، وثالثة كان عالماً يجيد إلى جانب العربية اللغتين الفارسية واليونانية، وترجم منهما وإليهما الكثير من المعارف، وله العديد من المؤلفات التي لم يبق منها سوى أسمائها فقط، وبالرغم من التناقض في شخصيته، إلا أنه كان يتميز بالأناقة في المظهر والملبس وله لحية عادية، وكان يدعو إلى التصوف والزهد. وكشف عبدالعليم عن أنه حين جسد شخصية «ذو النون» تأثرت تعاملاته مع المحيطين به وعاش حياة الزهد لدرجة أدهشت الكثيرين، وقال: كان «ذو النون» صاحب نظرية خاصة للتصوف فقد آمن بأن التصوف لا يفصل الإنسان عن سياقات الحياة الطبيعية، ومنذ أن بدأت في القراءة والاندماج في تصوير تلك الشخصية الثرية فقدت قدرتي على التواصل مع الناس، ولم أعد في حالتي الطبيعية». دعوة درامية وأشارت ســـميحة أيـــوب إلى أن الراحل عبد السلام أمين حرص على تقديم المسلسل ليكون بمثابة دعوة درامية على لسان هذا العالم المتصوف الجليل، ورسالة لأبناء الأمة العربية والإسلامية بأن يرتفعوا فوق مستوى التحديات ليكون همهم وشغلهم الشاغل مواجهة أعدائهم بالعلم، والغوص في بحار أجدادهم الفراعنة لاكتشاف أسرارهم العلمية والطبية والفلكية والحضارية، حيث عرض العمل نماذج وعبراً ومواقف من حياة هذا الرجل الذي قدم معادلة نجاح الأجداد في التغلب على المستحيل حتى سبقوا عصرهم في الطب والفلك والعلوم والعسكرية والاستراتيجيات الدفاعية، فلم يُقهروا ولم يلن لهم جانب أو يهونوا على أنفسهم يوماً. أما المخرج هاني لاشين فقال إنه بذل مجهوداً كبيراً مع فريق العمل لأجل خروج المسلسل بصورة جيدة تتناسب مع شخصية الإمام التي كانت ثرية في شتى المجالات، وأنه قرأ كثيراً عنه قبل البدء في التصوير، وحرص على نقل صور ومواقف طبيعية من حياته كما كانت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©